كرامة من كرامات أم البنين (ع) حدثت لسيدة في منطقة القطيف وزالت عنها آثار الحروق ببركة أم البنين (ع)
في ليلة 17 – 4- 1427 هـ الموافق 15 – 5 – 2006 م حيث يقيم النساء حفل مائدة أم البنين عليها السلام (أم العباس بن علي بن أبي طالب ع) في بيت الحاج على منصور أحمد العرفان (من أهالي أم الحمام القطيف) بحي النمر الشمالي بمدينة سيهات وهو حي يقطن فيه الكثير من أهالي أم الحمام أحد قرى القطيف المجاورة لمدينة سيهات أحد مدن محافظة القطيف التابعة لأمارة منطقة الدمام شرق المملكة العربية السعودية.
وقد استحسن الحاضرات من النساء أن يوزعن مشروب الزعفران، فسارعت جارتهم أم فاضل عبد الله بن أحمد عبد الله البحراني (كريمة الحاج عبد الكريم بن سلمان الزاير) إلى بيتها تمنيا بأن تحظى بخدمة إحياء ذكرى أهل البيت عليهم السلام لتعد المشروب.
فحين دخلت المطبخ أرادت أن تبعد مقلاة مليئة بزيت يغلي بالبطاطا عن شعلة الفرن لتقوم بغلي ماء الزعفران.
لكن لشدة حرارة المقلاة اهتزت يدها فانسكب الزيت وهو يغلي على يدها كاملة من أعلاها إلى أسفلها.
وقد كان زوجها (أبو فاضل) يؤدي تمريناته في إحدى الصالات الرياضية مع صاحبه الأستاذ محمد حسين الرضوان (مدرس في مدرسة جعفر الطيار بأم الحمام وهو راوي القصة) فبعد الفراغ من التمرينات ذهبا لصندوق الأمانات لأخذ حاجياتهم الشخصية، إذ يُفاجأ أبو فاضل بأنه يوجد في تلفونه الجوال ثمان إلى عشرة مكالمات هاتفية من البيت لم يرد عليها، عندها سارع بالاتصال بالبيت ليخبروه الخبر وبأنهم في حالة طوارئ، عندها عاد مسرعا إلى البيت ورأى زوجته (أم فاضل) بتلك الحالة، فذهب بها مسرعا إلى طوارئ مستوصف المدلوح بسيهات، فأسرعوا بعمل اللازم لعلاجها وهي في حالة مزعجة من الألم.
وفي هذه الأثناء وصل الخبر إلى النساء اللاتي كن يحيين الحفل فتوجهن جميعا بالدعاء لها بالشفاء العاجل.
وبما أن حروق الزيت تسطو على اللحم وتشوه الجلد طلب الطبيب المعالج أن يأتي بها زوجها غدا ليرى مدى أثر الحروق ومن أية درجة، وأخبره أنها قد تحتاج إلى تحويل إلى مستشفى متخصص.
فعاد بها زوجها إلى المنزل ونامت الحاجة (أم فاضل) ليلتها بكل ما فيها من آلام.
الكرامة:
أما الكرامة والتي يرويها لنا الأخ سلمان عبد الكريم الزاير عن لسان شقيقته أم فاضل، أنها لما نامت رأت في عالم الرؤيا كأنها تعود ثانية إلى المجلس المقام فيه حفل أم البنين (ع) وكأنها ترى الحضور من النساء كما كن في اليقظة، وكانت ترى الأخوات الثلاث (الهاشميات) المتفق معهن قراءة وإحياء المجلس وهن لابسات ثياب سود لا يرى منهن شيء، وتطلب إحداهن منها أن ترفع إبريق العصير وتوزع المشروب على الحاضرات من النساء، فما كان من أم فاضل إلا أن اعتذرت من الهاشمية بأنها لا تستطيع حمل مثل هذا الإبريق الكبير ويدها مصابة بالحروق، فقالت لها الهاشمية خذي من تلك النداوة والرطوبة التي فوق الإبريق وامسحي بها يدك المصابة وأنتِ تقولين (أنخاكِ يا أم البنين) وقومي بتوزيع المشروب على الحاضرات وأنت تقولين (نخيتك يا أم البنين).
وبالفعل رأت كأنها تستجيب لتلك الأوامر فمسحت يدها برطوبة الماء المتكثف فوق الإبريق ليزول ما بها من آثار الحروق، ثم قامت بحمل ذلك الإبريق الكبير وكأنها لا تحمل شيئا لخفة وزنه وتقوم بتوزيع المشروب على النساء مبتدئة بالهاشميات الثلاث واللاتي قمن بذكر الصلوات على النبي وآله وكل ذلك في الرؤيا.
وبقدرة قادر وهو الله جل شأنه الذي منّ على الصالحين من عباده بالكرامة، قد تحولت تلك الرؤيا إلى حقيقة ملموسة، ليتفاجأ بها الطبيب المعالج حين عاد بها زوجها ليلا ليفتح اللفافة عن يدها المصابة فلا يجد لتلك الحروق ولا لتسلخات الجلد من أثر وكأن اليد لم تتعرض لانسكاب زيت يغلي، فما كان من الطبيب الذي رأى كل تلك الجروح ليلة البارحة إلا أن قال بلهجته المصرية (ماذا حصل هل هي معجزة).
وما ذاك إلا ببركة أم البنين التي ضجت وعجت لها أصوات النساء وفي محفل أقيم باسمها (مائدة أم البنين) بأن تكون وسيلتها إلى الله جل وعلا في شفائها ودفع المكروه عنها، حتى تقابلهم بهذه الكرامة ولا عجب لـ أولئك الأولياء من الصالحين من الكرامات.
قصة الكرامة دُونت في كتاب من قصص الصالحين لمرتضى الشيخ عبد الحميد المرهون لتنزل مطبوعة في الإصدار الجديد للجزء الثالث من الكتاب.
السلام عليكم
إن الله سبحانه وتعالى هو الذي يكرم عبده الصالح بما يظهره على يده أو عند قبره بما يخرق به العادة، يكرم بها الأولياء والبررة الأتقياء. ولعل أهم هذه الكرامات شفاء المرضى وتعجيل البرء وتحقيق الاماني، وغير ذلك من الأمور التي يصعب تحقيقها على الإنسان. وأم البنين نالت هذه القدسية، وذلك لمنزلتها الرفيعة، لأنها أم الشهداء الأبرار الذين واكبوا ركب أبي الشهداء الحسين بن علي (عليه السلام) وضمخوا تراب كربلاء بدمائهم الطاهرة. فهي محط أنظار العالم الإسلامي كافة، وتروى لها في هذا الجانب كرامات عديدة، مما جعل الاعتقاد السائد أنها بغية كل طالب حاجة، فترى الناس ينذرون لها النذور على اختلاف أنواعها، ويطلبون من الله عز وجل بجاهها ان يلبي حاجاتهم.
إن كل من يقع في شدة أو يصيبهُ خطب فادح فينخى أم البنين. لاشك أنها تحقق له أمنياته، وتمنحه مراده.
ونورد للقارئ جملة من هذه الكرامات رواها لنا شهود عيان:
الكرامة الاولى:
في عام 1961 وفي مطلع الشهر السابع منه كان - توفيق افندي - وهو موصلي الأصل، متواجداً في كربلاء بحكم الوظيفة، وشعر بألم في مثانته، راجع أحد الأطباء المختصين في العاصمة بغداد، وبعد الفحص والتحليل، أعلمه الطبيب بأن في مثانته حصاة من الكبر بحيث لا سبيل إلى إخراجها إلا بعملية جراحية. فاتفق مع الطبيب على موعد لاجرائها، وعند عودته إلى كربلاء كان في حالة احباط نفسي شديد، فمضى إلى زيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، وقبل عودته إلى أهله صادف أحد الشبان في الروضة العباسية المطهرة يوزع على الناس (آب نبات) وهو قطب صغير من السكر ذي لون أصفر تعارف عليه ان ينذر لأم البنين، تناول توفيق افندي، قطعة منها ونذر ان يوزع من (الآب نبات) كيلو غراماً لوجه الله تعالى بجاه أم البنين إذا تم شفاؤه من هذه المحنة القاسية.
وفي صباح اليوم التالي شعر بأن الحصاة تمنع بوله تماماً، وبعد ألم ومعاناة شديدين خرجت الحصاة لوحدها، فهاله منظرها وخرج إلى الشارع فرحاً وهو يصيح بصوت عال: الحمد لله، الله أكبر، شكراً لك يا أم البنين، ثم اتجه إلى الروضة العباسية المطهرة وأوفى نذره.
الكرامة الثانية:
في رواية أوردها مؤلف كتاب (أم البنين رمز التضحية والفداء) ان امرأة تدعى (وزيرة) خرجت من بيتها في مدينة الكوت وهي متجهة نحو بيت الحاجة أم عبد الأمير وقد أعدت مجلساً وعندما حضرت المجلس وتطرق القارئ في ختام نعيه الأول لمصيبة أم البنين خشع قلب وزيرة لبكائهن، وعندما انتهى القارئ من نعيه دعا للمرضى بالشفاء، وبعدها فرشت سفرة أم البنين، والنسوة يتبركن بما فيها، وهن حول سفرتها يلتمسن الشفاء وقضاء الحوائج. فأخذت وزيرة منها ويداها ترتعشان، ثم قامت وخرجت والدمع في عينيها، وعند المساء أكلت هي وزوجها من ذلك الزاد. مرّ شهر أو يزيد ووجه وزيرة يميل إلى الاصفرار ودوار في الرأس يصحبه زكام في الصدر، قليلة الاشتهاء للطعام، راغبة عن زوجها، كثيرة النوم، تتضايق من الأماكن المزدحمة، تتثاقل من كل عمل يعطى لها، تحس بالقيء.
قال لها زوجا، ما بك يا وزيرة؟ أمريضة أنت؟
قالت: لا أدري، فأخذها إلى الطبيب وبعد أن فحصها الطبيب قال: لا شيء، إنها من علامات الحمل، وللتأكد من ذلك نذهب غداً إلى مركز التحليل. عندها اجهش الزوج بالبكاء من شدة الفرح، وهو يقول: أأنت مطمئن يا دكتور؟!
فيجيبه وبلا تردد: نعم.
ومر سواد الليل وهما يتقلبان في فراشهما والخيال يحاورهما بالأمل، وعندما أسفر الصبح وبدت الحياة والحركة في شوارع المدينة ذهبا إلى المستشفى لإجراء التحليل، وبعد انتظار، والفكر يعتصر الفؤاد، نادى الموظف باسمها. نهضت وهي لا تقوى على حمل نفسها، فأسرع زوجها وقال: نعم، ما النتيجة؟ فنظر الموظف في ورقة التحليل وقال: مع الأسف إنها حامل. فطار زوجها فرحاً وهو يقول الشكر لله، الحمد لله، ثم ضم وزيرة بجوى قلبه، وهو يقول لا أكاد أصدق، وبدت على شفتيها ابتسامة الأمل فتلتئم تلك الجراحات المعذبة. وعندما دخلا البيت سجدا لله شكراً، وذيع الخبر وعمت الفرحة والدهشة بحملها، وبقي نذر أم البنين مدفوناً في صدرها.
لقد أصبح الزمن عندها كمسير شيخ جاوز التسعين وهي ترتقب الجنين، ونصائح النسوة تملأ فكرها، فينمو الخوف في نفسها، وهي متحذرة في المصير.
وذات يوم وفي شهرها الثالث والألم يعتصر بطنها ضارباً ظهرها فيدب الحزن فيها، والأهل يتسارعون بها إلى المستشفى، وزوجها يقبل يد الطبيب متوسلاً إليه بحفظ الجنين، والطبيب يقول: هذا بأمر رب العالمين، إن أراد حفظه، وان أراد اسقطه، وكما أنها لا تحتاج إلى دواء، بل الراحة وعدم الحركة، وتبقى هنا ثلاثة أيام.
عندما سمعت وزيرة كلام الطبيب استغاثت بحرقة وحنين بأم البنين، فخف عندها الألم، وعادت البسمة في شفاه الزوج والأهل والمحبين.
مرت الأشهر ودخلت شهرها التاسع، وعند مطلع فصل الربيع، وقبل أذان الصبح سويعات أخذها الطلق. الأهل والجيران رافعين أيديهم بالدعاء والتكبير لسلامتها وسلامة طفلها، وعندها إذن المؤذن ومع شهادة أن علياً ولي الله وضعت وزيرة حملها، فتباشروا بفرح وسرور رغم أنها انثى.
قالت وزيرة: سموها فاطمة تيمناً بأم البنين، إلا أن أهل الزوج قالوا: بل عائشة، وفضاً للنزاع سميت الطفلة (بشرى) وكفرت وزيرة عن يمينها.
الكرامة الثالثة:
في ليل حالك من أوائل شهر ذي الحجة سنة 1415 هـ 1995م كان (عبد الحسين) يقود سيارته ومعه عائلته وأطفاله في طريق العودة من نزهة قصيرة قضوها خارج بغداد، متجهين إلى منزلهم، تعطلت الماكنة فجأة، وهم في منتصف الطريق، فحاول عبد الحسين العثور على سبب العطل فلم يستطع، وكان الشارع خالياً من المارة، وحتى المركبات كانت المسافة بين واحدة وأخرى تكاد تكون طويلة ومسرعة، فلم يستطع الحصول على مساعدة من أحد. فظل حائراً، والزوجة قد أصابها الذعر بسبب الظلام الدامس وانقطاع الطريق عن المارة، فأخذت الزوجة تدعو الله تعالى بجاه أم البنين التي لها من الكرامات ما يروى على ألسنة الرواة طالبة الحصول على المساعدة اللازمة لتشغيل الماكنة، وإذا برجل مستطرق فسأله صاحب السيارة عما إذا كانت له خبرة في السيارات، فأجاب لا بأس وقام بفحصها، ثم قال: عليك بنقل السيارة بواسطة (ساحبة عنتر). وذهب الرجل إلى سبيله ونادت الزوجة بصوت خاشع وحزين: يا أم البنبن دخيلك.. انقذينا من هذه الشدة.
حاول عبد الحسين مرات ومرات تشغيل الماكنة، حتى بدأت تشتغل ببركة أم البنين، أخذت السيارة تطلق ساقيها للريح حتى وصلت إلى المنزل. وظلت الزوجة تكرر قولها: (يا أم البنبن دخيلك).
هذه القضية واقعية، لمسناها بالعيان ممن لهم صلة القربى بنا، ونحن واثقون من روايتها، وهي تمثل واحدة من مئات، بل آلاف المعاجز والكرامات التي ظهرت عن آل البيت (سلام الله عليهم).
فمن كانت له حاجة فليتوجه الى الله تعالى بحق ام البنين ومقامها الرفيع عند الله تعالى وستقضى حاجته ان شاء الله
أمانة لاتنسينا من دعائك
اللهم بحق صاحبة هذا المقام العظيم ام البنين الشهداء اقضي حوائج المحتاجين وشافي مرضى المؤمنين برحمتك يا ارحم الراحمين