اللهمّ عرّفني نفسك، فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَك لمْ أعرف نبيّك، اللهمّ عرّفني رسولك، فإنّك إنْ لم تعرّفني رسولك لم أعرفْ حجّتك، اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضلَلتُ عن ديني
مريم و مريم الكبرى
المشرفون: الفردوس المحمدي،تسبيحة الزهراء
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
مريم و مريم الكبرى
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
لقد أقسم النبي مراراً أيمانا مغلظة ، وقال في فاطمة الزهراء سلام الله عليها « والله هي مريم الكبرى » .
هذا مع أن النساء العابدات المطيعات الزاهدات كثيرات في الأمم السابقة ، وقد ذكر القرآن الكريم جملة منهن ومدحهن وأثنى عليهن ;
إلا أن النبي الأكرم ( ص ) لم يجعل الزهراء( ع) قرينة لواحدة منهن ، إلا ما كان من مريم ( ع) ; لأنها منتخبة منتجبة مصطفاة من نساء العالمين ، ثم إنها موصوفة بالعصمة ، وإنها سيدة نساء العالمين وأفضلهن ، وقد أثنى عليها الله بعفة النفس والصفاء والاصطفاء ، وجعلها فردا كاملا في النوع النسواني في العالمين .
وقد جعل النبي ( ص) الخاتم فاطمة أكبر وأكرم من مريم ، ولم يقل : أنها مريم ، بل قال : إنها مريم وزيادة ، فهي أكبر وأشرف وأفضل وأجلى وأقوى من مريم ، وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهذه الأفضلية والأشرفية لجامعيتها ، ولأنها أكمل في الملكات المحمودة والملكات المسعودة .
ويشهد لما ندعيه قسم النبي (ص) المؤكد علاوة على إذعان المخالفين واتفاقهم على ذلك ، حيث رووا هذا اللقب الشريف والألقاب الأخرى ، وأكدوا على صحة الدعوى .
والخلاصة : مريم بنت عمران بن ماثان ، وهو غير عمران بن أشهم المنسوب إلى إسحاق بن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، وأمها حنة ، قال تعالى : ( وإذ قالت امرأة عمران ) أي حنة ، وأم حنة كما في الكافي مرتار ، وبالعربية وهيبة .
وحنة وإيشاع أم يحيى ( ع ) أختان كما ذكر العياشي ، وكان بين عمران بن ماثان وعمران أبي موسى أكثر من ثمانمائة سنة .
ومريم باللغة القديمة تعني العابدة ، وقال السيوطي في الإتقان: تعني « الخادمة » ، وقيل : المرأة التي تعادل الفتيان ، وهو اسم وضعته حنة أمها بعد أن وضعتها ، قال الله تعالى : ( وإني سميتها مريم ) .
وفي معنى الاسم دليل على نيتها الحسنة وسريرتها الصادقة حيث أرادت أن تجعل ولدها الذكر محمودا ، أي مقيما وخادما في القدس الشريف ليتفرغ إلى عبادة ربه ، فلما وضعتها أنثى وتبين لها أن الوليد يحقق المقصود و ( ليس الذكر كالأنثى ) قال الله : ( فتقبلها ربها بقبول حسن ) فرفع عنها المانع وكشف العلة وأعفاها عن العادة لتبقى مقيمة في بيت المقدس وتتفرغ لخدمته ، فلما اطمئنت حنة شكرت ربها وسمتها حسب ما سيؤول إليه أمرها « مريم » ، أي البنت التي صارت منذ بدو تكليفها محررة لخدمة البيت .
وبعبارة أخرى : إن المقصود من الولد الذكر هو ملازمة بيت المقدس والإقامة فيه ، فلما ارتفع المانع من البنت جرى عليها التكليف فتحقق الغرض وحصل المقصود .
ويدل قوله تعالى : ( إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ) دلالة واضحة على أن أم مريم كانت قد نذرت أنها إن رزقت ولدا جعلته محررا .
وسبب نذرها كما في كتب التفاسير المعتبرة : أن حنة كانت عقيما ، فآيست من الولد ، غير أنها كانت تدعو الله دائما أن يرزقها ولدا ذكرا ، ورأت يوما طائرا على غصن يزق فرخه فرقت وتضرعت إلى الله وتوسلت إلى الرب القادر وعرضت حاجتها على رب القضاء ، وتوسلت بلسان الدعاء : أن يا رب يا قدير ألا تتفضل على هذه الضعيفة العاجزة وتمن عليها وترزقها ولدا يعبدك ويكون محررا لك ، فاستجاب الله دعاءها وأعطيت سؤلها وحملت بمريم المقدسة ، وقبل الله منها هذه الأنثى بدل الذكر .
ثم إن زوجها عمران كان موعودا بذكر ، فكانت مريم للأم وعيسى للأب كما ورد في الأخبار المذكورة في محلها .
لطيفة صغرى روي أن ثقة المحدثين الصدوق - عليه الرحمة - قارن في بعض مؤلفاته ورسائله الشريفة بين مريم (ع ) والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ، غير أنها لم تصل إلينا ، ولكن العلامة المجلسي أشار إليها في المجلد العاشر من بحار الأنوار :
لقد أراد هذا الغارق في التقصير أن يكون له نصيب في هذا الموضوع فأقدمت - معترفا بالجهل والعجز الكاملين - على استنطاق الكتاب والسنة للمقارنة بين هاتين السيدتين المعصومتين وتقرير صفات الكمال الموجودة في كل واحدة منهن ، وذلك في ذيل الخصيصة التي استعرضت فيها النساء المذكورات في الذكر الحكيم ، ولكني ارتأيت الإشارة في هذه الخصيصة إلى لطيفة أخرى ، وقد أشار إليها - بإيجاز - العامة والخاصة في كتبهم التفسيرية ، وهي : لماذا أعرض القرآن الكريم عن التصريح بأسماء النساء واكتفى بالوصف والإشارة ، بينما صرح باسم السيدة مريم ( ع) في عشرين موضعا بصيغة الخطاب وبغيرها من قبيل : ( واذكر في الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ) .
( يا مريم إن الله اصطفاك )
وقوله تعالى : ( يا مريم اقنتي لربك )
وقوله تعالى : ( وقالت الملائكة إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم )
وقوله تعالى : ( ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم )
وقوله تعالى : ( يا مريم لقد جئت شيئا فريا )
وقوله تعالى : ( إني سميتها مريم )
ونظائرها من الآيات الكريمة ؟ !
الجواب : لقد عثرت على وجهين في كتب الفريقين في مقام الجواب على ذلك ، أذكرهما على نحو الإيجاز :
الوجه الأول :
أن الملوك والسلاطين لا يدعون الحرائر والعقائل من ذوات البيوتات بأسمائهن في الملأ العام والمحافل ، وإنما يدعونهن بالألقاب والكنى إعظاما وإكراما - كما ذكرنا ذلك في الحديث عن سبب الخطاب بالكنية - فينبغي أن يبقى اسم الحرة المحترمة محجوبا مستورا كشخصها ، خلافا للإماء والجواري حيث لا يتضايق السادة من ذكر أسمائهن على رؤوس الأشهاد ، ولما كان النصارى يعتقدون بعيسى وأمه مريم أنهما ابن الله وزوجته ، وينسبونهما للحق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فقد وصف الله سبحانه عيسى ( ع) في القرآن الكريم بصفة العبودية ، وأجرى ذلك على لسانه حيث قال ( ع) : ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) ، وكذلك وصف مريم بالعبودية وخاطبها بهذه السمة ، ليعلم النصارى أن تلك المستورة العظمى كباقي النساء أمة من إماء الله وابنها عبد من عبيده ، ونسبتهما إلى الله ذي المنن نسبة العبودية لا نسبة البنوة ولا الزوجية ، وهذا لا يعني أن الله حقر مريم في القرآن ، بل ذكرها وصرح باسمها وأمرها بالطاعة والعبادة تعظيما لها .
والغرض من تكرار اسمها والتأكيد عليها بالامتثال والإطاعة لإثبات العبودية والإئتمار ; ليعلم النصارى أن مريم امتازت في العبادة ولم تتميز في العبودية ، وإنما هي من عبيد الله ، ولا نسبة بينها وبين الساحة المقدسة لحضرة ملك الملوك ورب الأرباب ، خلافا لما توهمه النصارى حينما جعلوها أقنونا من الأقانيم الثلاثة ، حتى عرف بعضهم ب « المريمية » ، ولا تزال بقايا منهم في المغرب إلى يومنا هذا .
الوجه الثاني :
قال السهيلي في تعريف الأعلام من كتاب « أسئلة الحكم » : إن السبب في تكرار اسم مريم في القرآن الكريم أن الله أكرم مريم بكرامات باهرة وآيات زاهرة ، ونزهها من النقائص والكدورات النسوية ، وهذبها وقبلها قبول الذكر المحرر ، وجعلها في عداد الأنبياء العظام ، وخاطبها خطابات صريحة مباشرة ; ليعلم أن القدرة الربانية الكاملة يمكن أن تجعل المرأة في عداد الأنبياء بعد رفع الموانع وطهارة الذيل وكثرة التقوى وشدة الإيمان ، فتكون مثل إبراهيم وعيسى وموسى وداود ( ع ) يتوجه إليها الخطاب : ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) .
وهذا الوجه قريب من مشرب بعض العلماء العامة الذين ذهبوا إلى القول بنبوة مريم ، وأنها من الأنبياء العظام ، واستدلوا لذلك بالخطابات القرآنية .
وهذا الرأي على خلاف مذهب الإمامية ، وبطلان دعوى أولئكم بين واضح ، قام عليه الدليل والبرهان ، حيث أن النساء مهما بلغن من الكمال في الإيمان لا يكلفن بتكاليف الرجال ، ولا يمكن أن يأتين بشريعة ، فللرجال تكاليفهم وأحكامهم ومهامهم ، وللنساء تكاليفهن وأحكامهن ومهامهن .
والأفضل الإعراض عن هذا الحديث والعودة إلى صلب الموضوع .
نقول : إن مريم أفضل من جميع النساء ، وفاطمة الزهراء (ع) أفضل من مريم ومن جميع نساء العالمين ، وكثرة التصريح باسم مريم في القرآن لا يدل على أنها أفضل من فاطمة (ع) التي لم يصرح باسمها في القرآن ، واحتجاب اسمها المبارك واختفاؤه دليل على عظمة ذاتها وشرف حالاتها ، وهي المستورة الكبرى ، كما أن ثبوت هذه الفضيلة لفاطمة (ع) لا تنفى علو مرتبة مريم (ع) ، وقد ذكرنا علة ذكر اسمها .
ولا يخفى على القراء الكرام أن القرآن ذكر الزهراء ( ع ) في آيات عديدة - مفردة ومنضمة إلى آخرين - وصفها الخلاق العليم بأوصاف كمالية وأثنى عليها . وقد استوفى المفسرون من الفريقين البحث في هذه الآيات : وذكروا أدلتهم وشواهدهم على ذلك ، كما في آية التطهير وآية المباهلة وآيات سورة هل أتى ، وسنستوفى البحث فيها كلا في محله إن شاء الله تعالى .
ولا يخفى أيضا أن قول النبي (ص ) : « فاطمة مريم الكبرى » مدح واضح لمريم ( ع) حيث جعل الفضل محصورا عليها ، وكأنه قال : إن كان شرف أمة عيسى ( ع) في مريم ، فإن لهذه الأمة المرحومة مريم أيضا إلا أنها أشرف وأفضل ، أما أفضليتها من الجهة الذاتية فواضح لا غبار عليه وأما أفضليتها من الجهة الخارجية فيكفيها شرف البنوة والانتساب إلى خاتم الأنبياء والمرسلين ، والزواج بخاتم الأوصياء المرضيين وملازمته ، وأمومة الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، وكثرة ذريتها الطيبة إلى يوم الدين .
و صلى الله على محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين .
الميزان .[/align][/font]
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
لقد أقسم النبي مراراً أيمانا مغلظة ، وقال في فاطمة الزهراء سلام الله عليها « والله هي مريم الكبرى » .
هذا مع أن النساء العابدات المطيعات الزاهدات كثيرات في الأمم السابقة ، وقد ذكر القرآن الكريم جملة منهن ومدحهن وأثنى عليهن ;
إلا أن النبي الأكرم ( ص ) لم يجعل الزهراء( ع) قرينة لواحدة منهن ، إلا ما كان من مريم ( ع) ; لأنها منتخبة منتجبة مصطفاة من نساء العالمين ، ثم إنها موصوفة بالعصمة ، وإنها سيدة نساء العالمين وأفضلهن ، وقد أثنى عليها الله بعفة النفس والصفاء والاصطفاء ، وجعلها فردا كاملا في النوع النسواني في العالمين .
وقد جعل النبي ( ص) الخاتم فاطمة أكبر وأكرم من مريم ، ولم يقل : أنها مريم ، بل قال : إنها مريم وزيادة ، فهي أكبر وأشرف وأفضل وأجلى وأقوى من مريم ، وسيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وهذه الأفضلية والأشرفية لجامعيتها ، ولأنها أكمل في الملكات المحمودة والملكات المسعودة .
ويشهد لما ندعيه قسم النبي (ص) المؤكد علاوة على إذعان المخالفين واتفاقهم على ذلك ، حيث رووا هذا اللقب الشريف والألقاب الأخرى ، وأكدوا على صحة الدعوى .
والخلاصة : مريم بنت عمران بن ماثان ، وهو غير عمران بن أشهم المنسوب إلى إسحاق بن إبراهيم الخليل ( عليه السلام ) ، وأمها حنة ، قال تعالى : ( وإذ قالت امرأة عمران ) أي حنة ، وأم حنة كما في الكافي مرتار ، وبالعربية وهيبة .
وحنة وإيشاع أم يحيى ( ع ) أختان كما ذكر العياشي ، وكان بين عمران بن ماثان وعمران أبي موسى أكثر من ثمانمائة سنة .
ومريم باللغة القديمة تعني العابدة ، وقال السيوطي في الإتقان: تعني « الخادمة » ، وقيل : المرأة التي تعادل الفتيان ، وهو اسم وضعته حنة أمها بعد أن وضعتها ، قال الله تعالى : ( وإني سميتها مريم ) .
وفي معنى الاسم دليل على نيتها الحسنة وسريرتها الصادقة حيث أرادت أن تجعل ولدها الذكر محمودا ، أي مقيما وخادما في القدس الشريف ليتفرغ إلى عبادة ربه ، فلما وضعتها أنثى وتبين لها أن الوليد يحقق المقصود و ( ليس الذكر كالأنثى ) قال الله : ( فتقبلها ربها بقبول حسن ) فرفع عنها المانع وكشف العلة وأعفاها عن العادة لتبقى مقيمة في بيت المقدس وتتفرغ لخدمته ، فلما اطمئنت حنة شكرت ربها وسمتها حسب ما سيؤول إليه أمرها « مريم » ، أي البنت التي صارت منذ بدو تكليفها محررة لخدمة البيت .
وبعبارة أخرى : إن المقصود من الولد الذكر هو ملازمة بيت المقدس والإقامة فيه ، فلما ارتفع المانع من البنت جرى عليها التكليف فتحقق الغرض وحصل المقصود .
ويدل قوله تعالى : ( إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم ) دلالة واضحة على أن أم مريم كانت قد نذرت أنها إن رزقت ولدا جعلته محررا .
وسبب نذرها كما في كتب التفاسير المعتبرة : أن حنة كانت عقيما ، فآيست من الولد ، غير أنها كانت تدعو الله دائما أن يرزقها ولدا ذكرا ، ورأت يوما طائرا على غصن يزق فرخه فرقت وتضرعت إلى الله وتوسلت إلى الرب القادر وعرضت حاجتها على رب القضاء ، وتوسلت بلسان الدعاء : أن يا رب يا قدير ألا تتفضل على هذه الضعيفة العاجزة وتمن عليها وترزقها ولدا يعبدك ويكون محررا لك ، فاستجاب الله دعاءها وأعطيت سؤلها وحملت بمريم المقدسة ، وقبل الله منها هذه الأنثى بدل الذكر .
ثم إن زوجها عمران كان موعودا بذكر ، فكانت مريم للأم وعيسى للأب كما ورد في الأخبار المذكورة في محلها .
لطيفة صغرى روي أن ثقة المحدثين الصدوق - عليه الرحمة - قارن في بعض مؤلفاته ورسائله الشريفة بين مريم (ع ) والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) ، غير أنها لم تصل إلينا ، ولكن العلامة المجلسي أشار إليها في المجلد العاشر من بحار الأنوار :
لقد أراد هذا الغارق في التقصير أن يكون له نصيب في هذا الموضوع فأقدمت - معترفا بالجهل والعجز الكاملين - على استنطاق الكتاب والسنة للمقارنة بين هاتين السيدتين المعصومتين وتقرير صفات الكمال الموجودة في كل واحدة منهن ، وذلك في ذيل الخصيصة التي استعرضت فيها النساء المذكورات في الذكر الحكيم ، ولكني ارتأيت الإشارة في هذه الخصيصة إلى لطيفة أخرى ، وقد أشار إليها - بإيجاز - العامة والخاصة في كتبهم التفسيرية ، وهي : لماذا أعرض القرآن الكريم عن التصريح بأسماء النساء واكتفى بالوصف والإشارة ، بينما صرح باسم السيدة مريم ( ع) في عشرين موضعا بصيغة الخطاب وبغيرها من قبيل : ( واذكر في الكتاب مريم إذا انتبذت من أهلها مكانا شرقيا ) .
( يا مريم إن الله اصطفاك )
وقوله تعالى : ( يا مريم اقنتي لربك )
وقوله تعالى : ( وقالت الملائكة إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم )
وقوله تعالى : ( ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم )
وقوله تعالى : ( يا مريم لقد جئت شيئا فريا )
وقوله تعالى : ( إني سميتها مريم )
ونظائرها من الآيات الكريمة ؟ !
الجواب : لقد عثرت على وجهين في كتب الفريقين في مقام الجواب على ذلك ، أذكرهما على نحو الإيجاز :
الوجه الأول :
أن الملوك والسلاطين لا يدعون الحرائر والعقائل من ذوات البيوتات بأسمائهن في الملأ العام والمحافل ، وإنما يدعونهن بالألقاب والكنى إعظاما وإكراما - كما ذكرنا ذلك في الحديث عن سبب الخطاب بالكنية - فينبغي أن يبقى اسم الحرة المحترمة محجوبا مستورا كشخصها ، خلافا للإماء والجواري حيث لا يتضايق السادة من ذكر أسمائهن على رؤوس الأشهاد ، ولما كان النصارى يعتقدون بعيسى وأمه مريم أنهما ابن الله وزوجته ، وينسبونهما للحق تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ، فقد وصف الله سبحانه عيسى ( ع) في القرآن الكريم بصفة العبودية ، وأجرى ذلك على لسانه حيث قال ( ع) : ( إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا ) ، وكذلك وصف مريم بالعبودية وخاطبها بهذه السمة ، ليعلم النصارى أن تلك المستورة العظمى كباقي النساء أمة من إماء الله وابنها عبد من عبيده ، ونسبتهما إلى الله ذي المنن نسبة العبودية لا نسبة البنوة ولا الزوجية ، وهذا لا يعني أن الله حقر مريم في القرآن ، بل ذكرها وصرح باسمها وأمرها بالطاعة والعبادة تعظيما لها .
والغرض من تكرار اسمها والتأكيد عليها بالامتثال والإطاعة لإثبات العبودية والإئتمار ; ليعلم النصارى أن مريم امتازت في العبادة ولم تتميز في العبودية ، وإنما هي من عبيد الله ، ولا نسبة بينها وبين الساحة المقدسة لحضرة ملك الملوك ورب الأرباب ، خلافا لما توهمه النصارى حينما جعلوها أقنونا من الأقانيم الثلاثة ، حتى عرف بعضهم ب « المريمية » ، ولا تزال بقايا منهم في المغرب إلى يومنا هذا .
الوجه الثاني :
قال السهيلي في تعريف الأعلام من كتاب « أسئلة الحكم » : إن السبب في تكرار اسم مريم في القرآن الكريم أن الله أكرم مريم بكرامات باهرة وآيات زاهرة ، ونزهها من النقائص والكدورات النسوية ، وهذبها وقبلها قبول الذكر المحرر ، وجعلها في عداد الأنبياء العظام ، وخاطبها خطابات صريحة مباشرة ; ليعلم أن القدرة الربانية الكاملة يمكن أن تجعل المرأة في عداد الأنبياء بعد رفع الموانع وطهارة الذيل وكثرة التقوى وشدة الإيمان ، فتكون مثل إبراهيم وعيسى وموسى وداود ( ع ) يتوجه إليها الخطاب : ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) .
وهذا الوجه قريب من مشرب بعض العلماء العامة الذين ذهبوا إلى القول بنبوة مريم ، وأنها من الأنبياء العظام ، واستدلوا لذلك بالخطابات القرآنية .
وهذا الرأي على خلاف مذهب الإمامية ، وبطلان دعوى أولئكم بين واضح ، قام عليه الدليل والبرهان ، حيث أن النساء مهما بلغن من الكمال في الإيمان لا يكلفن بتكاليف الرجال ، ولا يمكن أن يأتين بشريعة ، فللرجال تكاليفهم وأحكامهم ومهامهم ، وللنساء تكاليفهن وأحكامهن ومهامهن .
والأفضل الإعراض عن هذا الحديث والعودة إلى صلب الموضوع .
نقول : إن مريم أفضل من جميع النساء ، وفاطمة الزهراء (ع) أفضل من مريم ومن جميع نساء العالمين ، وكثرة التصريح باسم مريم في القرآن لا يدل على أنها أفضل من فاطمة (ع) التي لم يصرح باسمها في القرآن ، واحتجاب اسمها المبارك واختفاؤه دليل على عظمة ذاتها وشرف حالاتها ، وهي المستورة الكبرى ، كما أن ثبوت هذه الفضيلة لفاطمة (ع) لا تنفى علو مرتبة مريم (ع) ، وقد ذكرنا علة ذكر اسمها .
ولا يخفى على القراء الكرام أن القرآن ذكر الزهراء ( ع ) في آيات عديدة - مفردة ومنضمة إلى آخرين - وصفها الخلاق العليم بأوصاف كمالية وأثنى عليها . وقد استوفى المفسرون من الفريقين البحث في هذه الآيات : وذكروا أدلتهم وشواهدهم على ذلك ، كما في آية التطهير وآية المباهلة وآيات سورة هل أتى ، وسنستوفى البحث فيها كلا في محله إن شاء الله تعالى .
ولا يخفى أيضا أن قول النبي (ص ) : « فاطمة مريم الكبرى » مدح واضح لمريم ( ع) حيث جعل الفضل محصورا عليها ، وكأنه قال : إن كان شرف أمة عيسى ( ع) في مريم ، فإن لهذه الأمة المرحومة مريم أيضا إلا أنها أشرف وأفضل ، أما أفضليتها من الجهة الذاتية فواضح لا غبار عليه وأما أفضليتها من الجهة الخارجية فيكفيها شرف البنوة والانتساب إلى خاتم الأنبياء والمرسلين ، والزواج بخاتم الأوصياء المرضيين وملازمته ، وأمومة الأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين ، وكثرة ذريتها الطيبة إلى يوم الدين .
و صلى الله على محمد و على آل بيته الطيبين الطاهرين .
الميزان .[/align][/font]
آخر تعديل بواسطة شجـون الزهـراء في الأحد إبريل 12, 2009 6:51 pm، تم التعديل مرة واحدة.
-
- فــاطــمــي
- مشاركات: 530
- اشترك في: الأحد ديسمبر 14, 2008 5:31 am
- مكان: الحفاظ على الصرح الحسيني "منتدي والدي العزيز السيد الفاطمي "
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
خادم العترة الطاهرة
غريب طوس الرضا[/font][/align]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
اللهم صل على محمد وال محمد
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
خادم العترة الطاهرة
غريب طوس الرضا[/font][/align]
-
- المدير الإداري
- مشاركات: 49875
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 23, 2008 1:36 pm
- الجنس: فاطمية
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
موضوع رائع يا أختي
شجون الزهراء
أستمتعت بقرائته
[/align]
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
موضوع رائع يا أختي
شجون الزهراء
أستمتعت بقرائته
[/align]
يقينا كله خير
-
- عضو موقوف
- مشاركات: 49213
- اشترك في: السبت أكتوبر 04, 2008 5:03 pm
- مكان: في قلب منتداي الحبيب
Re: مريم و مريم الكبرى
اللهم صل على محمد وال محمد
مشكوره اختي شجون على الطرح
ربي يعطيكِ الف عافية
مشكوره اختي شجون على الطرح
ربي يعطيكِ الف عافية
( حسبي الله ونعم الوكيل )
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7515
- اشترك في: الثلاثاء فبراير 10, 2009 6:25 pm
Re: مريم و مريم الكبرى
اللهم صل عل محمد وال محمد وعجل فرجهم
أحسنت ياأختي الكريمة شجون الموضوع رائع جدا
أحسنت ياأختي الكريمة شجون الموضوع رائع جدا
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: مريم و مريم الكبرى
اخواني غريب طوس الرضا
و أنوار الكساء
و عاشقة الله
و أمل الزهراء ..
كم هي رائعة مشاركتكم في موضوعي , سعدت و سررت بذلك ,,
الله يخليكم لي أحبتي ...
و أنوار الكساء
و عاشقة الله
و أمل الزهراء ..
كم هي رائعة مشاركتكم في موضوعي , سعدت و سررت بذلك ,,
الله يخليكم لي أحبتي ...
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 26879
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 24, 2008 1:16 am
- مكان: بين الرياحين
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center]اللهم صل عل محمد وال محمد وعجل فرجهم
أحب هذهِ النوعية من المواضيع
التي تبين الفرق بين شروحات الفرق المختلفة واختلاف أرائها...
الأخت الكريمة شجون الزهراء تُشكري على نقل الموضوع الجميل والمفيد..
الله يعطيكم ألفين عافية...[/align]
أحب هذهِ النوعية من المواضيع
التي تبين الفرق بين شروحات الفرق المختلفة واختلاف أرائها...
الأخت الكريمة شجون الزهراء تُشكري على نقل الموضوع الجميل والمفيد..
الله يعطيكم ألفين عافية...[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2741
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 16, 2008 8:40 pm
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
بارك الله فيك شجون الزهراء وجعله الله في ميزان حسناتك غاليتي
[/align]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
بارك الله فيك شجون الزهراء وجعله الله في ميزان حسناتك غاليتي
[/align]
نتأمل يومك يالمهدي***وصوتك ننتظره
ياثارالزهرةالمظلومة***ياثـار الزهــــرة
ياثارالزهرةالمظلومة***ياثـار الزهــــرة
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 7676
- اشترك في: الجمعة أكتوبر 17, 2008 4:00 am
- مكان: في رحاب الزهراء "ع"
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
موضوعك شجون الزهراء في غاية السمو
لانه يتحدث عن سيدتين مقدستين
ولكن السيدة مريم عليها السلام هي سيدة النساء في عصرها ولكن الصديقة فاطمة الزهراء ع
سيدة نساء العامين من الاولين والاخرين
دمتي متالقة شجون الزهراء
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
موضوعك شجون الزهراء في غاية السمو
لانه يتحدث عن سيدتين مقدستين
ولكن السيدة مريم عليها السلام هي سيدة النساء في عصرها ولكن الصديقة فاطمة الزهراء ع
سيدة نساء العامين من الاولين والاخرين
دمتي متالقة شجون الزهراء
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
في باطن كل إنسان إضاءة صغيره تسمى ضمير
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 2503
- اشترك في: الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:23 am
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مهدي آل محمد ياكريم
طـــــــــــرح نوراني رائع عزيزتي...
موفقين انشاء الله...
دعواتـــــــــــــــــكم الطيبه
آلام الزهــــــــــــــــــــــراء[/align]
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مهدي آل محمد ياكريم
طـــــــــــرح نوراني رائع عزيزتي...
موفقين انشاء الله...
دعواتـــــــــــــــــكم الطيبه
آلام الزهــــــــــــــــــــــراء[/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 8887
- اشترك في: الأحد مارس 02, 2008 5:49 pm
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام على سيدة نساء العالمين
بارك الله بكم وجزاكم الله خيراً
موفقين بحق الزهراء عليها السلام[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام على سيدة نساء العالمين
بارك الله بكم وجزاكم الله خيراً
موفقين بحق الزهراء عليها السلام[/align]
اللهم صل على محمد وآل محمد
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 27275
- اشترك في: الاثنين يناير 26, 2009 6:25 pm
Re: مريم و مريم الكبرى
[font=Arabic Transparent][align=center]
الله يحييك أختي العزيزة كرامة الزهراء
و شكرا للمرور الطيب .
أحســـنت أختي شجرة فاطمة
بارك الله فيك و اشكرك على المرور .
مشاركتك هي الرائعة أختي آلام الزهراء
أشكرك جزيل الشكر على الكلمات الرقيقة .
سررت بمرورك الكريم أختي بدور الزهراء
الله يعطيك العافية .
كل الشكر و التقدير لكن أخواتي الغاليات على المشاركة الرائعة
موفقـــين إن شاء الله .[/align][/b][/font][/size]
كرامة الزهراء كتب:[size=120][align=center]اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ياكريم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته...
بارك الله فيك شجون الزهراء وجعله الله في ميزان حسناتك غاليتي
[/align]
الله يحييك أختي العزيزة كرامة الزهراء
و شكرا للمرور الطيب .
شجرة فاطمة الزهراء كتب:[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
موضوعك شجون الزهراء في غاية السمو
لانه يتحدث عن سيدتين مقدستين
ولكن السيدة مريم عليها السلام هي سيدة النساء في عصرها ولكن الصديقة فاطمة الزهراء ع
سيدة نساء العامين من الاولين والاخرين
دمتي متالقة شجون الزهراء
اللهم صل على محمد وال محمد[/align]
أحســـنت أختي شجرة فاطمة
بارك الله فيك و اشكرك على المرور .
آلام الزهراء كتب:[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرج مهدي آل محمد ياكريم
طـــــــــــرح نوراني رائع عزيزتي...
موفقين انشاء الله...
دعواتـــــــــــــــــكم الطيبه
آلام الزهــــــــــــــــــــــراء[/align]
مشاركتك هي الرائعة أختي آلام الزهراء
أشكرك جزيل الشكر على الكلمات الرقيقة .
بدور الزهراء كتب:[align=center][b]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
السلام على سيدة نساء العالمين
بارك الله بكم وجزاكم الله خيراً
موفقين بحق الزهراء عليها السلام[/align]
سررت بمرورك الكريم أختي بدور الزهراء
الله يعطيك العافية .
كل الشكر و التقدير لكن أخواتي الغاليات على المشاركة الرائعة
موفقـــين إن شاء الله .[/align][/b][/font][/size]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1188
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 7:56 pm
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
سلام[/font][/align]
اللهم صل على محمد وال محمد
سلام[/font][/align]
-
- فـاطـمـيـة
- مشاركات: 1188
- اشترك في: الأربعاء أكتوبر 29, 2008 7:56 pm
Re: مريم و مريم الكبرى
[align=center][font=Traditional Arabic]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
سلام[/font][/align]
اللهم صل على محمد وال محمد
سلام[/font][/align]