بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربّما يرى بعض الدارسين أن المدّة الزمنية القصيرة لخلافة أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، وانقضاءها في صدّ التمرّدات والحروب المشتعلة قد شَغَلته عن تأسيس كيان سياسيّ أو هيكل سياسيّ يضمن تجسيد رؤيته التوحيدية الباهرة في العدل والحقّ.وقد يضيف بعض الكتّاب إلى ذلك تصوّراً مُفادُه أنّ عليّاً عليه السّلام من طراز العادلين القدّيسين الذين يعلّمون البشرية مبادئ العدل أكثرَ من انشغالهم بالتطبيق الميدانيّ لنهجه.
وكلا التصورين بعيدٌ عن الواقع.. بعيدٌ عن الصواب.على الرغم من أنّ فترة حكم الإمام عليه السّلام كانت مُغطّاةً بالحروب المريرة.. إلاّ أنّه كافح كفاحاً شديداً من أجل تطبيق العدالة الإسلامية، ووضعِ رؤيةٍ سياسية تطبيقيّة رائدة، في ظلّ ظروفٍ بالغةِ التعقيد وغيرِ مُواتية أصلاً.وكان عليّ عليه السّلام يَقرِن الفكرة بالممارسة فوراً، ولم يكترث بمسافةِ التراخي التي يَنتُج عنها التأجيل ( أي تأجيل بعض آرائه )، أو المناورة، أو التخلّي.. استجابةً لضغط بعض المقتَضيات.إنّ أبا الحسن عليه السّلام كان يَقرن النظرة، بالفكرة بالممارسة، ويجعل لرابطة الفكر والعمل ينبوعاً متدفّقاً يغني تجربة المجتمع. ويمكن ـ رغم قِصَر الفترة الزمنية لحكم الإمام ـ رَصدُ الملامح الأساسية لمخطّطه السياسي الإسلامي.. الهادف إلى تأسيس حكم العدل، والذي كان محتاجاً ـ بالضرورة ـ إلى زمنٍ طويل من السِّلم والبناء كيما تتبلور معالمه الرئيسية.غير أنّ صعوبات الفترة الزمنية للخلافة، وطلاسمها، وتعتيماتها، وتشويهات الحروب ( علاوة على مآسيها ).. لم تستطع طمسَ معالم تلك التجربة الرائدة في العدل الإسلاميّ والبشريّ.. تجربة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.إنّ العلاقة بين جوهر الحكم وأساليبه غالباً ما تكون علاقة الوجه بالقِناع، عبر مُتبدِّلات ومُتواريات عديدة، يكون فيها الظاهر شيئاً والمحجوب شيئاً آخر، ذلك أنّ الدولة منفصلة عن المجتمع في غالب الأحوال، بنسبةٍ تزيد أو تَنقُص، حسب محتوى الدولة، وتتحوّل ـ بنحوٍ أو بآخر ـ إلى كيانٍ فوقيّ مسيطر.
وبقاء الدولة ـ في العصر الحاضر ـ بكلّ جبروتها واستعلائها، يعيد إلى الأذهان أهمية مواصلة البحث النظري في المسألة، ومدّ النظر إلى الماضي.. إلى تلك المعطيات الرائدة التي شهدتها التجربة الإسلاميّة في المخطَّط النظري والتطبيقيّ للإمام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام.. ذلك المخطّط الذي كان أُعجوبة فريدة، مثل صاحبه عليّ عليه السّلام نفسه، الذي كان أعجوبةً فريدة في الإبداع العظيم، التي اغتالها الأهل: الناسُ أنفُسهم.
ربي يعطيكم العافية أختي فاطمة عزيزة الله على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
شكرا جزيلا على الموضوع
طرح مبارك بإذن الله
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء