اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما نقف أمام ضريح الإمام الحسين(عليه السلام) للزيارة نقول: السلام عليك
يا وارث آدم صفوة الله.... فكيف يكون الحسين وارث آدم (عليه السلام) ؟.
لأن الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء وقف موقفا هابيليا , وكان الشمــــر
وعمرو بن سعد , ويزيد بن معاوية , يقفون موقفا قابيليا.
لذلك فإن الإمام الحسين (ع) وارث هابيل , وهابيل هو الوريث الشرعي لآدم
ولرسالته , وإن كل مظلوم قال كلمة الحق فقتل كان من ورثة هابيل , وكل ظالميهم
وقاتليهم وساجنيهم هم من ورثة قابيل.
وفي كل يوم هنالك معركة بين هابيل وقابيل , بين الحق والباطل , وفي كل يوم عاشوراء ,
وفي كل أرض كربلاء , ومن يقف في جبهة الحق يقف موقفا هابيليا , ومن يقف في جبهة
الباطل يقف موقفا قابيليا ويتكرر ذلك في كل مكان وزمان.
ونقول في زيارتنا للإمام الحسين(ع) أيضا: السلام عليك يا وارث نوح نبي الله.
ذلك لأن النبي نوح وقف وحده مع قلة قليلة ممن آمن معه , في مواجهة طوفان من الباطل
والشر , ولكنه لم يهن ولم يضعف, ولم يقل إن الظالمين يحكمون الأرض , وإن الطغاة قد
سيطروا , ومدوا سلطانهم إلى كل دائرة , وإنهم يملكون من وسائل التدمير , ووسائل العنف
مالا نملك , بل قال إن الحق معي, والحق بحد ذاته قوة .
ثم إن الذين رفضا الإستجابة لنوح , ولم يؤمنوا به فقد ابتلعهم الطوفان , وأصبحوا من المغرقين.
وإن كل الذين لا يقفون موقف الحق , كذلك سيأخذهم الطوفان, سواء طوفان الجوع أو الظلم أو
العبودية, وإن الذين يقفون مع الحق مع أي نفر قليل من الناس أولئك هم الناجحون.
فالحسين (ع) هو الشاهد والشهيد الذي وقف في كربلاء موقف الحق, لقد كان يمثل هابيل ويمثل
آدم, ويمثل نوح, وبالرغم من أنه قتل هو وأهل بيته وصحبه أثناء المعركة, إلا أنه هو المنتصر
بالفعل, وإن الذين تفرقوا عنه ولم يقفوا موقفه شملهم طوفان الظلم , واجتاحهم عبودية الجاهلية.
ونقرأ في الزيارة: السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله...
لقد كان إبراهيم صدّيقا وكذلك الحسين, وكل من يقف مع الحق, ويقف مع الله حينما يكون الدين
غريبا إنما يقف مع إبراهيم ومع الحسين..
السلام عليك يا وارث موسى كليم الله..
السلام عليك يا وارث عيسى روح الله..
السلام عليك يا وارث محمدا حبيب الله...
السلام عليك يا وارث عليا ولي الله...
إن الحسين(ع) يقف ضمن قافلة الصدّقين الذين على رأسهم هابيل, وإن قافلة اليزيديين على رأسهم
قابيل, وفي كل يوم من يمثل هابيل, وفي كل يوم من يمثل قابيل, وكذلك من يمثل الحسين(ع) ومن
يمثل يزيد لعنه الله.
وفي الحقيقة فإن من يمثل يزيد كثيرون, لكن من يمثل الحسين(ع) هم قليلون, فقلة من الناس هم
الذين يقارعون الظلم والطغيان والتسلط والتجبر, مع أن النصر لن يكون إلا حليفهم, حليف هذه القلة
, لأن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه"" كتب الله لأغلبن أنا ورسلـــــي"" ( المجادلة 21).
وإن أولئك الذين يعيشون في السجون , وأولئك الذين يعلقون على أعواد المشانق, وأولئك الذين يتعرضون
للنفي والطرد والهجرة, أولئك هم الذين ينتصرون في النهاية, وهذه إرادة الله في الأرض.
ترى.. من انتصر في معركة عاشوراء ؟ الإمام الحسين أم يزيد؟ لقد أثبتت الأحداث أن يزيد هو الذي
قتل في كربلاء وليس الحسين, والحسين هو الشهيد الشاهد الحي الذي يرزق عند الله.
فترى في كل مكان وعلى كل أرض هنالك ذكرى الحسين(ع) , فالحسين في قلوب الصادقين حي يرزق.
وهو في قلوب الثائرين راية تخفق, وهو في قلوب المؤمنين علم لايمكن أن يهوي على الأرض, وهو في
علياء الله شامخا يضحك من يزيد وكل من هو مثل يزيد الذي خسر الحياة الخالدة( الآخرة)بلحظات زائلة.
وسيبقى الحسين عليه السلام راية تهتز إلى أبد الدهر, وهو موجود في كل بيت, وفي كل مدينة , وفي
كل مكان يوجد فيها مؤمن حسيني يتحرك بوحي الثورة الحسين(ع).
ولا تمر ذكرى عاشوراء, إلا والناس يثورون في كل مكان,لأن إمامهم هو الحسين الثائر, وسيدهم ومعلمهم
وقائدهم هو الشهيد الصادق
""""""""""""""""""""""""""""""""""
أضواء من الثورة الحسينية
عبدالله الصالح