بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
إذا كانت قصة المولد البشري المتمثّلة في آدم (عليه السلام) قد وردت في سياق الإشارة إلى العلم، فإنّ القصة التي نعرض لها الآن ترد في سياق خاص، هو السلوك الإسرائيلي بعامّة، حيث يلاحظ بوضوح أنّ سورة «البقرة» وهي أكبر سور القرآن الكريم قد خُصص ثلثها تقريباً للحديث عن مجتمع اليهود وانحرافاته طوال التاريخ، وهذا يكشف عن الأهمية التي يهبها القرآن الكريم لهذا الموضوع، بحيث سنجد في السورة المشار إليها أكثر من قصة وموقف وحدث يتناول السلوك المذكور ...
وهذا من حيث أحد السياقات التي ترد فيها القصة المذكورة ... و لكن إذا أخذنا بنظر الاعتبار أنّ غالبية السور القرآنية تتضمن سياقات متنوعة، أي: تطرح موضوعات مختلفة، ولكنها تنتظم عبر خيوط متلاحمة من حيث البناء الهندسي للسور...
من هنا، فإنّ السياق الآخر الذي ترد فيه قصة إحياء القتيل هو ظاهرة الإماتة والإحياء، حيث تضطلع السورة الكريمة بعرض جملة قصص تحوم بأكملها على الظاهرة المذكورة، كقصص إبراهيم (عليه السلام) في تقطيعه للطيور الأربعة وإحيائها، وإماتة أحدهم مائة سنة و إحيائه، و ... إلى آخره.
المهم أن نعرض لقصة إحياء القتيل. ولنقرأ أولا نص القصة: ﴿كَذلِكَ يُحْيِ اللّهُ الْمَوْتى وَ يُرِيكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾
هذه الظاهرة هي الهدف الرئيسي للقصة. و حينئذ عندما تبدأ القصة من حادثة ذات صلة بعملية الإحياء للميت ، فإنّما تعني أنّ هذه الظاهرة ذات دلالة كبيرة تستهدف القصة التركيز عليها، ولفت الانتباه حيالها.
مضافاً لذلك ، أنّ القصة جاءت في سياق الحديث عن تمرّد الاسرائيليين، ونِعَم اللّه عليهم ، فيما يظل استهلال القصة بحادثة تكشف عن مواقفهم التي بدأوها حتى في قضية الذبح، ثمّ نعمة السماء عليهم بالرغم من ذلك ، يظلّ مثل هذا الاستهلال متساوقاً مع سياق السورة التي تتحدّث عن الاسرائيليين. فهؤلاء قد اعترضوا على موسى (عليه السلام) قائلين: ﴿أَ تَتَّخِذُنا هُزُواً﴾ ثمّ ترقّعوا في طلباتهم بأن سألوا عن سنّها، و عندما أجابهم بذلك سألوه عن لونها. و عندما أجابهم ، سألوه عن حركتها ... فأجابهم ، و مع ذلك فإنّهم﴿ما كادُوا يَفْعَلُونَ﴾.
إذن نستكشف بوضوح، أنّ المسوّغ الفنّي لأن تبدأ القصة من وسط الحوادث، المتمثل في الأمر بذبح بقرة، هو أنّ القصة جاءت في سياق عرض المواقف الإسرائيلية التي يطبعها التمرّد ، و نعم اللّه عليهم ، فيما كشفت هذه البداية عن نفس الطابع الذي وَسَمهم سابقاً، ولكن بطريقة اُخرى من السلوك الملتوي ، متمثلة في تلك الذهنية البليدة التي تترقّع في طلباتها. وتتردّد في تنفيذ ما عُهد إليها ، وتُشكّك في صدق ما أمرها به موسى (عليه السلام) فضلا عن أنّ هذه الحادثة تستتلي عملية إحياء للميت ، فيما تشكل هذه العملية ـ كما قلنا ـ عصب القصص التي سنواجهها لاحقاً في سورة البقرة.
وانطلاقاً من هذه المسوّغات الفنية التي حدّدت لنا دلالة بدء القصة من وسط الحوادث، ... يمكننا أيضاً أن نفسّر الأسرار الكامنة وراء هذا الرسم التفصيلي لملامح البقرة، وهي السمة الفنية الاُخرى التي طبعت هذه القصة. ﴿وَ إِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾
هي العصب الفكري الذي تحوم عليه القصة، فيما تجيء الحوادث والمواقف والشخوص أدوات فنّية لإنارة هذا الهدف الفكري.
من حيث السمة الفنّية في هذه القصة، فإنّ أهم ما يلفت انتباهنا، هو طريقة البناء الهندسي لها أولا، ثم السمات أو الملامح الخارجية للبقرة من حيث التفصيلات المتنوّعة للحجم واللون والحركة.
وسنقف عند هذين الملاحظتين للقصة:
من حيث البناء الهندسي للقصة فمن الواضح أنّ القصة مطلقاً، إمّا أن تُسرد حوادثها من البداية، فالوسط، فالنهاية حسب التسلسل الزمني لها، و إمّا أن تُسرد من وسط الحوادث وترتدّ إلى البداية، أو تسرد من النهاية مرتدّة إلى ما قبل ذلك.
والمهم، أنّ المسوّغ الفنّي لأيّة بداية قصصية، سواءاً سُردت الحوادث من أولها أو وسطها أو خاتمتها، هو أنّ مبدع القصة يستهدف لفت الانتباه إلى أهمية هذا الاستهلال للقصة بما ينطوي عليه من دلالة خاصة تفوق ما سواها من الدلالات الثانوية.
و الآن حين نقف عند قصة إحياء القتيل ، نجد أنّها تبدأ من وسط الحوادث ، وليس من أولها أو آخرها. وهذا يعني أنّ هناك هدفاً خاصاً وراء هذا الاستهلال للقصة من وسطها.
فالقصة ـ كما لحظناها ـ تتلخص في حادثة قتل لأحد الاشخاص، حيث كان القاتل مجهولا. ثمّ حدَثَ اختلاف بين الناس في معرفة القاتل ، فاتجهوا إلى موسى (عليه السلام)للكشف عن هويته. فأمرهم حينئذ بذبح بقرة ذات سمات خاصة ، وأن يُضرِبَ القتيلُ ببعض أجزاء البقرة، حيث أُحيي القتيل وكشف عن هوية القاتل.
إذن أوّلُ الحوادث هو: حادثة قتل لأحد الأشخاص، ووسط الحوادث هو:
الاختلاف في معرفته واللجوء إلى موسى (عليه السلام) للكشف عن ذلك، و ذبح البقرة.
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
حبيبتي جنة المتقين وفقكِ الباري وسدد خطاكِ
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
ربي يعطيكم العافية أختي جنة المتقين على الطرح المبارك.. بانتظار البقية
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك
شكرا جزيلا على الموضوع
طرح مبارك بإذن الله
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختي الكريمة أحسنتم بارك الله تعالى بكم
نسأل الله تعالى ان يرزقكم شفاعة النبي المصطفى وآله الأطهار مع شيعة محمد وآل محمد
وصلى الله تعالى على النبي الكريم محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
والحمد لله رب العالمين
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد