كمال الإيثار
- الإمام زين العابدين(عليه السلام) : إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء رضوان اللَّه عليّ بن أبيطالب(عليه السلام) ، وقال عليّ(عليه السلام) عند مبيته على فراش رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) :
وَقيتُ بِنَفسي خَيرَ مَن وَطَأَ الحَصَى .... ومَن طافَ بالبيتِ العَتيقِ وبِالحَجر
رسولَ إلهٍ خافَ أن يَمكُروا بهِ .... فنَجّاه ذُو الطَّولِ الإله مِن المَكر
وباتَ رسولُ اللَّهِ في الغارِ آمِناً .... مُوقّىً وفي حِفظِ الإلهِ وفي سِتر
وبُتُّ اُراعِيهمْ ولم يَتْهَمونَنِي .... وقَد وطَّنتُ نَفسي علَى القَتلِ والأسِر
-اُسد الغابة عن أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي: رأيت في بعض الكتب أنّ رسولاللَّه (صلى اللّه عليه وآله وسلم) لمّا أراد الهجرة خلّف عليّ بن أبيطالب(عليه السلام) بمكّة؛ لقضاء ديونه، وردِّ الودائع التي كانت عنده، وأمَره ليلة خرج إلى الغار -وقد أحاط المشركون بالدار- أن ينام على فراشه، وقال له: اتّشِح ببردي الحضرمي الأخضر؛ فإنّه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء اللَّه تعالى. ففعل ذلك.
فأوحى اللَّه إلى جبرئيل وميكائيل (عليهما السلام) : إنّي آخيت بينكما، وجعلت عمْر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة، فأوحى اللَّه عزّوجلّ إليهما: أفلا كنتما مثل عليّ بن أبيطالب؛ آخيتُ بينه وبين نبيّي محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة. اهبطا إلى الأرض؛ فاحفظاه من عدوّه. فنزلا، فكان جبرئيل عند رأس عليّ(عليه السلام) ، وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي: بَخٍ بَخٍ، من مثلك يابن أبيطالب يباهي اللَّه عزّوجلّ به الملائكة!!
فأنزل اللَّه عزّوجلّ على رسوله(صلى اللّه عليه وآله وسلم) - وهو متوجّه إلى المدينة - في شأن عليّ(عليه السلام) : وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِى نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ.
- مجمع البيان عن أبيالطفيل: اشترى عليّ(عليه السلام) ثوباً، فأعجبه، فتصدّق به وقال: سمعتُ رسولاللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يقول: من آثر على نفسه آثره اللَّه يوم القيامة بالجنّة، ومن أحبّ شيئاً فجعله للَّه قال اللَّه تعالى يوم القيامة: قد كان العباد يكافئون فيما بينهم بالمعروف، وأنا اُكافيك اليوم بالجنّة.
- الإمام الصادق(عليه السلام) : كان عليّ(عليه السلام) أشبه الناس طعمةً وسيرةً برسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) ، وكان يأكل الخبز والزيت، ويُطعم الناس الخبز واللحم.
- شرح نهج البلاغة: روي عنه أنّه كان يسقي بيده لنخلِ قومٍ من يهود المدينة حتى مَجلَت يدُه، ويتصدّق بالاُجرة، ويشدّ على بطنه حجراً.