و انطلاقا من هذه الحقيقة يتقوم جسد الإنسان في صلاحه و فساده، و أنه متى صلحت الأرضية التي تحمل هذه الروح تكون شفافة لا يكدرها شيء، فتنطلق في عالم الملكوت، و من هنا حرم الله على الإنسان بعض الأشياء لما لها من ضرر على نفس البدن والروح فقال تعالى:
قال (صلى الله عليه وآله): «من أكل لقمة حرام لم يقبل له صلاة أربعين ليلة»، ( عدة الداعي: 33).
و يقول (صلى الله عليه وآله):« إنّ الله حرم الجنة جسدًا غُذي بحرام»، (كنز العمال 4: 14)، أي أن الجسد الذي يكون غذاءه حراما، لا يمكن أن يدخل الجنة بهذا الجسد لأنه نبات خبث، و الخبث لا يكون في الجنة، لذا من شروط التوبة أن يذيب اللحم و الشحم الذي نبت على العظم من الطعام المحرم، فيجعله ينموا من جديد بالطعام المحلل، و ليست المسالة هنا فقط. بل أن تأثير اللقمة المحرمة كبير جداً، سواء كان في الأعمال العبادية، كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إذا وقعت اللقمة من حرام في جوف العبد لعنه كل ملك في السماوات والأرض»، ( بحار الأنوار 100: 12).
و عنه (صلى الله عليه وآله):«العبادة مع أكل الحرام كالبناء على الرمل»، (عدة الداعي: 141)، أو حتى في النشأة و التربية ، فإننا نعلم إن الإنسان يؤثر فيه خاصية الجينات ، و هذه الجينات هي عناصر، وكل عنصر لم يكن صحيحا يؤثر تأثيرا سلبيا. و هذه العناصر تتغذى من الطعام لذلك كان:«الكاد على عياله من الحلال كالمجاهد في سبيل الله»، (من لا يحضره الفقيه 2: 168).
أما والعياذ بالله لو كان طعامه ومأكله من الحرام فأنه لا يؤثر في الإنسان نفسه بل حتى في عقبه و عياله ولو بعد حين، فعن أمير المؤمنين(عليه السلام): «إنّ الرجل إذا أصاب مالاً من حرام لن يقبل منه حج ولا عمرة ولا صلة رحم حتى أنه يفسد الفرج»، (وسائل الشيعة 12: 61).