نعزيكم بوفاة الصديقة الصغرى زينب الكبرى (سلام الله عليها) في الخامس عشر من شهر رجب ، وبهذه المناسبة اليكم احدى مقالات كتاب (الصديقة زينب .. شقيقة الحسين) من تاليفات سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله . راجين منكم – بعد الاستفادة منها-
شقيقة الحسين ( عليهما السلام )
مَنْ لا يعرف ان السيدة زينب بنت علي وفاطمة هي شقيقة الامام الحسين ( عليهم جميعا صلوات الله ) ؟
فالسيدة زينب كانت الجزء المكمل لمسيرة السبط الشهيد، وإذا كانت واقعة الطف من اقدار الله سبحانه، فإن من تقديره الحكيم ان يكتمل الجزء الثاني والهام من المسيرة على يد من تكون شخصيتها مثيلة لشخصية اخيها الحسين تماما ، لافي الجوانب المادية فقط ، وانما في كافة الجوانب .
وإذا جعل الله مع آدم زوجته ، ومع موسى اخته ، ومع عيسى أمه ، ومع النبي بنته ، فقد جعل مع الحسين اخته الصديقة الصغرى ، فهما من شجرة واحدة . الفارق في العمر بسيط ويتلاشى مع الزمن ، والتربية واحدة في كنف الرسول ، وفي حضن فاطمة بنت محمد ، وتحت ظلال أمير المؤمنين علي ، انها كبرى الاسباط بعد اخويها الحسن والحسين ، وهي الى ذلك تجسـِّـد شمــائل امها بكل جلالها وجمالها ، و تتمثل شخصية ابيها بكل تقواها وعلمها ، و تتناسب مع شخصية اخيها الحسن ، وتكاد تتطابق مع شخصية اخيها الحسين .
فإذا كانت التربية او الوراثة ذات أثر في صياغة شخصية أحد ، واذا كانت الاحداث هي التي تصنع شخصية انسان ، واذا كانت رســالة الفــرد الاساسية التي قدرت له ذات اثر في بناء كيانه ، فإن الصديقة زينب شاركت اخاها الامام الحسين عليه السلام في كل ذلك .
ومنذ الأزل كانت واقعة الطف مقدرة .. اذ كانت الذروة في الصراع الجاهلي الاسلامي بعد انفجار نور الوحي على هضبات مكة ، و كانت الاحــداث تركض في هذا الاتجاه منذ لحظة وفاة النبي صلى الله عليه وآله ، ودخول بني أمية علــى مسرح الاحداث من جديد تحت غطاء النفاق ، وفي غفلة من الانصار وتغافل من المهاجرين لمصالح سلطوية مؤقتة .
قامت السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في وجه ذلك الانحراف ، ورسمت لابنائها بدمها المطبوع على جدار بيتها، وبآثار الضرب على متنها ، و بصرخاتها المدوية، وبآهاتها التي زلزلت اركان المدينة ، رسمت بكل ذلك.. وبسِقْط جنينها محسن ، طريق التحدي .. فكانت بذلك سيدة نساء العالمين ، اذ انها وضعت حجر الزاوية الاول في بناء الاسلام النقي ، الذي لا يحكم فيه الطغاة باسم الدين ، ولا يتحكم في مصير اهله المنافقون باسم القرآن والرسول .
رسمت طريقا لحمل اعباء الدعوة ، معالمه الهجرة والقيام ، والقتل والشهادة ، ثم الكلمة الثائرة التي لا تهدأ ، والدمعة الناطقة التي لا ترقى .
وكانت زينب بنت الزهراء شاهدة عاشوراء ، شقيقة الحسين ، قد استوعبت الدرس ، تماما ، أليست هي التي شاهدت بأم عينها كيف حمت أمها الصديقة الكبرى إمام زمانها وزوجها أمير المؤمنين عليه السلام، حمته بنفسها حتى سقطت بين الباب والحائط تنادي فضة وتقول والله لقد قتلوا ما في احشائي ؟
أوليست هي التي كانت ترافق أمها وهي تلملم جراحها ، وتغتصب نفسها، وتتحمل كل الالم ، وهي تسارع الى أمير المؤمنين لتمنع القوم من إكراهه على البيعة ؟
ألم تشاهد كيف يهوي ذلك العُتُل بسياطها على كتف امها لكي تترك زوجها ؟
بلى .. وكانت زينب الى جانب أمها حين انشدت ذلك الخطاب الصاعق في مسجد ابيها بالمدينة ، وهي التي روت من بعد تفاصيل ذلك الخطاب .
وانطبعت في شخصية الطفلة الذكية معالم ذلك الطريق بوضوح وشفافية ، وكانت مسيرتها من المدينة الى الطف ، والى الكوفة ، والى الشام ، ثم الى المدينة والآفاق.. نسخة متطورة لمسيرة أمها فاطمة سلام الله عليها ، من البيت الى المسجد ، ومن المسجد الى البيت ، ومن قبل تطوافها على بيوت الانصار طالبة منهم نجدة الحق .
وكان خطابها في الشام ، كخطاب امها في المسجد النبوي ؛ المثل والاهداف ، والتعابير والنبرات ، والشجاعة والحكمة ، والاثارة والاستنهاض، كلها واحدة .. وزادت البنت على أمها انها كانت أسيرة مكبلة ، مفجوعة بأعز الناس .. ولكنها عادت فأسرت آسريها ، وقيّدت مكبليها ، وقهرت قاتلي أهلها بالكلمة الحق ، وحسن التوكل على الله ، وكفى به وكيلا .
مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله)
اللهم كن لوليك الفرج اللهم كن لوليك الفرج
الــــعبـــاس وما أدراك مــاالــــعبـــــاس
يقاتل ومــنهمــــقطوعة الــــكفــــوف !
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
الله يعطيك ألف عافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
السلام على السيدة الحوراء ورحمة الله وبركاته
ربي يعطيكم العافية أختي كفوف عباسية على الطرح المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
حبيبتي كفوف عباسية قضي الله حاجتك ببركة زينب الحوراء عليها السلام
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد