تفسير الآيات المباركــة
{ أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبَّاً عَلَى وَجْهِهِ } يعثر كلّ ساعة ويخرّ على وجهه لوعورة طريقه بحيث لا يستاهل ان يسلك { أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً } قائماً سالماً من العثار { عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } مستوى الأجزاء والجهة صالح للسّلوك والمراد تمثيل للمشرك والموحّد بالسّالكين والدّينين بالمسلكين.
في الكافي والمعاني عن الباقر (عليه السلام): " القلوب أربعة قلب فيه نفاق وإيمان وقلب منكوس وقلب مطبوع وقلب أزهر أنور
قال فأمّا المطبوع فقلب المنافق وأمّا الازهر فقلب المؤمن إن أعطاه الله عزّ وجلّ شكر وان ابتلاه صبر وأمّا المنكوس فقلب المشرك ثمّ قرأ هذه الآية وذكر الرّابع ".
وفي الكافي عن الكاظم (عليه السلام) انّه سئل عن هذه الآية فقال: " انّ الله ضرب مثل من حاد عن ولاية عليّ (عليه السلام) كمن يمشي على وجهه لا يهتدي لأمره وجعل من تبعه سويّاً على صراطٍ مستقيم والصرط المستقيم أمير المؤمنين (عليه السلام) "
{ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ } لتسمعوا مواعظه وتنظروا إلى صنايعه وتتفكّروا وتعتبروا { قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ } باستعمالها فيما خلقت لأجلها. { قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } للجزاء. { وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْوَعْدُ } اي الحشر { إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ } يعنون النبيّ (صلّى الله عليه وآله) والمؤمنين.
{ قُلْ إِنَّمَا الْعِلْمُ } أي علم وقته { عِندَ اللَّهِ } لا يطّلع عليه سواه { وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ }. { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً } أي ذا قرب { سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } بان عليها الكآبة وساءتها رؤيته { وَقِيلَ هذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ } تطلبون وتستعجلون من الدعاء.
في الكافي عن الباقر (عليه السلام) هذه نزلت في أمير المؤمنين (عليه السلام) وأصحابه الذين عملوا ما عملوا يرون
أمير المؤمنين (عليه السلام) في أغبط الاماكن هلم فيسيء وجوههم ويقال هذا الذي كنتم به تدّعون الذي انتحلتم به اسمه
وفي المجمع عنه (عليه السلام) فلمّا رأوا مكان عليّ من النبيّ (صلّى الله عليه وآله) سئيت وجوه الذين كفروا يعني الذين كذّبوا بفضله
وعن الاعمش قال لما رأوا ما لعليّ بن أبي طالب عند الله من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا
القمّي قال: إذا كان يوم القيامة ونظر أعداء أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه وإلى ما أعطاه الله من الكرامة والمنزلة الشريفة العظيمة وبيده لواء الحمد وهو على الحوض يسقي ويمنع تسودّ وجوه أعدائه فيقال لهم هذا الذي كنتم به تدّعون منزلته وموضعه واسمه.
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ } أماتني { وَمَنْ مَعِيَ } من المؤمنين { أَوْ رَحِمَنَا } بتأخير آجالنا { فَمَنْ يُجِيرُ الْكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ } أي لا ينجيهم أحد من العذاب متنا أو بقينا وهو جواب لقولهم نتربّص به ريب المنون. { قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ } الذي أدعوكم إليه مولى النّعم كلّها { آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ } منّا ومنكم وقرىء بالياء.
في الكافي عن الباقر (عليه السلام) فستعلمون يا معشر المكذبين حيث انبأتكم رسالة ربّي في ولاية عليّ
والأئمّة (عليهم السلام) مِنْ بَعْدِهِ مَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ كذا نزلت.
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً } غائراً في الأرض بحيث لا تناله الدلاء { فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَّعِينٍ } جار أو ظاهر سهل التناول
القمّي قال أرأيتم ان أصبح إمامكم غائباً فمن يأتيكم بإمام مثله.
وعن الرضا (عليه السلام) انّه سئل عن هذه الآية فقال ماؤكم أبوابكم الأئمّة (عليهم السلام) والأئمّة أبواب الله
فمن يأتيكم بماءٍ معين أي يأتيكم بعلم الإِمام.
وفي الكافي عن الكاظم (عليه السلام) إذا غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديد.
وفي الاكمال عن الباقر (عليه السلام) انّه سئل عن تأويلها فقال إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فماذا تصنعون.
وعنه (عليه السلام) قال هذه نزلت في الإِمام القائم (عليه السلام) يقول ان أصبح إمامكم غائباً عنكم
لا تدرون أين هو فمن يأتيكم بإمام ظاهر يأتيكم بأخبار السموات والأرض وحلال الله وحرامه
ثمّ قال والله ما جاء تأويل هذه الآية ولا بدّ ان يجيء تأويلها.
في ثواب الأعمال والمجمع عن الصادق (عليه السلام) من قرأ تبارك الذي بيده الملك في المكتوبة قبل أن ينام
لم يزل في أمان الله حتّى يصبح وفي أمانه يوم القيامة حتّى يدخل الجنّة اللّهم أرزقنا تلاوته.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك .. طرح أكثر من رائع
بارك الله بكم وجزيتم خيرا
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
نبارك آلكم مولد بضعة طه السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها
حبيبتي ناصرة الزهراء بارك الله فيك وسدد خطاك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد