يعتبر جانب العقيدة في كلّ رسالة أو مذهب اجتماعي الحجر الأساس الذي تبتني عليه معالم الرسالة وتحدّد على ضوئها أُطرها ومقوّماتها...
وانطلاقاً من هذه الحقيقة الثابتة ، إنطلق الإسلام في تثبيت جانب العقيدة في نفوس الجماعة من أتباعه ، وأنفق وقتاً وجُهداً كبيراً خدمة لهذا الجانب في موكب دعوته الهادر. ولهذا توفرّ القرآن الكريم ـ وهو دستور المنهج الإلهي ـ على دراسة واسعة جدّاً للعقيدة ، أوقف خلالها زهاء ثلاثة أرباعه ، خدمةً لها وتثبيتاً لمعالمها. وقد نبض بهذا العامل القرآن المكّي ـ خصوصاً ـ إذ كان الإيمانُ بالله
ورسوله واليوم الآخر هي الأوتار الحسّاسة التي أهتمّ في الضّرب عليها. وبعد تثبيت هذه القواعد الرّصينة انطلق الوحي المقدّس لرسم معالم التّشريع الإجتماعي والإقتصادي والعسكري وغيره ، لكي تكون هذه الجوانب قد امتلكت قاعدتها الصُّلبة التي تستند عليها في تحقيق أهدافها في حياة النّوع الإنساني.
وإبرازاً لهذه الحقيقة ـ دشّنت الزهراء ( عليها السلام ) حديثها عن الإسلام مبتدئة بالإيمان : « فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشّرك ... » فهي تؤكد لنا أنّ الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ـ الذي أوجب الله الإلتزام به كعقيدةٍ رصينة للمسلم يمثّل المناعة الطبيعية التي يمتلكها المسلم لدرء وباء الشّرك الذي يزلزل العقيدة القويمة ويهدّد كيانها بالإنهيار ، فيصاب العقل والفكر والرّوح بعاهة يفقدها التوازن ، لأنّ الشرك والإيمان لا يمكن أن يجتمعا في كيان إنسان واحدٍ أبداً ، لأنّهما مفهومان لكلًّ منهما معالمه التي تسيطر على العقل والروُّح ، فإذا دخل الشّرك عقلية المسلم فإنّ ذلك يعني أن قوى الإيمان قد انسحبت من المنطقة التي احتلّتها قوى الشّرك في ذهنه ، ولذا كان الإيمان الرّصين إبادةً لجراثيم الشّرك بالله سبحانه في عقلية المسلم.
والمشرك ـ على هذا الأساس ـ من يستهدي في حياته الفكرية أو العملية منهجاً غير منهج الله تعالى ، أو من يخلط بين مفاهيم الرسالة الإسلامية وغيرها من نتاج الجاهليّة الهوجاء.
وحين تفتتح الزّهراء ( عليها السلام ) حديثها عن الإسلام بالحديث عن الإيمان وفلسفته وبصفته الركيزة الأُولى التي يقوم عليها المبدأ الإسلامي الحنيف ، تنطلق ـ بعد ذلك ـ لتحديد معالم الإسلام فتختتم حديثها عنها بالتحدُّث عن الإيمان أيضاً : وحرّم الله الشرك ، إخلاصاً له بالربوبية فاتقوا الله حقّ تقاته ، ولا تموتُنّ إلا وأنتم مسلمون ، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فإنّما يخشى الله من عباده العلماء ... ».
فهي تعلن حرمة الشّرك الذي لا تتحقق العبودية المطلقة لله في كيان المرء إذا دخل في نفسه ، ثم تعلن فلسفة تحريمه التي تنسجم ومتطلّبات الإيمان الصّحيح ، وأن تحريمه كان حفظاً لمبدأ العبودية المطلقة لله سبحانه ، وتأكيداً لربويّته في الأرض :
في الفكر والعمل والعواطف ، ثم تنطلق لتحذّر من مغبة الشّرك : « فاتقوا الله حقّ تقاته ، ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون ... ». حيث ألزمت الامة والأجيال القادمة بالسّير على منهج الله بعيداً عن المتاهات والزّيغ ، ولا يتُّم ذلك الا بالسّير وفقاً لمفهومي الحلال والحرام الاسلاميين ، لأنهما ـ وحدهما ـ اللّذان يمثلان المقياس الثابت الّذي يزن المرء بهما سلوكه وتصرفاته وكافة ألوان نشاطه في حياته.
وهذان المفهومان قد عبّرت عنهما الزّهراء بأمر الله ونهية ـ كما دلّ عليه قولها ـ : « وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه فإنما يخشى الله من عباده العلماء ... ».
....
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هــذا الطرح ،
الله يعطيكِ العافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
السلام على السيدة الطاهرة الزهراء ورحمة الله وبركاته
ربي يعطيكم العافية أختي العلوية على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أحسنتم بارك الله تعالى بكم
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين