اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد وعجل فرجهم
بقلم/ أحمد رضا المؤمن
لعلّي أكون ظالماً بحق هذا المرجع الولي المجاهد البطل عندما أحدد كراماته بثلاث كرامات فقط . فكراماته ما زالت تتوالى بركاتها على عقول وقلوب العراقيين لتنير دروبهم الغارقة بدماء التضحيات ومُنذُ القدم .
ولكنني أحببت في هذه السطور الإشارة والتنبيه إلى ثلاث كرامات ظاهرة وحديثة إعترف بها العدو قبل الصديق وإن لم يعترف لهُ بكونها كرامات وليست صدف ، وفي كُل الأحوال فهي موجّهة إلى الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنهُ . وهذه الكرامات حسب التسلسل الزمني هي :
أولاً : كرامة إنهيار سُلطان قاتله في نفس يوم قتله
فمن يجرؤ أن يُنكر هذه الكرامة العظيمة التي أكرم بها الله تعالى هذا السيّد المجاهد الذي وقف مُتحدياً ظلم صدام الهدام وأتباعه الطُغاة مُستلهماً نهج جدّه الحسين "ع" الذي قال قولته الشهيرة ( ألا وأن الدعي إبن الدعيّ قد ركز بين إثنتين ، بين السلة والذلّة ، وهيهات منا الذلّة ) .
فعندما أُعتقل شهيد العراق السيّد مُحمّد باقر الصّدر "رض" مع أختهُ العلوية المُجاهدة البطلة العالمة الفاضلة آمنة الصدر ( بنت الهدى ) في 4/ نيسان / 1980م تم إعدامهم بتأريخ 8/ نيسان /1980م وسُلمت جُثّته في اليوم التالي إلى إبن عمّه العلاّمة السيّد مُحمّد صادق الصّدر "قده" ليدفنه في ظروف مجهولة وحساسة وصعبة .
وإذا بدوائر الدنيا تدور على الظالم .. نفس الظالم .. وعلى العصابة .. نفس العصابة فيُهزم ويُهزمون ويُباد عرشهُ الدموي في نفس اليوم .. وفي نفس الساعات .. في 8/ نيسان /2003م ثُم ليسقط صنم ساحة الفردوس في اليوم التالي في 9/ نيسان/ 2003م .
ثانياً : كرامة تحقق نبوءته بشأن ذل أعداءه
لقد تنبأ الشهيد الصدر الأوّل من خلال قراءته وإستشرافه لواقع الأمة بمصير عصابة حزب البعث المباد وزعيم عصابتهم حتى كأنه كان يرى بأم عينيه تفاصيل ما سيجرى لهذه العصابات المجرمة ، وفي ذلك يُخاطبهم ويقول : ( .. فوالله لن تلبثوا بعد قتلي إلاّ أذلّة خائفين ، تهول أهوالكُم وتتقلّب أحوالكُم ، ويُسلّط عليكُم من يُجرعكُم مرارة الذُّل والهوان ، يسقيكُم مصاب الهزيمة والخسران ، ويُذيقكُم ما لم تحتسبوه من طعم العناء ، ويُريكُم ما لم ترتجوه من البلاء .. وأورث الله المستضعفين أرضكُم ودياركُم وأموالكُم .. فإذا قد أمسيتُم لعنةً تُجدد على أفواه الناس ، وصفحة سوداء في أحشاء التأريخ ) .
فأي ذل أشد مما لقيه ذلك التافه صدام الهدام وزبانيته من إعتقال على يد أسياده الأمريكان ليلتقطوه في جحر الجرذان بلحيته العفنة ، ثُم ليوضع في قفص عدالة الشعب العراقي الذي طالما أذاقه الويلات والحروب والتشريد والتعذيب .
ثالثاً : سماع الطاغية المجرم لإسم الشهيد الصّدر الأول "رض" في آخر لحظة من حياته المشؤومة
من الكرامات العظيمة ذات الدلالة والعبرة لأولي الألباب أن الوحش الرذيل صدام الهدام خرج من الدُنيا وقد سمع ما سمع من السباب والإهانات والإستهزاء ما يليق به كجرذ قومي لأمة الجرذان في جُحره العار .
ولكن الأهم والأبرز هو أنه وفي آخر لحظات حياته المشؤومة كان آخر إسم طرق سمعهُ هو إسم شهيد العراق السيّد مُحمّد باقر الصّدر "رض" وذلك عندما هتف الحاضرون بوجهه بمجموعة شعارات كان آخرها ما هتف به أحد المسؤولين من الحضور عندما صاح بوجهه القبيح ( يعيش السيّد مُحمّد باقر الصّدر .. ) بعدها بلحظات إنتقل الطاغية إلى الجحيم فكان آخر كلمة وإسم يطرق سمعهُ ــ وهو ما يؤكّده الشريط المصور ــ هو إسم شهيد العراق الخالد آية الله العُظمى السيّد مُحمّد باقر الصّدر "رض" الذي لقي على يديه أشد أصناف التعذيب حتى إستشهد ولم يكتفي الطاغية اللعين بذلك .. بل قام بقتل وتعذيب ومُلاحقة أتباعه ومُحبيه وكُل من سار على نهجه وفكره وإلى آخر يوم من حكمه الدموي الظالم .
إنها لعبرة عظيمة أن يكون آخر ما يسمعه ( صدام ) عبارة ( يَعيش مُحمّد باقر الصّدر ) ولا أتصور أن هُناك من يعرف ذلك إلاّ من قاسى وعاش وعانى ويلات هذا العُتُـل الزنيم .. إنها آيات لقوم يتفكّرون .. والحمد لله رب العالمين .
منقول