نتابع حديثنا عن الادعية المباركة ومنها دعاء الجوشن الكبير، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة منه ونحدثك الآن عن أحد مقاطعه الذي ورد فيه: (يا أجل مشكور شكر، يا أعز مذكور ذكر، يا أعلی محمود حمد، ...)، والآن نقف عند عبارة (يا أجل مشكور شكر)، فماذا نستلهم منها؟
هذه العبارة وماسبقتها وما تلتها من العبارات تخضع لصياغة بلاغية خاصة هي: خضوع المقطع في عباراته جميعاً الی عنصر التفضيل في عرض مظاهر عظمة الله تعالی، وقد حدثناك عن هذا الجانب سابقاً، ويعنينا الآن ان نشير ونكرر بأن مقطع الدعاء عندما يقول النص (يا أرحم الراحمين) لا يعني ذلك وجود مقارنة بين متكافئين في المظهر أو السمة، بل لا مظهر سوی ما نجده عند الله تعالی، كل ما في الامر أن المقارنة بين الله تعالی وبين العبد مثلاً هي: مجرد تذكير للعبد بأن الله تعالی وليس العبد هو: صاحب الفاعلية، فالرحمة اساساً هي من الله تعالی مثلاً، وعندما يهب تعالی قسطاً من الرحمة لعباده، ويطالبهم بممارستها فيما بينهم، إنما هي من الله تعالی ولا يمتلك العبد أية قدرة ذاتية في ذلك: كما هو واضح. والآن لنعد بعد هذه التذكرة المكررة الی عبارة الدعاء وهي (يا أجل مشكور شُكر)، فماذا نستخلص منها؟
عندما يقدم لك احدهم خدمة ما، فلا بد وأن تشكر علی ذلك لأن الله تعالی يقرر بأن من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق، ولكن عندما نشكر العبد هل يمكنك ان تقارن بما ينبغي عليك من الشكر لله تعالی؟
كلا، اذن مادام الله تعالی هو المصدر لكل شيء أو عطاء، حينئذ فأنه تعالی يظل اجّلُ مشكور، أي أعظم وأخطر وأهم من يجب علينا أن نشكره، لأن العطاء كله، وحتی بواسطة العبد - أنّما هو من الله تعالی.
بعد ذلك نواجه عبارة (يا أعز مذكور ذكر)، فماذا نستلهم منها؟
الذكر هو مصطلح يتداعي الذهن من خلاله الی الله تعالی من حيث الوظيفة العبادية للإنسان فيذكره لله تعالی، تبعاً لمطالبته تعالی بأن نذكره.
وقد قال تعالی «اذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ»، وهي عبارة لا يدرك دلالتها الا مَنْ وهبه الله تعالی قابلية الادراك بعظمة هذه العبارة.
تری هل ثمة طموح للعبد اكثر من التطلع الی أن يلتفت اليه تعالی ويذكره؟ هذا من جانب ومن جانب آخر، إن الذكر أو الورد أو الدعاء، ومنها ممارسة الواجب والمندوب وترك الحرام والمكروه من الاعمال، ومنها: أن نستحضر مفهوم الشكر مثلاً لله تعالی عندما نتناول الطعام ونقول لفظاً أو مناً: الحمد لله الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ، وهكذا بالنسبة الی مئات الاستحضارات لنعم الله تعالی.
والآن مع ملاحظتنا لهذه الانماط من الذكر، نقف عند عبارة (يا أعز مذكور ذكر). فماذا نستخلص منها؟
واضح أننا عندما نذكره تعالی إنما نعتز بذلك بنحو لا يمكن أن نقارنه بأعتزاز آخر لأي مخلوق إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا، فلا معنی أن نعتز بسواه البتة، والعزيز هو ما لا يوجد سواه أو ما يندر سواه، ولذلك فإن الله تعالی مادام هو المتفرد في عظمته، في وجوده، في عطائاته، حينئذ فإن المتفرد ايضاً في عزته، حيث يتعين علی العبد أن يدرك دلالة هذه العبارة (يا أعز مذكور)، بصفة أن ذكرنا لله تعالی سواء أكان لفظياً أو قلبياً، وسواء كان في نطاق التذكر لعطائاته أو ممارستنا للمباديء التي أمرنا الله تعالی بالالتزام بها، أولئك جميعاً تجسد (ذكراً) ولا ذكر أعز منه، انه ذكر الله تعالی حيث لا فاعلية لغير الله تعالی.
بقلم الدكتور محمود البستاني
*******
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
عظم الله آجورنا وآجوركم بمصاب سيدي مولاي آلامام الهادي سلام الله عليه
حبيبتي العلوية وفقكِ الباري وسدد رميتك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد ورزقكم الشفاء العاجل
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله بكم أختي الكريمة ،
موفقة لكل خير .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد