السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلام ابن بطوطة في ذكر من زار مقام صاحب الزمان أرواحنا فداه في الحلة
وابن بطوطة هو: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي المغربي ولد سنة 703 هـ بطنجة, وتقلب في بلاد العراق ومصر والشام واليمن والهند, ودخل مدينة دهلي واتصل بملكها, وساح في الاقطار الصينية والتترية وأواسط افريقية وبلاد السودان والاندلس, ثم انقلب الى المغرب واتصل بالسلطان ابي عنان من ملوك بني مدين, وزار ضريح أمير المؤمين عليه السلام سنة 725 هـ, واستغرقت رحلته 27 سنة وكان معاصراً لفخر المحققين ابن العلامة الحلي وألف كتابه (تحفة النظار في غرائب الامصار وعجائب الاسفار) المعروف برحلة ابن بطوطة, ومات في مراكش سنة 779 هـ.
قال في رحلته الموسومة (تحفة النظار): (... ونزلنا برملاحة, وهي بلدة حسنة بين حدائق نخل, ونزلت بخارجها وكرهت دخولها لأن أهلها روافض ورحلنا منها الصبح فنزلنا مدينة الحلة, وهي مدينة مستطيلة مع الفرات وهو بشرقيها ولها أسواق حسنة جامعة للمرافق والصناعات وهي كثيرة العمارة وحدائق النخل منظمة بها داخلاً وخارجاً, ودورها بين الحدائق ولها جسر عظيم معقود على مراكب متصلة منتظمة في ما بين الشاطئين الى خشبة عظيمة مثبتة بالساحل, وأهل هذه المدينة كلهم إمامية اثنا عشرية, وهم طائفتان أحداهما تعرف بالاكراد, والاخرى تعرف بأهل الجامعين, والفتنة بينهم متصلة والقتال قائم أبداً, وبمقربة من السوق الاعظم مسجد على بابه ستر حرير مسدول وهم يسمونه مشهد صاحب الزمان, ومن عادتهم أن يخرج في كل ليلة مائة رجل من أهل المدينة, عليهم السلاح وبأيديهم سيوف مشهورة فيأتون أمير المدينة بعد صلاة العصر فيأخذون منه فرساً ملجماً أو بغلة, كذلك ويضربون الطبول والانفار والبوقات أمام تلك الدابة يتقدمها خمسون منهم ويتبعها مثلهم ويمشي آخرون عن يمينها وشمالها ويأتون مشهد صاحب الزمان فيقفون بالباب ويقولون:
باسم الله يا صاحب الزمان, باسم الله أخرج قد ظهر الفساد وكثر الظلم, وهذا أوان خروجك فيفرق الله بك بين الحق والباطل, ولا يزالون كذلك وهم يضربون الابواق والاطبال والانفار الى صلاة المغرب وهم يقولون إن محمد بن الحسن العسكري دخل ذلك المسجد وغاب فيه, وانه سيخرج وهو الامام المنتظر عندهم).
أقول: بعد قوله هذا يالله من تلك الاعاجيب, ويا غوثاه من هذه الاكاذيب, أفلا يليق بهذا الشيخ المؤرخ أن ينطق صدقاً, أم هو على ما ألفى عليه السلف, فأن أردت أن انطق برد كلامه يكفيني كلامه أنه كره دخول برملاحة (قضاء ذي الكفل) قبل الحلة لأن أهلها روافض, فما الذي جعله يدخل مدينة الحلة وأهلها بقوله كلهم إمامية اثنا عشرية, فليته لم يدخلها ولم يرها كسابقتها (برملاحة), ونحن نسأل ابن بطوطة, أيجوز دخول بلاد الكفر والاصنام ولا يجوز دخول بلد الروافض الاسلام؟ والحال إن رحلته طفحت بذكر دخوله الى بلاد الكفر.
*****
تاريخ مقام صاحب العصر والزمان عليه السلام في الحلة
تأليف: أحمد علي مجيد الحلي