تواصل هاتان الآيتان بحوث التوحيد السابقة، وتشير إِلى موضوع الشرك، وتقول بلهجة شديدة ملؤها اللوم والتوبيخ: (ويعبدون من دون اللّه ما لا يملك لهم رزقاً من السماوات والأرض شيئاً).
وليس لا يملك شيئاً فقط، بل (ولا يستطيعون) أن يخلقوا شيئاً.
وهذه إِشارة إِلى المشركين بأن لا أمل لكم في عبادتكم للأصنام، لأنّها لا تضرّكم ولا تنفعكم وليس لها أيُّ أثر على مصيركم، فالرزق مثلا والذي به تدور عجلة الحياة سواء كان من السماء (كقطرات المطر وأشعة الشمس وغير ذلك) أو ما يستخرج من الأرض، إِنّما هو خارج عن اختيار الأصنام، لأنّها موجودات فاقدة لأية قيمة ولا تملك الإِرادة، وإِنْ هي إِلاّ خرافات صنعتها العصبية الجاهلية
ليس إِلاّ.
وجملة (لا يستطيعون) سبب لجملة «لا يملكون» أيْ: إنّها لا تملك شيئاً من الأرزاق لعدم استطاعتها الملك، فكيف بالخلق!
ثمّ تقول الآية التالية كنتيجة لما قبلها: (فلا تضربوا لله الأمثال) وذلك (إِن اللّه يعلم وأنتم لا تعلمون).
قال بعض المفسّرين: إِنّ عبارة (فلا تضربوا لله الأمثال) تشير إِلى منطق المشركين في عصر الجاهلية (ولا يخلو عصرنا الحاضر من أشباه أُولئك المشركين) حيث كانوا يقولون: إِنّما نعبد الأصنام لأنّنا لا نمتلك الأهلية لعبادة اللّه، فنعبدها لتقربنا إِلى اللّه! وإِنّ اللّه مثل ملك عظيم لا يصل إِليه إِلاّ الوزراء والخواص، وما على عوام الناس إِلاّ أن تتقرب للحاشية والخواص لتصل إِلى خدمة اللّه!!
هذا الإِنحراف في التوجه والتفكير، والذي قد يتجسم أحياناً على هيئة أمثال منحرفة، إِنّما هو من الخطورة بمكان بحيث يطغى على كل الإِنحرافات الفكرية.
ولذا يجيبهم القرآن الكريم قائلا: (فلا تضربوا لله الأمثال) التي هي من صنع أفكاركم المحدودة ومن صنع موجودات (ممكنة الوجود) ومليئة بالنواقص.
وإِنّكم لو أحطتم علماً بعظمة وجوده الكريم وبلطفه ورحمته المطلقة، لعرفتم أنّه أقرب إِليكم من أنفسكم ولما جعلتم بينكم وبينه سبحانه من واسطة أبداً.
فالله الذي دعاكم لأن تدعوه وتناجوه، وفتح لكم أبواب دعائه ليل نهار، لا ينبغي أن تشبّهوه بجبار مستكبر لا يتمكن أيّ أحد من الوصول إِليه ودخول قصره إِلاّ بعض الخواص (فلا تضربوا لله الأمثال).
لقد أكّدنا في بحوثنا السابقة حول صفات اللّه عزَّ وجلّ: أنّ منزلق التشبيه يعتبر من أخطر المنزلقات في طريق معرفة صفاته سبحانه وتعالى، ولا ينبغي مقايسة صفاته سبحانه بصفات العباد، لأنّ الباري جلت عظمته وجود مطلق، وكل الموجودات بما فيها الإِنسان محدودة، فهل يمكن تشبيه المطلق بالمحدود؟!
وإِذا ما اضطررنا إِلى تشبيه ذاته المقدسة بالنّور وما شابه ذلك فينبغي أن لا يغيب عن علمنا بأنّ هذا التشبيه ناقص على أيّة حال، وأنّه لا يصدق إِلاّ من جهة واحدة دون بقية الجهات ـ فتأمل.
وبما أنّ أكثر الناس قد غفلوا عن هذه الحقيقة، وكثيراً ما يقعون في وادي التشبيه الباطل والقياس المرفوض فيبتعدون عن حقيقة التوحيد، فلذا نجد القرآن الكريم كثيراً ما يؤكّد على هذه المسألة، فمرّة يقول كما في الآية (4) من سورة التوحيد، (ولم يكن له كفواً أحد)، وأُخرى كما في الآية (11) من سورة الشورى: (ليس كمثله شيء)، وثالثة كما في الآية مورد البحث: (فلا تضربوا لله الأمثال).
ولعل عبارة (إِنّ اللّه يعلم وأنتم لا تعلمون)، في ذيل الآية مورد البحث، تشير إِلى أنّ أغلب الناس في غفلة عن أسرار صفات اللّه.
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
نبارك آلكم مولد بضعة طه السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها
حبيبتي آنوار فاطمة وفقك الله وسدد رميتك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله وسددكم وأنار دربكم بنور الإيمان
شكرا لجهودكم وعطاؤكم الوفير
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكراً لك .. طرح أكثر من رائع
بارك الله بكم وجزيتم خير الجزاء
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أشكركم أخواتي الغاليات على مروركم الرائع
جزاكم الله ألف خير
ووفقكم لما يحب ويرضى
بحق محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين