بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحسين عليه السلام وحجر فاطمة عليها السلام
وعنت سيدة نساء عليها السلام بتربية وليدها الحسين فغمرته بالحنان والعطف لتكون له بذلك شخصيته الإستقلالية والشعور بذاتياته كما غذته بالآداب الإسلامية ، وعودته على الإستقامة والإتجاه المطلق نحو الخير والصلاح ، كيف لا ، وهي ربيبة الوحي وسليلة التقوى فهي أم أبيها ، وزوجة أمير المؤمنين ، كيف لا ونحن نعلم ان الأم الطاهرة هي المدرسة الأولى للطفل فيها ينشأ وإليها يغدوا وعليها يربوا ، وكما قيل :
الأم مـدرسة إذا اعــددتها * اعددت شعباً طيب الأعـراق
الأم روض تعــهده الحـيا * بـالري أورق ايـما ايـراق
الأم استاذ الأسـاتذة الالـى * شغلت مآثرهم مدى الآفـاق
هكذا هي الام فهي شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة بتواضع ليل الحياة بتواضع ورقة وفائدة ،فهي التي تصنع الحياة وهي الكنز الحقيقي الذي لا اضمحلال له ، وكما قيل : مدرستي الأولى على صدر امي ، وإني مدين بكل ما وصلت إليه وما أرجوا أن أصل إليه من الرفعة إلى أمي الملاك فالأم التي تهز السرير بيمينها تهز العالم بيسارها ، وهكذا كانت الزهراء الام المثالية التي تربى في حجرها الحسين عليه السلام وغذته بالاخلاق الحميدة والخصال الرفيعة وإلى ذلك يقول العلائلي في كتابه الإمام الحسين ص 289 :
« والذي انتهى إلينا من مجموعة أخبار الحسين ان امه عنيت ببث المثل الإسلامية الإعتقادية لتشييع في نفسه فكره الفضيلة على أتم معانيها ، وأصح أوضاعها ولا بدع فأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشرف على توجيهه أيضاً في هذا الدور الذي يشعر الطفل فيه بالإستقلال ، فالسيدة فاطمة نمت في نفسها فكرة الخير ، والحب المطلق والواجب ومددت في جوانحه وخوالجه افكار الفضائل العليا بأن وجهت المباديء الأدبية في طبيعته الوليدة ، من أن تكون هي نقطة دائرتها إلى الله الذي هو فكرة يشترك فيها الجميع ، وبذلك يكون الطفل قد رسم بنفسه دائرة محدودة قصيرة حين أدار هذه المباديء الأدبية على شخص والدته وقصرها عليها وما تجاوز بها إلى سواها من الكوائن ، ورسمت له والدته دائرة غير متناهية حينجعلت فكرة الله نقطة الارتكاز ، ثم أدارت المباديء الأدبية والفضائل عليها فاتسعت نفسه لتشمل وتستغرق العالم بعواطفها المهذبة ، وتأخذه بالمثل الأعلى للخير والجمال ... »
لقد نشأ الحسين في تلك الأسرة الطبيعية الأعراف الطاهرة من الأدناس وفي حجر سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وقد صار بهذه التربية المثل الأعلى للأجيال حيث رسم الشهادة في جبين الإسلام كتضحية من أجل الأهداف التربوية التي تغذاها من حجر امه ومن ضمير جده ورعاية أبيه المرتضى ، أجل إنّه الحسين الكبير ذلك الفذ من الأفذاذ الذي علموا البشرية وعلموا الأجيال كل طرق الخير والصلاح لا خير في أن يقول غاندي محرر الهند « تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر » .
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
الله يعطيك ألف عافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد