لكي يحقق الإنسان مشاريعه وطموحاته وتطلعاته الكبرى ، فلابد له من التحلّي بالصبر والاستقامة، لأن الله قد عين لعامل الزمن دوره المهم في هذه الحياة. فلا يستطيع المرء بمجرد أن يفكر ببناء بيت أن يجده ماثلاً أمام ناظريه، والمرأة عاجزة عن إنجاب طفلها بمحض تفكيرها أو رغبتها بالانجاب، ولا يمكن أن يحصد الفلاح ما زرعه بالأمس القريب.
فالله سبحانه وتعالى حينما خلق السماوات والأرض في ستة أيام، كان قادراً على أن يخلقهن بأقرب من لمح البصر، ولكنه قضى أن يكون للزمن دوره في مخلوقاته؛ اي أن الله اراد للوجود أن يكون قائماً على أساس المنطق والعقل، فجعل الزمن جزءاً من طبيعة هذه الخليقة، باعتبار أنه كان قد حكم عليها من قبل بالولادة والعيش والتحول والفناء والانبعاث.
وعلى هذا فقد كان الزمن جزءاً لا يتجزء من وجودنا ومن ذواتنا وحياتنا، وأراد إلغاء الزمن والحصول على النتائج الفورية وأن يتجاوز العقبات ويحرق المراحل من دون صبر وعزم واستقامة وثبات، فإنه لا يخدع إلا نفسه، ولن يحصل على شيءٍ قطعاً.
فمن أراد حرق المراحل احترق بها. وهذا الواقع يعبر عن سُنة كونية، ولن تجد لسُنة الله تبديلاً. أما شريعة السماء فقد اعطت الإنسان صبر واستقامة بلا حدود، سواء على صعيد الدعوة إلى الله، أو في مجال بناء الحضارة على الأرض، أو لدى التوصل إلى أي هدف آخر.
ففي مجال الدعوة إلى الله تجد شيخ المرسلين نوحاً عليه السلام قد دعا إلى ربه ألف سنة إلا خمسين عاما، وكان كل جيل يوصي خلفه بالتباعد عن هذا النبي الكبير وعدم الانصياع لتعاليمه، إلا أنه صمد وصبر واستقام.
ولم يكن هذا الشأن مختصاً به وحده ، بل كان هذا شأن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فحينما نقرأ سورة هود المباركة نجد نماذج كثيرة للصبر والاستقامة ، وأن جميع هذه النماذج انتهت إلى النصر المؤزر من السماء لاولئك الرجال الربانيين الصامدين.
ومن قوله سبحانه: (فَاسْتَقِمْ كَمَآ اُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا) نعرف أن الاستقامة أمر صعب جداً، حتى لاولئك المؤمنين المحيطين بقيادة الرسالة السماوية. فقد روى التاريخ لنا أن منهم من كان ينهار في بدء المسيرة ثم يعود تائباً ملتحقاً بالمسيرة من جديد. بل ومنهم أيضاً من كان ينكص على عقبيه مولياً شطر الشيطان، والعياذ بالله.
وفي إطار بناء الحضارة، يأمرنا ربنا العلي العظيم بالصبر والاستقامة أيضاً، لأنه حينما يأمرنا بإعمار الأرض نجده يبين لنا في آية اُخرى (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (73) أي أننا حينما نواجه المشاكل لابد لنا من أن نعرف ونطمئن إلى وجود حلّين أو حلول لكل مشكلة، كما جاء في تفاسير هذه الآية الكريمة.
وفي مجال الحياة الشخصية، يقول ربنا تبارك وتعالى أيضاً: (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ) (74) باعتبار كون التقوى تمهد الطريق نحو الفوز والنجاح.
إن الصبر والاستقامة -كما تشير الآيات والاحاديث -أساس الدين والإيمان، لأنه يعبر عن تمسك وإصرار المؤمن على دينه الحق. وعليه فلم يكن أمراُ عبثاً أن يأمرنا القرآن والاحاديث والروايات بالتحلي بالصبر والاستقامة، إذ بهما يكون المسلم مسلماً، وبهما يتنزل نصر الله على المؤمنين.
في رحاب القرآن: آية الله السيد محمد تقي المدرسي
يقول الإمام الصادق(ع)"العامل بالظّلم والرَّاضي به والمعين له شركاء ثلاثتهم"
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
مبارك عليكم ذكرى ميلاد آلآمام آسد الله الغالب عليه السلام
حبيبتي قدسية الزهراء آحسنتِ ورحم الله والديكم
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الأبرار الأخيار ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أختي الكريمــة
أحسنتِ , جزاك الله تعالى كل خير على هذا الطرح .
اللهم صل على محمد وآل محمد .