وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَاهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالاِنْسِ مِنَ ألاَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ
بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْسَّلامِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ الْلَّهِ وَبَرَكَاتَةَ
آية الله العظمى سبحاني يحذر السعوديين من المساس بالآثار الإسلامية+صور
أصدر أية الله العظمى سبحاني حذر فيه استهداف الآثار الإسلامية في السعودية بعد أنباء تتحدث عن قيام بلدية المدينة بهدم مسجد السيدة فاطمة (س) وإلحاقه بما يسمى «حدیقةالفتح».
ووفقا لما أفاده تقرير لوكالة أهل البيت(ع) للأنباء – ابنا – فقد صدر عن أية الله العظمى الشيخ جعفر سبحاني بيانا يحدر فيه من المساس بالآثار الإسلامية ومما جاء في هذا البيان:
تسعى الأمم الحيّة والمجتمعات المتقدمة إلى الحفاظ على تاريخها، وصيانة آثارها بكل ما تملكه من طاقات. ويبذل هؤلاء جهودهم لصيانة وترميم الآثار الواصلة إليهم من أسلافهم الذي يكشف عن حضارتهم العريقة. وفي هذا المضمار، ولا تسمح الشعوب المتحضرة بأن تتلف قطعة خزف أثرية، لأنهم يؤمنون أنها تمثل جزء من التاريخ الحي لأممهم ولهويتهم الوطنية.
والحضارة الإسلامية حضارة عريقة عملاقة مثلت في القرون الوسطى الحضارة الرائدة في عصرها. ولقد استطاع المسلمون أن يبنوا حضارة كبرى في ظل تعاليم الإسلام الخالدة، ولقد بلغت هذه الحضارة أوج عظمتها في القرنين الرابع والخامس الهجريين فامتدت من الشرق وتركت آثارا شاهدة على عظمتها من قبيل "تاج محل" في الهند، إلى الغرب في اسبانيا.
ولقد انطلقت الحضارة الإسلامية ببعثة الرسول الأكرم (صلی الله علیه واله وسلم) (بل بولادته الشريفة) ثم استمرت في النمو بفضل الجهود التي بذلها المسلمون على مدى القرون المتمادية. وتمثل الآثار المرتبطة بالنبي(ص) وبالمخلصين من صحبه جزء من التراث العام لهذه الحضارة العظيمة، وليست هذه الآثار ملكا شخصيا لأي أحد لكي يتمكن أن ينتفع منه لمصالحه الخاصة، بل هي ملك للأمة الإسلامية جمعاء (بل هي تراث إنساني خالد) ولا يحق لأي حكومة أن تتصرف فيها أدنى تصرف - فضلا عن تخريبها - دون استشارة جميع أبناء الأمة الإسلامية مهما كانت حججها كادعاء الحفاظ على التوحيد!.
ولقد وصلت إلينا مؤخرا أخبار عن قيام بلدية المدينة بعمل مناف للشرع والتاريخ والعرف وذلك من خلال قيامها بهدم مسجد السيدة فاطمة (س) وإلحاقه بما يسمى «حدیقةالفتح» ويمثل هذا خطوة خطيرة في مسار طمس الآثار الإسلامية ومحو اسم أهل البيت (ع). ولقد كان مسجد فاطمة(س) يعد أحد المساجد السبعة التي تعود إلى صدر الإسلام فقامت بلدية المدينة بهدمه وإلحاقه بحديقة للتنزه والترفيه أطلقت عليها اسم "حديقة الفتح".
ونحن نعلم أن الوهابية سعت جاهدة طوال فترة حكمها لطمس العديد من الآثار الإسلامية وتحاول دائما محو ما بقي منها وتخريب أي أثر يعود إلى النبي الأكرم(ص) وأهل بيته(ع)، لكنها تقوم بإنجاز هذا المخطط بالتدريج لكي لا تثير حفيظة العالم الإسلامي.
وينبغي أن يتضح أنه حينما يقوم المؤمنون بزيارة المساجد التاريخية المنسوبة لأهل البيت(ع) او أحد الصحابة وأدائهم ركعتي الصلاة فيها تحية للمسجد فإنهم يقومون بعمل مستحب، وحينما يزورنها ويستذكرون أولئك السلف الصالح من أهل البيت(ع) والأوفياء من صحب النبي(ص) فإنهم يؤدون ذلك استذكارا لمواقف أولئك الموحدين الكبار الذين حافظوا لنا على راية التوحيد بدمائهم الزكية.
والعجب من المملكة السعودية التي توجد فيها آثار قوم عاد وثمود وعرب الجاهلية فتسعى للحفاظ عليها وللبحث عن آثار جديدة تفتخر بها، ثم تسعى في نفس الوقت لطمس آثار نبي الإسلام (ص) وأهل بيته(ع).
فما هو مغزى هذا التناقض؟ فهل حفظ الآثار الإسلامية يعد شركا، والحفاظ على آثار المشركين هو عين التمدن والتوحيد؟!
وأخيرا نقول: إن الآثار الإسلامية التي توجد في الجزيرة العربية هي ملك لجميع المسلمين ولا يحق لمجموعة صغيرة أن تتخذ قرارا بتدميرها وطمس معالمها، لأن ذلك يحول الإسلام إلى قصص وأساطير بلا شواهد ملموسة.
جعفر سبحاني
10/6/2010
...