بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير}ٌ.. إن هذه الآية على اختصارها، تعتبر من الآيات التي تعطي مسلكا للإنسان في الحياة.. فهنالك بعض الآيات تتناول الوضوء، والتيمم، وحركات جزئية، حتى أمثال أحكام الحج، والصلاة، وما شابه ذلك.. وهنالك آيات في القرآن الكريم، تعطينا الخطة العامة في السير في هذه الحياة، نحو الله عز وجل.
تقول الآية:{وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}.. إن هنالك بحثا مهما في هذا المجال.. وهو أن لكل إنسان محور اهتمام في قلبه، فهنالك هم غالب، وهنالك صبغة يصطبغ بها الإنسان.. وهذه الصبغة، وهذا المحور، وهذا الهم الأوحد، هو الذي يحرك الإنسان.. فإذا امتلك الإنسان محورا غالبا في حياته، وإذا وصل الإنسان إلى هم ثابت يشغل باله، فإن هذا الإنسان يتحرك بشكل دائب لاتجاه ذلك المحور.
ولهذا من المهم جدا إذا أردنا أن يستقيم الإنسان في سيره، أن نقلب محور اهتمامه، وهو ما يسميه بعض العلماء – علماء الأخلاق – بمبدأ الميل، ومبدأ الحركة.. وكما هو معلوم بأن الأرض تدور حول محور ثابت، فهذا المحور لو اختل، لاختلت حركة الوجود.. فإذاً، على أحدنا إلى جانب اهتمامه بالعبادة، وبالأمور الجزئية، وبالحركات المتقطعة.. أن يفتش وينظر إلى نفسه، ليجد المحور الثابت الذي يسير حوله!.. والمحور الذي ينبغي أن يكون عليه!..
وهذا ما بينته الآية في قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ}..(الذاريات/56).. فإذا عاش الإنسان هذا الهم، ولم يكن له هم إلا تحقيق حالة العبودية في هذه الحياة، فإنه سيتحرك بشكل تلقائي، ولا يحتاج إلى واعظ خارجي.
{فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ}.. عادة يكون السباق في عالم الرياضة وما شابه ذلك، ولا يكون السباق إلا حيث يكون هنالك نهاية معينة، وهنالك جوائز لمن يصل إلى هذه النهاية.. فهل رأيتم سباقا مفتوحا لانهاية له؟.. وهل رأيتم سباقا لا ثمرة له؟..
وبما إن هنالك نهاية، وهنالك جوائز.. فتصور الجائزة عند الوصول للنهاية، يجعل الإنسان يسارع في المشي.. وإلا فإنه لا تنتظم حركة حياته.. إذاً، فالنهاية عبارة عن الوصول إلى حالة العبودية المطلقة{يا أيها الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ}..(الإنشقاق/6).. فنقطة اللقاء مع الله عز وجل تكون عند الموت.. وهنا نهاية السباق، فماذا يعطي الإنسان في النهاية؟.. يعطى ما لا عين رأت، ولا خطر على قلب بشر{فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا}.
أيها المتسابق!.. لو تخاذلت في السباق، أو تباطأت في المشي، أو لو لم تدخل حلبة السباق، فأنت غير مهمل.. وفي يوم من الأيام، سترفع إلى الملك، والحاكم، وأنت في نقطة بعيدة عن النهاية، وأنت في نقطة تعتبر متخلفا في السباق.. وعليه، فإن المسألة ليست عبارة عن عدم الربح فقط، وإنما هنالك مؤاخذة: لماذا لم تصل إلى هذه النقطة؟.. ومن أشد أنواع العذاب يوم القيامة للجميع، التغابن والحسرة.. فالإنسان المؤمن عندما يؤتى به يوم القيامة، ويرى بأنه كانت له قدرات في الحياة الدنيا، وكان بإمكانه الوصول إلى قريب الهدف، وكان بإمكانه أن يكون في نقطة أقرب مما كان عليها عند الوفاة.. ولكن لم يحقق هذا القرب إلى النهاية.
كيف يكون شعور هذا الإنسان في الجنة؟.. فالإنسان يرى درجات عالية في الجنة، فيقال: هذه درجتك المقدرة، ولكنك تكاسلت.. ولو أن الله عز وجل أبقى هذه الحسرة في نفس هذا الإنسان، لما استمتع بحور الجنة ولا بقصورها.. فلا بد وأن ينسى هذه المرحلة.. إذاً، علينا أن نعيش هذا الجو { أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
وبالتالي، فإن في هذه الآية عدة اصطلاحات: الاصطلاح الأول: محور الحياة {وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا}.. والاصطلاح الثاني: هنالك سباق بما في السباق من نهايات وجوائز.. والاصطلاح الثالث: هنالك حالة الرقابة الإلهية {أَيْنَ مَا تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعًا}.. وسواء كنت فائزا أو خاسرا، فإنك ستقف أمام المحكمة الإلهية.. فبفوزك تعطى الجائزة، وبخسارتك لا تحرم الجائزة فحسب!.. وإنما تعاقب عقابا شديدا.
الشيخ حبيب الكاظمي
[align=]يا غياث المستغيثين أغثني بـ قالع باب خيبر علي بن أبي طالب أدركني[/align]
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
مبارك عليكم ذكرى ميلاد آلآمام آسد الله الغالب عليه السلام
حبيبتي فاطمة عزيزة الله آحسنتِ ورحم الله والديكم
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد