لا نزال نحدثك عن الادعية المباركة، ومنها ادعية الزهراء (عليها السلام)، حيث حدثناك عن مقاطع متسلسلة من احد ادعيتها، وانتهينا من ذلك الی مقطع يتناول السلوك العصابي، حيث توسلت الزهراء (عليها السلام) بالله تعالی بأن ينزع تعالی عن شخصية قارئ الدعاء كل ما يتصل بالسلوك المرضي ومنه: (العجب، والرياء، والكبر، والبغي، ...) (وهي سمات حدثناك عنها) وكذلك ذكرت الانماط الاتية وهي: الحسد والضعف، والشك.
والان نحدثك عن (الحسد) ونتساءل في هذا السياق قائلين:
ماذا نستخلص او نستلهم من هذه المفردة من السلوك الشاذ؟
ان الزهراء (عليها السلام) وسائر المعصومين (عليهم السلام) حينما يعرضون هذه الظواهر في نصوص متنوعة أنما يكشفون عن حرص الشريعة الاسلامية في معالجتها لكل السلوك سواء أكان متصلاً بالتعامل الايجابي حيث يحثوننا عليه، أو التعامل السلبي حيث يحذروننا منه، وفي مقدمة ذلك ظاهرة (الحسد) فيما نلاحظ تحذيرات كثيرة حيال الظاهرة المذكورة، بل نجد تفصيلاً في الحديث عن ذلك.
ولعل اول الحديث عن ذلك، نجد اشارات تقرر بان (الحسد) من حيث جذوره قد لا يخلو منه احد ولكن المحذور منه هو: استعماله، اي: ترتيب الاثر عليه حيال الاخر، وهذا ما يحتاج الی شيء من التوضيح.
لنفرض ان احداً من الاشخاص (حسد) شخصاً آخر في موقع اجتماعي حظي به هذا الشخص حينئذ فان الحاسد اما ان يضمر هذا الاحساس في داخله، واما ان يرتب عليه اثراً من الاثار التي تضر الشخص المحسود: كما لو سعی - علی سبيل المثال - علی من بيدهم أزمة الامور - في تشويه سمعة المحسود، مثل عدم كفاءته او عدم تدينه أو عدم اخلاقه الخ بحيث لا يكف عن ذلك حتی يسمع بابعاد هذا الشخص عن موقعه الاجتماعي الذي حسده الحاسد عليه.
ومن الواضح ان الحسد - كما يعرفه الكثير من المعنين بالسلوك الانساني - هو: ازالة النعمة التي يحصل عليها الشخص المحسود وحينئذ لا يهدء باله، اي - الحاسد- حتی يجد ان النعمة التي يتمتع بها المحسود قد زالت اي: ابعد المحسود عن ذلك الموقع الاجتماعي.
والآن لنلاحظ التحذيرات الشرعية لمثل هذا الشخص الحاسد. فماذا نجد؟
النصوص الشرعية تقول بما مؤداه ان الحاسد هو صاد او مضاد أو متعرض او معترض لما قسمه الله تعالی للشخص المحسود، بمعنی ان الشخص الذي حصل علی موقع اجتماعي او رزق واسع او علم أو أية نعمة اخری انما هو قسمة قسمها الله تعالی لهذا العبد حيث ان الله تعالی هو العالم بمصالح العباد، حيث يوسع رزق هذا الشخص ويقتر بالنسبة الی آخر بحسب معرفته تعالی بما هو صالح الشخصية ولذلك فان الحاسد عندما يحسد: انما يعترض علی الله تعالی وهذا السلوك هو قمة الانحراف بحيث يتبرأ الله تعالی من امثلة هذا الحاسد.
والآن مع معرفتنا بهذه الظاهرة بالنحو الذي المحنا اليها، نحاول مواصلة الحديث عنها لاحقاً ان شاء الله تعالی.
*******
بقلم الدكتور محمود البستاني
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح .
اللهم صل على محمد وآل محمد
متباركين بشهر رجب المرجب الفضيل و بمولد السيد الجليلة أم البنين سلام الله عليها و أيضا بمولد الإمام الجواد عليه السلام مقدمــاً ...
أختي الفاطميِّه :
دائماً تفاجئوننا بجديدكم ...
طرح رائع جداً ، جزاكم الله خيراً على كل ماتقدمونه ، وفي ميزان أعمالكم الصالحة إن شاء الله
وهنيئاً لكم الخدمة في هذا المنتدى الطيّب
حفظتكم الزهراء من كل مكروه وسوء ، ومن كل شر وضر
أسأل الله العلي القدير أن يوفقكم لمرضاته ويقضي جميع حوائجكم
دمتم في رعاية مولانا الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف .
لا تنسوني من خالص دعائكم
أختكم : فــاطِـمَـة سِــراجُ المُؤمِــن