إن الإنسان الكامل بسبب انه جامع لجميع الكمالات الامكانية ؛ لأنه مظهر جميع الاسماء يظهر هذا الانسجام اختفاء الجمال في وجه الجلال أفضل من الكائنات الأخرى ، لذا رفض الرسول الأكرم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، اقتراح اللعن في قضية معركة اُحد ، رغم تحمل جميع المشقات ، و قال : (لم أبعث لعّاناً بل بعثت داعياً و رحمة ، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ) .
ان هذا المزج بين الغضب و الرأفة يسمى هجراً جميلاً ، و قد كان النبي مأموراً بذلك : ( و اصبر على ما يقولون ، و اهجرهم هجراً جميلاً ) ، (سورة المزمل ، الآية : 10) ،
كما أن أساس الوظيفة أمام الأمر الالهي هو الصبر الجميل : ( فاصبر صبراً جميلاً ) ، (سورة المعارج ، الآية : 5) ، و مثال هذا المزج الميمون ، يمكن مشاهدته في قصة يعقوب المبتلى بهجران يوسف عليه السلام و عدم رأفة أبنائه ، كما جاء في القرآن الكريم : ( بل سوّلت لكم أنفسكم أمراً فصبر جميل والله المستعان ) ، (سورة يوسف ، الآية : 18) .
إن قابلية الإنسان الكامل فيها استطاعة مزج هاتين الصفتين الممتازتين ، و حفظ توازنهما في المسائل العامة و البسيطة ، لذا نبفس النسبة كان جلال غضب الرسول ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ، يمتزج مع جمال رأفته في المسائل السياسية و العسكرية . و في البحوث الثقافية كانا يمتزجان : ( و ما خلقنا السموات و الأرض و ما بينهما إلا بالحق ، و ان الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل ) ، (سورة الحجر ، الآية : 85) ، كان يحافظ أيضاً على ارتباطها في المسائل العائلية البسيطة كما أمر بذلك : ( فتعالين امتعكن واسرحكن سراحاً جميلاً ) ، (سورة الأحزاب ، الآية : 28) .
و لأن خلاصة اخلاق الإنسان الكامل هو القرآن الكريم ، و كلاهما تجليا من منبع رفيع واحد ، مع اختلاف في أن أحدها أرسل و الآخر ، أنزل وأحدهما نزل في صحبة الآخر ، أي أن القرآن نزل في معية الإنسان الكامل ، لا أن الإنسان الكامل أرسل في معية القرآن : (و اتبعوا النور الذي أنزل معه ) ، (سورة الأعراف ، الآية : 157) ، لذا فالقرآن أيضاً جامع للجمال و الجلال الالهيين ، و فيه انسجام الغضب و الرأفة ، كما ان الله عرف القرآن كدواء شافٍ مزيل للآلام ، لكنه ينتج ألماً و عامل خسارة : ( و ننزّل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و لايزيد الظالمين إلاخسارا ) ، (سورة الإسراء ، الآية : 82) .
طبعاً إن تبيين جامعية القرآن بالنسبة إلى الشفاء و الرحمة من جهة ، و الخسارة من جهة أخرى ، و كذلك بالنسبة إلى الهداية من جهة و الاضلال من جهة أخرى المذكور من الآية الكريمة ( .. يضل به كثيراً ، و يهدي به كثيراً ، و ما يضل به إلا الفاسقين ) ، (سورة البقرة ، الآية : 26) ، يتضح بالتأمل في نفس الآيات المذكوره ؛ لأن تعليق الحكم في كلتا الآيتين على وصف مشعر بعلية ذلك الوصف ، أي أن وصف الظلم في الآية الأولى وصفة الفسق في الآية الثانية دليل على أن الظالم و الفاسق ، هما كالمريض المصاب في جهاز الهضم ، و لايستطيع هضم الفاكهة الطيبة و اللذيذة ، و يقوم برد فعل بدلاً من القبول ، لذا يزداد مرضه ، و إلا فإن أساس المرض لا يكون من القرآن . كما ان أساس الضلالة و الخسارة أيضاً ، ليس من الأوصاف السلبية للقرآن ، و بعيد عن ساحة قدسه ، ولكن هذا الإضلال العارضي وا لخسارة الثانوية ، التي هي مظهر غضب الله ، تكون منسجمة مع تلك الهداية الإبتدائية و المستمرة و الذاتية و الأصلية ، و أيضاً مع ذلك الشفاء المستمر .
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح ,
بارك الله فيك و وفقك لكل خير,
اللهم صل على محمد وآل محمد .
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
حبيبتي آمل الزهراء وفقتم بجاة ابلقاسم محمد ص..آل
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد