تمرّ أيام الله المباركة هذا العام بمرور أربعينية الإمام الحسين عليه السلام وملحمة كربلاء، بتلك الأيام الخوالد وإن كانت أليمة الوقع، وشديدة الوطأة على أهل السماوات والأرضين وما فوقهن وما تحتهن وما بينهنّ . لما ضمت طي جوانحها من فواجع قرحت قلب الرسول الأعظم وأهل بيته الأطهار.. بل والضمير الحي للإنسانية برمتها.
أقول: مرّت وكيف لمثل تلك تمرّ كما الأيام، فلا نستفيد هنا؟ أفيوم الحسين كباقي الأيام؟ أم إنه كل الزمن؟ أم تراها أرض كربلاء كأي أرضٍ وليست الارض كلها! قد سمعت اعتراض أحد خطبائنا الأجلاء قبل أيام على ذلك وغضبه اثناء محاضرته بحجة أن يوم عاشوراء سيظل واحداً، وكذا أرض كربلاء واحدة، لكن وبعيداً عما تحمله هذه الفكرة أو تلك، ولما لهذه وما لتلك وما عليهما، نسوق سؤالنا الاهم الآتي :
كيف نكون حسينيين بالفعل ؟
كون ذلك يساوي حاصل ضرب عاشوراء في كربلاء وكون البعض يعدّ (الحسينية) لبساً للسواد وإقامة عزاء وخدمة زوار ولطماً وبكاء، وما إلى ذلك وهو محق في حدود تصوره، وقد يفهمها البعض الآخر بأنها تثقيف بنشر كتاب وتوزيع بيان وإلقاء محاضرة وتذكرة وتفكر وما إلى ذلك وهو محق أيضاً، كون الحسين منهج فكر ونظرية وجود ونبراس مسيرة إلهية على الأرض
أجل.. فإن الكل محق فيما يذهب إليه بشرط صدق النية يسبق صواب المسعى، لأن قضية الإمام الحسين أكبر من هذا الفهم أو ذاك لتصور. بل هي فضاء مفتوح تسيح فيه كل أفكارنا ومشاعرنا دون أن تبلغ مداه البعيد. وعلى حدّ قول أحد مراجعنا الأجلاء أطال الله في عمره، بأن ما ظهر من حقيقة حوادث واقعة كربلاء لا يمثل سوى جزء من العشرة، أما ما خفي فهو أعظم، نعم.. فيوم عاشوراء يوم عظيم تتجلى عظمته من عظمة الإمام الحسين نفسه (ع) وما هذه الحشود المليونية كالسيل الجارف التي لا يوقف زحفها إلى كربلاء المقدسة شيء، على مرّ الأزمان بل تزداد صلابة وتحدياً كلما إزدادت عليها الضغوط إلا الدليل القاطع، لأن الحسين (ع) سيظل قانون وجود قبل أن يكون مجرد شعائر، ودرس محبة وسلام ورحمة، قبل أن يكون نزاعاً ودماً وسبقاً، حتى أضحى درس الحسين في واقعة الطفّ الخالدة مدرسة عطاء وتضحية وفداء وها نحن نجني قطوفها صرخة تحدٍ مدوية تصك آذان الكون (لبيك ياحسين) فترهب الجبابرة وتهزّ عروش الطغاة وتنخر سدود العبودية
ـ فالحسين عظمة خلق الله تجلّت في إنسان
ـ الحسين كلمة حق ما زالت تفضح كل زيوف الباطل
ـ الحسين ثورة دم لا ولن يبرد
وأخيراً: فالحسينية ليس فقط توشحاً بالحزن وإفشاء ثقافة..بل أن نقول (لا) بوجه كل منكر، وأن كان من أنفسنا و(نعم) لكل معروف وإن كان من غيرنا يسبقنا ،إن نبدأ في إصلاح أنفسنا أولاً، ولا نستثنيها دائماً، فما أكثر الوعاظ ولكن ما أقل المتوعظين!
فإن صلاح الفرد صلاحٌ للأمة وهو ما نهض الإمام من أجله، والحسينية أن نقوم للصلاة من قيام فإن لم نقدر فمن جلوس أو نوم أو بالإيماء، أن نخشى الله في أنفسنا أكثر من خشيتنا جبروت كل سلطان، أن نؤثر اخوتنا فيما تشتهيه أنفسنا لا إن نغالبهم على فتات حطام الدنيا، وأن نسعى في مصالح غيرنا كما نسعى ونجتهد في مصالحنا. وأن.. وأن...!!
فحينئذ نكون حسينيين بالفعل، جديرون بالحياة التي أرادها الإمام لنا وأن لم نلبس سواداً أو نفشي ثقافة، فما ضحى الحسين بدمه المقدّس ودماء أهل بيته الأطهار ودماء صحبه الأبرار؛ إلا كي نحيا أحراراً أو ونموت سعداء.
العتبة الحسينية( بحوث و مقالات)
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح .
اللهم صل على محمد وآل محمد .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
شكرا جزيلا على الموضوع
طرح مبارك بإذن الله
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
السلام على سيد الشهداء ورحمة الله وبركاته
ربي يعطيكِ العافية أختي الكريمة على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي لكم جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين