من كرامات العبّاس عليه السّلام 31
• وهذه أخرى ينقلها لنا السيّد عبدالأمير محمّد عليّ، من أُسرة السادة نصر الله، وهو أحد خدمة الحرم الطاهر لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام، هكذا عن لسانه:
في حدود عام 1974م، كنتُ أخدم في الحرم الشريف لمولانا أبي الفضل العباس عليه السّلام في ساعةٍ متأخّرةٍ من ليلة الجمعة، وقد ارتديتُ ملابس الخِدمة وفيها ما يشير إلى نسبي وسيادتي.
في الأثناء أقبلت امرأة بدا عليها أنّها من مناطق جنوب العراق، وهي تحمل طفلها المريض، تحضنه وتقدّمه بين يدي صاحب المقام السامي، فلمّا رأتني نادت علَيّ:
ـ سيّد، هذا ابني مريض، وقد جئتُ به لطلب الشفاء له ببركة أبي فاضل العباس..
قلت لها وكأنّي قاطَعْتُها: نعم، لقد بلغتِ مقصدكِ إن شاء الله تعالى.. يا ألله، هاتِهِ يا أختي.
فناوَلَتي ذلك الطفل العليل، أخذتُه من يديها وأوصلتُه إلى الضريح الشريف وقد انكسر قلبي عليه، ثم وصلتُ بينه وبين الشباك الطاهر بشريط. بعدها التفَتُّ إلى المرأة وقلت لها:
اختي، هذه قطعة قماش تناولتُها مِن على الضريح المبارك لأبي الفضل العباس عليه السّلام، وهذا شيء من ماء العلقمي جئنا به من داخل القبر الشريف.
تركتُ الطفلَ وأمَّه عند الضريح الزاهر، وذهبت لأواصل خدمتي في الروضة النيّرة، حانت منّي التفاتة فوجدت الأمّ منكبّةً على ولدها ترجوه:
ـ اشرَبْ ماما، اشرَبْ، هذا ماء العلقميّ، فدوة أروح لك يابو فاضل. اشرَب يمّه شِفَه وعافية. ثمّ أخَذَت تشدّ تلك القطعة الخضراء بين يد ابنها والشبّاك الطاهر وتمسك بالضريح متوسّلةً بجاه العباس ابن أمير المؤمنين عليهما السّلام.
تناول الطفل كاسة الماء، أخذ يشرب هنيئاً مريئاً.. الله ما ألذَّه لا سيّما من يد الأمّ الحنون.. وهي تقلّب عينيها بين ولدها العليل وبين شبّاك أبي الفضل وقبّته الشامخة، ولسانها لا يسكت عن التوسّل والدعاء، والرجاء، وكنت قد أوصيتها قبل مغادرة المكان:
ـ اختي، توسّلي بباب الحوائج عليه السّلام، حتّى تنالي مرادَكِ.
ما إن انصرفتُ، ولم تكن إلاّ خطوات أقصد بها تأدية ما تبقّى من واجبي المقدّس، حتّى انتهَتْ إلى مسامعي أصوات الزغاريد من عند الضريح تُنبئ عن شفاء ذلك الطفل وقد احتَضَنَته أمُّه والدموع وقطرات العرق تملأ وجهها، لا تصدّق ما ترى.
لا لا، إنّها الحقيقة، فهرعت به وقلبها يلتفت إلى أبي الفضل العبّاس عليه السّلام يؤدّي شكره بإجلال، ويعاهده أن يروي هذه الكرامة التي تبشّر ببركته وحنانه.
( عن: أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام، للسيّد محمّد حسن صادق آل طعمة 124 ـ 125 )
منقول من شبكة الامام الرضا
• وهذه أخرى ينقلها لنا السيّد عبدالأمير محمّد عليّ، من أُسرة السادة نصر الله، وهو أحد خدمة الحرم الطاهر لأبي الفضل العبّاس عليه السّلام، هكذا عن لسانه:
في حدود عام 1974م، كنتُ أخدم في الحرم الشريف لمولانا أبي الفضل العباس عليه السّلام في ساعةٍ متأخّرةٍ من ليلة الجمعة، وقد ارتديتُ ملابس الخِدمة وفيها ما يشير إلى نسبي وسيادتي.
في الأثناء أقبلت امرأة بدا عليها أنّها من مناطق جنوب العراق، وهي تحمل طفلها المريض، تحضنه وتقدّمه بين يدي صاحب المقام السامي، فلمّا رأتني نادت علَيّ:
ـ سيّد، هذا ابني مريض، وقد جئتُ به لطلب الشفاء له ببركة أبي فاضل العباس..
قلت لها وكأنّي قاطَعْتُها: نعم، لقد بلغتِ مقصدكِ إن شاء الله تعالى.. يا ألله، هاتِهِ يا أختي.
فناوَلَتي ذلك الطفل العليل، أخذتُه من يديها وأوصلتُه إلى الضريح الشريف وقد انكسر قلبي عليه، ثم وصلتُ بينه وبين الشباك الطاهر بشريط. بعدها التفَتُّ إلى المرأة وقلت لها:
اختي، هذه قطعة قماش تناولتُها مِن على الضريح المبارك لأبي الفضل العباس عليه السّلام، وهذا شيء من ماء العلقمي جئنا به من داخل القبر الشريف.
تركتُ الطفلَ وأمَّه عند الضريح الزاهر، وذهبت لأواصل خدمتي في الروضة النيّرة، حانت منّي التفاتة فوجدت الأمّ منكبّةً على ولدها ترجوه:
ـ اشرَبْ ماما، اشرَبْ، هذا ماء العلقميّ، فدوة أروح لك يابو فاضل. اشرَب يمّه شِفَه وعافية. ثمّ أخَذَت تشدّ تلك القطعة الخضراء بين يد ابنها والشبّاك الطاهر وتمسك بالضريح متوسّلةً بجاه العباس ابن أمير المؤمنين عليهما السّلام.
تناول الطفل كاسة الماء، أخذ يشرب هنيئاً مريئاً.. الله ما ألذَّه لا سيّما من يد الأمّ الحنون.. وهي تقلّب عينيها بين ولدها العليل وبين شبّاك أبي الفضل وقبّته الشامخة، ولسانها لا يسكت عن التوسّل والدعاء، والرجاء، وكنت قد أوصيتها قبل مغادرة المكان:
ـ اختي، توسّلي بباب الحوائج عليه السّلام، حتّى تنالي مرادَكِ.
ما إن انصرفتُ، ولم تكن إلاّ خطوات أقصد بها تأدية ما تبقّى من واجبي المقدّس، حتّى انتهَتْ إلى مسامعي أصوات الزغاريد من عند الضريح تُنبئ عن شفاء ذلك الطفل وقد احتَضَنَته أمُّه والدموع وقطرات العرق تملأ وجهها، لا تصدّق ما ترى.
لا لا، إنّها الحقيقة، فهرعت به وقلبها يلتفت إلى أبي الفضل العبّاس عليه السّلام يؤدّي شكره بإجلال، ويعاهده أن يروي هذه الكرامة التي تبشّر ببركته وحنانه.
( عن: أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام، للسيّد محمّد حسن صادق آل طعمة 124 ـ 125 )
منقول من شبكة الامام الرضا
