الشمائل الفاطمية أجمعت روايات مصادر المسلمين کافة أن الصديقة الزهراء (عليها السلام) هي أشبه الخلق خلقاً وخلقاً بسيد الخلائق أجمعين محمد (صلی الله عليه وآله).
ففي کتابي البخاري ومسلم واللفظ للثاني مسنداً عن عائشة زوجة النبي (صلی الله عليه وآله) قالت: کن أزواج النبي عنده لم يغادر منهن واحده، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله شيئاً، فلما رآها رحب بها فقال مرحباً بأبنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو شماله.
وعنها أيضاً في سنن الترمذي قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ولا هدياً برسول الله في قيامها وقعودها من فاطمة وکانت إذا دخلت علی رسول الله قام اليها فقبلها وأجلها في مجلسه وکان النبي اذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها.
واخرج ابن سعد في کتاب الطبقات عن أم سلمة قالت: کانت فاطمة أشبه الناس وجهاً برسول الله (صلی الله عليه وآله).
وفي حديث آخر قالت أم سلمة: تزوجني رسول الله وفوض أمر إبنته فاطمة إليّ فکنت أؤدبها وأدلها فکانت والله أدب مني وأعرف بالأشياء کلها.
والأحاديث والروايات الشريفة بهذه المعاني کثيرة وهي تفسر شدة حب رسول الله (صلی الله عليه وآله) لبضعته الزهراء، فهو لا شک الذي لا يحب ولا يکره ولا ينطق عن الهوی، ولذلک فإن حبه الشديد للصديقة الکبری ناشئ عما کان يراه فيها من الفضائل والکمالات وصدق الإيمان والعبودية.
إن شبه فاطمة برسول الله (صلی الله عليه وآله) أکبر وأوسع من الشبه المادي والظاهري، فقد شابهته في عبادتها وفي صدقها وفي رأفتها بالمؤمنين وحرصها علی صالح العباد وفي منطقها وجميع شؤونها.
ولذلک کانت (سلام الله عليها) مثلاً أعلی للشخصية الإلهية الکاملة. قال الکاتب المعروف عباس محمود العقاد.
في کل دينٍ صورة للأنوثة الکاملة المقدسة، يتخشع بتقديسها المؤمنون، کأنما هي آية فيما خلق الله من ذکر وأنثی.
وإذا تقدست في المسيحية صورة مريم العذراء، ففي الإسلام - ولا جرم - تتقدس صورة فاطمة البتول.
نسب المسيح بني لمريم سيرة .... بقيت علی طول المدی ذکراها
والنجم يشرق من ثلاث مطالع .... في مهد فاطمةٍ فما أعلاها
هي بنت من، هي زوج من، هي أم من .... من ذا يداني في الفخار أباها
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح .
اللهم صل على محمد وآل محمد .