بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نص الحديث قال الإمام عليّ (عليه السلام):من حذرک کمن بشّرک.
دلالة الحديث الحديث المتقدم ينطوي علی اسرار بالغة المدی من حيث دلالاته الثرية وطرأ منه. انه يتحدث عن لغة خاصة من الممکن ان الغالبية من الناس لا يستسيغونها لانها في تصورهم القاصر اهانة للشخصية ونعني بذلک: النصيحة أو الکلام النافذ او المحذرالخ، حيث ان الغالبية من الناس قد اعتادت علی تسلّم المدح والمجاملة في تبادل الاحاديث وهو حق في حالة ما اذا کان ذلک في مسار الخير اما في حالة المجاملة او النفاق او المدح الزائف لما هو معصية فان الأمر ينبغي ان يکون عکس ذلک. تری ما هو السر الکامل وراء ذلک؟
من البين ان الشخصية اذا کانت تمارس عملاً سلبياً: کا لکذب او الغيبة او اية معصية اخری، فان الصديق الحق ومن ينصح الشخصية المذکورة بالاقلاع عن ذلک، ويحذرها من العقاب الهي مترتب علی المعصية المذکورة، لذلک فان التحذير او النصيحة المذکورة تضل في صالح الشخصية، لانها ستقلع حينئذ عن المعصية وتکسب رضاه والعکس هو الصحيح، بمعنی ان صديقک اذا غض النظر عن معصيتک فهذا يعني انه تخلي عن مساعدتک وسلمک الی عدوک الشيطان.
من هنا جاء الحديث القائل: من حذرک کمن بشّرک مشيراً الی اهمية النصيحة للآخر حتی لو کانت کلاماً فيه، الخشونة او الصراحة.
ولعل اهمية هذا الحديث من حيث طرافته تتجسد في بلاغته التي سنحدثک منها الآن.
بلاغة الحديث تتجسد بلاغة الحديث المتقدم في انها تعتمد احد اشکال التشبيه وهو ما نطلق عليه بالتشبيه الواقعي حيث ان التشبيه اما ان يکون مجازياً تخيلياً: کما لو شبهت الکلام الخشن بمن لطمک علی خدک حيث لا صلة واقعية بين سلوک لفظي هو الکلام الخشن وبيد سلوک جسمي وهو: اللطم علی الخد.
واما التشبيه الواقعي فهو عکس الحالة السابقة انه يشبه شيئا حادثاً بشيء حادث آخر من حيث اشتراکهما في نمط هذه الحادثة وهذا ما نلاحظه في تشبيه من يحذر عن يبشر فکلاهما سلوک لفظي والطرافة هنا هي: هذا التضاد بين التحذير والتبشير فالتحذير هو کلام سلبي والتبشير هو کلام ايجابي ولکنهما يشترکان في عملية واحدة هي: ان من حذرک من المعصية يشبه کمن بشرک بنتيجة الطاعة حيث تکسب بذلک رضاه في حالة ما اذا التزمت بالحذر من المعصية.
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
احسنتم جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
اختي الفاضلة
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير
موفقة باذن الله