مولد الخير والبرکة شاء التقدير الالهي أن يختار الله جل جلاله لولادة وليه المرتضی أشرف مواضع کعبته المعظمة وهي الرخامة الحمراء، قال العلامة الفقية تاج الدين العاملي من أعلام القرن الحادي عشر عن الولادة العلوية: «ولد (عليه السلام) بمکة داخل الکعبة علی الرخامة الحمراء، ولم ينقل ولادة أحد قبلة ولا بعده في الکعبة، وذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء».
وقال الحافظ المؤرخ أبو عبد الله محمد بن علي السروي الحلبي في کتاب المناقب: فالولد الطاهر من النسل الطاهر، ولد في الموضع الطاهر، فأين توجد هذه الکرامه لغيره.
فأشرف البقاع: الحرم، وأشرف الحرم المسجد وأشرف بقاع المسجد الکعبة، ولم يولد فيه مولود سواه، فالمولود فيه يکون في غاية الشرف، فليس المولود في الأيام (وهو يوم الجمعة)، في الشهر الحرام [وهو شهر رجب المعظم]، وفي البيت الحرام سوی أمير المؤمنين (عليه السلام).
ونجد في روايات المؤرخين أن مولد مولانا المرتضی سلام الله عليه کان بداية لمجموعة من الحوادث المرتبطة بالنبي الأکرم ودعوته المبارکة (صلی الله عليه وآله) وکانت هذه الحوادث من الأهمية لمستقبل الدين الألهي بحيث أطلق النبي الأکرم (صلی الله عليه وآله) علی عام ولادة وصية المرتضی (عليه السلام) عام (الخير والبرکة) نقرأ لکم احبائنا ما ذکره المؤرخ المصري الشافعي عبد المسيح الإنطاکي صاحب مجلة العمران المصرية، حيث لخص تلک الحوادث التي سجلها المؤرخون، وقال عن الولادة العلوية: وعام مولده صلوات الله عليه وهو العام المبارک الذي بدء برسول الله (صلی الله عليه وآله) فأخذ يسمع الهتاف (بنبوته) من الأحجار والأشجار ومن السماء، وکشف عن بصره فشاهد أنوار وأشخاص، وفي هذا العام إبتدأ بالتبتل والأنقطاع والعزلة في جبل حراء، وکان صلی الله عليه وآله يتيمن بذلک العام وبولادة سيدنا علي (عليه السلام) وکان يسميه سنة الخير والبرکة.
وعندما بلغته البشری بولادة المرتضی قال (صلی الله عليه وآله): ولقد ولد لنا الليلة مولود يفتح الله علينا به أبوابا کثيرة من النعمة والرحمة.
وکان قوله هذا أول نبوته (صلی الله عليه وآله) فإن المرتضی (عليه صلوات الله) کان ناصره والمحامي عنه وکاشف الغماء عن وجهه وبسيفه ثبت الأسلام ورسخت دعادمه وتمهدت قواعده.
وقد صدقت الحوادث اللاحقة الحقيقة المتقدمة وأقر الجميع بأن عليا (عليه السلام) کان صاحب السهم الأوفر في قيام الأسلام وفتوحه المادية والمعنوية بعد رسول الله (صلی الله عليه وآله).
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار اللهم عجل لوليك الفرج
احسنتم جزاكم الله كل الخير على الموضوع القيم
اختي الكريمة
حفظكم الله وسدد خطاكم لكل خير
جعله الله في ميزان حسناتكم