عمره يوم أسلم - الكافي عن سعيد بن المسيّب: سألت عليّ بن الحسين (عليهما السلام) : ابن كم كان عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) يوم أسلم؟
فقال(عليه السلام) : أوَكان كافراً قطّ! إنّما كان لعليّ(عليه السلام) حيث بعث اللَّه عزّوجلّ رسوله(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عشر سنين، ولم يكن يومئذ كافراً، ولقد آمن باللَّه تبارك وتعالى وبرسوله(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وسبق الناس كلّهم إلى الإيمان باللَّه وبرسوله(صلى اللّه عليه وآله وسلم) وإلى الصلاة بثلاث سنين، وكانت أوّل صلاة صلّاها مع رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الظهر ركعتين.
- شرح نهجالبلاغة: واختُلف في سنّه(عليه السلام) حين أظهر النبيّ(صلى اللّه عليه وآله وسلم) الدعوة، إذ تكامل له صلوات اللَّه عليه أربعون سنة؛ فالأشهر من الروايات أنّه كان ابن عشر، وكثير من أصحابنا المتكلّمين، يقولون: إنّه كان ابن ثلاث عشرة سنة، ذكر ذلك شيخنا أبوالقاسم البلخيّ وغيره من شيوخنا.
والأوّلون يقولون: إنّه(عليه السلام) قُتل وهو ابن ثلاث وستّين سنة، وهؤلاء يقولون: ابن ستّ وستّين، والروايات في ذلك مختلفة.
ومن الناس من يزعم أنّ سنّه كانت دون العشر، والأكثر الأظهر خلاف ذلك.
وذكر أحمد بن يحيى البلاذري وعليّ بن الحسين الأصفهاني أنّ قريشاً أصابتها أزمة وقحط، فقال رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) لعمَّيه حمزة والعبّاس : ألا نحمل ثقل أبيطالب في هذا المَحل! فجاؤا إليه، وسألوه أن يدفع إليهم ولده؛ ليَكفوه أمرهم. فقال: دَعُوا لي عقيلاً، وخذوا من شئتم - وكان شديد الحبّ لعقيل -. فأخذ العبّاس طالباً، وأخذ حمزة جعفراً، وأخذ محمّد(صلى اللّه عليه وآله وسلم) عليّاً(عليه السلام) ، وقال لهم: قد اخترتُ مَن اختاره اللَّه لي عليكم؛ عليّاً.
قالوا: فكان عليّ(عليه السلام) في حِجْر رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، منذ كان عمره ستّ سنين.
وكان ما يسدي إليه صلوات اللَّه عليه من إحسانه وشفقته وبرّه وحسن تربيته كالمكافأة والمعاوضة لصَنيع أبيطالب به؛ حيث مات عبدالمطّلب وجعله في حجره.
وهذا يطابق قوله(عليه السلام) : لقد عبدتُ اللَّهَ قبل أن يعبده أحدٌ من هذه الاُمّة سبع سنين»، وقوله(عليه السلام) : «كنتُ أسمع الصوت، واُبصر الضوء سنين سبعاً، ورسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) حينئذٍ صامت، ما اُذن له في الإنذار والتبليغ»؛ وذلك لأنّه إذا كان عمره يوم إظهار الدعوة ثلاث عشرة سنة، وتسليمه إلى رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) من أبيه وهو ابن ستّ، فقد صحّ أنّه كان يعبد اللَّه قبل الناس بأجمعهم سبع سنين. وابن ستّ تصحّ منه العبادة إذا كان ذا تمييز، على أنّ عبادة مثله هي التعظيم، والإجلال، وخشوع القلب، واستخذاء الجوارح إذا شاهد شيئاً من جلال اللَّه سبحانه وآياته الباهرة، ومثل هذا موجود في الصبيان.