بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جاء الإمام علي ( عليه السلام ) إلى أبي بكر وهو في المسجد ، وحوله المهاجرون والأنصار ، فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يَا أبَا بَكْر ، لِمَ منعتَ فاطمةَ حَقَّها وميراثها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وقد مَلَكَتْه في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) .
فقال أبو بكر : هذا فَيءٌ للمسلمين ، فإن أقامت شهوداً أنَّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جَعلَهُ لَهَا ، وإلاَّ فلا حَقَّ لها فيه .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يَا أبَا بَكْر ، أتحْكُم فينا بخلاف حُكْم الله تَعالى في المُسلمين ؟ ) .
قال : لا .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( فَإنْ كَانَ في يَد المُسلمين شيءٌ يَملكونَه ، ثم ادَّعيت أنا فيه ، مَنْ تسألُه البَيِّنَة ؟ ) .
قال : إياك كنت أسأل البيِّنة .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( فَمَا بالُ فاطِمة ، سألتَها البيِّنة على ما في يديها ؟ وقد مَلَكتْه في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبعده ، ولمْ تسألِ المسلمين بَيِّنةً على ما ادَّعَوه ، كما سألتَني على ما ادَّعيت عليهم ؟ ) .
فسكت أبو بكر .
فقال عمر : يا علي ، دَعْنا من كلامِك ، فإنا لا نقوى على حُجَّتِك ، فإنْ أتَيْتَ بشهودٍ عدول ، وإلاَّ فهو فَيءٌ للمسلمين ، لا حقَّ لكَ ولا لِفاطِمَة فيه .
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ( يَا أبَا بَكْر ، تقرأ كِتَابَ الله ؟ ) .
قال : نعم .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( أخبِرْني عن قول الله عزَّ وجلَّ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ـ الأحزاب : 33 ـ فِيمَن نَزَلتْ ؟ فِينَا أمْ في غَيرِنَا ؟ ) .
قال : بَلْ فيكم .
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( فَلَو أنَّ شُهوداً شَهدوا عَلى فَاطِمَة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بفاحِشَة ، ما كنت صانعاً بها ؟ ) .
قال : أقيم عليها الحدَّ ، كما أقيمُهُ على نساء المسلمين .
فقال له الإمام ( عليه السلام ) : ( يَا أبَا بَكر ، إذنْ كُنتَ عند اللهِ مِن الكَافرين ) .
قال أبو بكر : ولِمَ ؟
فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( لأنَّك ردَدْتَ شهادة الله بالطَّهارة ، وقبلْتَ شهادة النَّاس عليها ، كما رددت حُكمَ الله وحُكْم رسوله ، أنْ جعَلَ لها فدكاً وقد قبضته في حياته .
ثم قبلت شهادة أعرابي بائل على عقبيه عليها ، وأخذت منها فدكاً ، وزعمت أنه فيء للمسلمين ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : البينة على المُدَّعي ، واليَمين عَلى المدَّعى عليه ، فردَدْتَ قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : البينة على المُدَّعي ، واليَمين عَلى المدَّعى عليه ) .
فدَمْدَم الناس وأنكروا ، ونظرَ بعضهم إلى بعض ، وقالوا : صدق والله علي بن أبي طالب .
اللهم صل على الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة طرح رائع أحسنتم وبارك الله تعالى بكم
نرجو من الباري بكرمه ورحمته يسدد خطاكم مع شيعة محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
وصلى الله تعالى على نبيه الكريم محمد وآله أجمعين
والحمد لله رب العالمين