عن سعد بن عبد الله ، حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن هارون بن خارجه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : ان الله تعالى جل ذكره . أوحى إلى نبي من الأنبياء يقال له : ارميا : أن قل لهم : ما بلد تنقيته من كرائم البلدان وغرست فيه من كرائم الغرس ونقته من كل غريبه فانبت خرنوبا ؟
فضحكوا منه فأوحى الله إليه : قل لهم : ان البلد بيت المقدس والغرس بنو إسرائيل ، نحيت عنهم كل جبار فاخلفوا فعملوا بمعاصي فلأسلطن عليهم في بلادهم من يسفك دماءهم ويأخذ أموالهم فان بكوا لم أرحم بكاءهم ، وان دعوني لم أستجب دعاءهم ثم لأخربنها مائة عام ثم لأعمرنها فلما حدثهم جزع العلماء فقالوا : يا رسول الله ما ذنبنا ولم نعمل بعملهم ؟ فقال : إنكم رأيتم المنكر فلم تنكروه ، فسلط الله عليهم بخت نصر ، وسمى به لأنه رضع بلبن كلبه ، و كان اسم الكلب بخت واسم صاحبه نصر ، وكان مجوسياً أغلف ، أغار على بيت المقدس ، و دخله في ستمائة ألف علم ، ثم بعث بخت نصر إلى النبي ، فقال : انك نبئت عن ربك وخبرتهم بما اصنع بهم ، فان شئت فأقم عندي ، وان شئت فاخرج . قال : بل اخرج ، فتزود عصيرا و لبنا وخرج . فلما كان مد البصر التفت إلى البلدة فقال: { إنى يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام }
وبالاسناد المتقدم ، عن وهب بن منبه ، قال : كان بخت نصر منذ ملك يتوقع فساد بني إسرائيل ، ويعلم انه لا يطيقهم ، إلا بمعصيتهم فلم يزل يأتيه العيون بأخبارهم حتى تغيرت حالهم وفشت فيهم المعاصي ، وقتلوا أنبياءهم وذلك قوله تعالى جل ذكره: { وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين } إلى قوله : { فإذا جاء وعد أوليهما }
يعنى بخت نصر وجنوده اقبلوا فنزلوا بساحتهم ، فلما رأوا ذلك ، فزعوا إلى ربهم وتابوا وثابروا على الخير ، واخذوا على أيدي سفهائهم ، وأنكروا المنكر ، و اظهروا المعروف ، فرد الله لهم الكره على بخت نصر ، وانصرفوا بعد ما فتحوا المدينة ، وكان سبب انصرافهم أن سهماً وقع في جبين فرس بخت نصر ، فجمح به حتى أخرجه من باب المدينة . ثم إن بني إسرائيل تغيروا ، فما برحوا حتى كر عليهم ، وذلك قوله تعالى : { فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم }
فأخبرهم ارميا (عليه السلام) وان بخت نصر يتهيأ للمسير إليكم وقد غضب الله عليكم ، وان الله تعالى جلت عظمته يستتيبكم لصلاح آبائكم ويقول : هل وجدتم أحداً عصاني فسعد بمعصيتي أم هل علمتم أحداً أطاعني فشقي بطاعتي ؟
وأما أحباركم ورهبانكم فاتخذوا عبادي خولا يحكمون فيهم بغير كتابي حتى انسوهم ذكرى ، و أما ملوككم وأمراؤكم فبطروا نعمتي وغرتهم الدنيا وأما قراؤكم وفقهاؤكم فهم منقادون للملوك ، يبايعونهم على البدع ، ويطيعونهم في معصيتي وأما الأولاد فيخوضون مع الخائضين وفي كل ذلك ألبسهم العافية ، فلأبدلنهم بالعز ذلا وبالأمن خوفا ، إن دعوني لم أجبهم وان بكوا لم أرحمهم .
فلما بلغهم ذلك نبيهم فكذبوه وقالوا : لقد أعظمت الفرية على الله تزعم أن الله يعطل ( معطل ) مساجده من عبادته فقيدوه وسجنوه فأقبل بخت نصر وحاصرهم سبعه أشهر حتى أكلوا خلاهم وشربوا ابوالهم ، ثم بطش بهم بطش الجبارين بالقتل ، والصلب ، و الإحراق ، وجذع الأنوف ، ونزع الألسن والأنياب ، ووقف النساء .
فقيل له : أن لهم صاحباً كان يحذرهم بما أصابهم ، فاتهموه وسجنوه ، فأمر بخت نصر فأخرج من السجن ، فقال له : أكنت تحذر هؤلاء ؟ قال : نعم . قال : وإني أعلمت ذلك ؟
قال : أرسلني الله به إليهم قال : فكذبوك وضربوك ؟ قال : نعم . قال : لبئس القوم قوم ضربوا نبيهم ، وكذبوا رسالة ربهم ، فهل لك أن تلحق بي فأكرمك ؟ وان أحببت أن تقيم في بلادك أمنتك
قال أرميا (عليه السلام) : إني لم أزل في أمان الله منذ كنت لم أخرج منه ، ولو أن بني إسرائيل لم يخرجوا من أمانه لم يخافوك . فأقام ارميا مكانه بأرض إيليا ، وهى حينئذ خراب قد هدم بعضها
فلما سمع به من بقى من بني إسرائيل اجتمعوا إليه ، وقالوا : عرفنا أنك نبيناً فانصح لنا ، فأمرهم أن يقيموا معهم
فقالوا : ننطلق إلى ملك مصر نستجير ، فقال ارميا (عليه السلام) إن ذمه الله أوفى الذمم ، فانطلقوا إلى مصر وتركوا ارميا
فقال لهم الملك : أنتم في ذمتي ، فسمع ذلك بخت نصر ، فأرسل إلى ملك مصر ابعث بهم إلى مصفدين والا آذنتك بالحرب .
فلما سمع ارميا بذلك أدركته الرحمة لهم ، فبادر إليهم لينقذهم فورد عليهم ، وقال : إن الله تعالى أوحى إلى إني مظهر بخت نصر على هذا الملك ، وآيه ذلك انه تعالى ارانى موضع سرير بخت نصر الذي يجلس عليه بعد ما يظفر بمصر ، ثم عمد فدفن أربعه أحجار في ناحية من الأرض ، فسار إليهم بخت نصر وظفر بهم وأسرهم ، فلما أراد أن يقسم الفئ ويقتل الاسارى ويعتق منهم كان فيهم ارميا .
فقال له بخت نصر : أراك مع أعدائي بعد ما عرضتك من الكرامة ، فقال له ارميا (عليه السلام) : إني جئتهم مخوفاً أخبرهم خبرك ، وقد وضعت لهم علامة تحت سريرك هذا وأنت بأرض بابل ، ارفع سريرك فان تحت كل قائمه من قوائمه حجراً دفنته بيدى وهم ينظرون ، فلما رفع بخت نصر سريره وجد مصداق ما قال ، فقال لارميا : إني لأقتلهم إذ كذبوك ولم يصدقوك ، فقتلهم ولحق بأرض بابل . فأقام ارميا بمصر مده ، فأوحى الله تعالى إليه : الحق بإيليا .
فانطلق حتى إذا رفع له شخص بيت المقدس ورأى خراباً عظيماً ، قال : { إنى يحيى هذه الله }
فنزل في ناحيه واتخذ مضجعاً ، ثم نزع الله روحه وأخفى مكانه على جميع الخلائق مائه عام ، وكان قد وعده الله انه سيعيد فيها الملك والعمران ، فلما مضى سبعون عاماً أذن الله في عماره إيليا ، فأرسل الله ملكاً إلى ملك من ملوك فارس يقال له : كوشك
فقال : إن الله يأمرك ان تنفر بقوتك و رجالك حتى تنزل إيليا فتعمرها فندب الفارسي كذلك ثلاثين ألف قهرمان ، ودفع إلى كل قهرمان ألف عامل بما يصلح لذلك من الاله والنفقه فسار بهم ، فلما تمت عمارتها بعد ثلاثين سنة أمر عظام ارميا أن تحيى ، فقام حياً قصص الأنبياء للراوندي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
حبيبتي ناصرة الزهراء جزيتم خير الجزاء
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم اختي الكريمة ناصرة الزهراء
طرح موفق ومجهود طيب
حفظكم الله ورعاكم وقضى حوائجكم
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .. ولا حَولْ ولاقُوة الا بالله العلي العظيم )
بوركت جهودكم على هذا الطرح
احسنتم الاختيارجعله الله في موازين اعمالكم
و فقكم الله لخدمة الصرح الفاطمي
قضى الله حوائجكم بحق محمد وال محمد
ترعاكم عين الله