بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آثار المصرع
تناهى إلى مسامع الفاطميات خبرُ مصرع علي الأكبر , ووصول جثمانه الموزّع والمقطّع بالحراب والأسنّة ، فكان للحادث وقعه العميق على النساء المخدّرات ، وأي وقع أم أي عمق وهنّ ينظرن إلى شبيه جدهنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) محمولاً وقد فارقت روحه الطاهرة جسده الزكي ! هذا الذي كنّ يجدن أسعد ما هنّ فيه ساعات اللقاء به والتحدث إليه ، وإذا به قد آثر الصمت والرحيل إلى حيث لا عودة أو رجوع .
إنّه لَمصاب جليل على أُمّه ، أخواته ، عماته ، وأعظمهن مصاباً عمّته الكبرى عقيلة بني هاشم ، حفيدة الرسول (صلّى الله عليه وآله) الحوراء زينب (عليها السّلام) ؛ إذ التاعت ألماً , وازدادت أسىً وتفجّعاً ، وقيل : إنّها خرجت تندبه وتنادي باسمه .
فعن أبي جعفر الطبري ، عن شاهد عيان ـ حميد بن مسلم الأزدي ـ جاء هذا القول : وكأني انظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة ، تنادي يا : أُخيّاه ! ويابن أخاه ! قال : فسألت عنها ، فقيل لي : هذه زينب ابنة فاطمة ابنة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(1) .
زينب التي إذا خرجت هرعت خلفها النساء من داخل خدورهنّ وخيامهنّ ، وإذا قالت قلن معها ، وإذا سكتت سكتن , وإن عادت عُدن ؛ اقتداءً بها ، ومواساةً لها ، وهكذا بدأ رثاء المجاهد الكبير الشهيد العظيم .
ولمّا كان موكب النسوة يولّد موقفاً سلبياً ؛ لأنه سيُشمت الأعداء , ويسرهم ويبهجهم ، ولمّا كان الإمام الحسين (صلوات الله عليه) شديد الحرص على ألاّ يدخل السرور على الأعداء ، وألاّ يشمتوا بأهل الحق ، فقد رأى أن ترجع جميع النساء فوراً , ولكن من يستطيع إرجاعهنّ ، أو يقدر أن يسيطر على موقف العواطف المتدفقة ساعات الأسى العميق واللوعة الكبيرة ؟!
فمن الصعب أن يصغين لدعوة الرجوع من أحد سوى الإمام الحسين (عليه السّلام) الذي وجد في شقيقته الحوراء زينب أوّل من ينبغي أن تعود ؛ لأنّ الباقيات الصالحات سيتبعنها بالتأكيد . فأخذ الإمام (عليه السّلام) بيدها وأرجعها إلى الخيمة(2) .
ورجعن جميعهن إلى خيامهن كسرب طيور تؤوب إلى أوكارها ، رجعن كيلا يشمتن الأعداء ، فلم يظهر منهنّ صوت حزن عالياً , لا سيما ولهنّ فيما بعد أوقات طويلة للبكاء والنحيب ، يروّحن بها عن أنفسهن , وجراح صدورهن , وتصدعات قلوبهن ، وهو ما أشار إليه الإمام (عليه السّلام) ورجاهنّ الصبر : (( أن اسكتن ؛ فإنّ البكاء أمامكن )) .
أو كما كلّم ابنته وحبيبته السيدة سكينة فيما بعد ، فمما قال لها :
سيطولُ بعدي يا سكينة فاعلمي منك البكاءُ إذا الحمام دهاني
أجل هكذا ، فنحن لا نطالب النساء مهما كان إيمانهن كبيراً ، وحتّى نسائنا اليوم أن لا يبكين ويندبن ويرثين ؛ فهو أمر لا مفرّ منه . وهل نريد منهنّ أن يتحملن الألم , ألم فقدنا ثمّ يسكتن ؟!
إننا نطالبهن بأن يقدّرن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن لا ينهين الإخوان والأبناء عن المعروف , ويثبطنهم عن العمل والسعي في سبيل الله ، كما نطالب من يبرّر قعوده عن الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله بثكل اُمّه وتدهور أحوال أهله أن يقلع عن هذه الشيطانيات , ولا يكون أسير الشيطنة , رهين ضيق الاُفق .
فلتبك النساء , ولتمت الاُم والاُمّهات ، وتلتاع الأخوات , كل ذلك مع سفك الدم والتضحية بالروح بعد كمال الفداء والتفاني من أجل مبادئ الإسلام الخلاّقة .
(1) تاريخ الطبري 4 / 341 .
(2) مقتل الحسين (عليه السّلام) ـ للخوارزمي 2 / 31 وغيره .
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بارك الله فيكِ أختي الكريمة قدسية و شكرا لعى هذا الانتقــاء المميــز،
في ميزان حسناتك إن شاء الله .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
شكرا جزيلا على الموضوع
طرح مبارك بإذن الله
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وسَهِّلْ مَخْرَجَهُمْ والعَنْ أعْدَاءَهُم
السلام على الحسين و على علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
السلام على ساقي عطاشى كربلاء أبا الفضل العباس ورحمة الله وبركاته
اَلسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ
بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خير الجزاء أختي على هذا الطرح المبارك
اسأل الله تعالى أن يحفظكم ويقضي جميع حوائجكم بحق النبي المصطفى وعترته الأطهار عليهم السلام