بهذا امرني مولاي
مما يميز التداوي بالطب الاسلامي هو انه يشتمل علی جنبة تعبدية تقوي قلب المؤمن به روح التوحيد الخالص في جميع شؤونه والنظر الی الاسباب العلاجية والادوية علی اساس كونها اسباب بيد سبب الاسباب تبارك وتعالی.
ولعل في ذلك ما يفسر اهتمام ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام) ومنهم مولانا امام العصر (أرواحنا فداه) بالطب الاسلامي. راوي الحكاية أحد كبار أساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة وهو آية الله الشيخ مصطفی النوراني، وقد كتبها بخطه لمؤلف كتاب عشاق الأمام المهدي (عليه السلام) الذي نشرها بدوره في الجزء الثاني من كتابه المذكور.
وملخص الحكاية هو أن شخصاً حل ضيفاً علی الشيخ النوراني في منزله في اليوم الاول من السنة الايرانية الهجرية الشمسية سبع وستين بعد الثلاثمائة والالف.
فأستضافه الشيخ مرحباً به وبقي هذا الضيف الغريب ثلاثة ايام لا يتحدث عن نفسه وسر مجيئه الی قم ونزوله عند الشيخ النوراني بالذات. وفي اليوم الثالث سأل الشيخ النوراني ضيفه عن اسمه وسبب مجيئه اليه ومدة بقائه وحاجته طبقاً للعرف الاسلامي وآداب الضيافة الاسلامية، فكان جواب الضيف غريباً لم يتوقعه الشيخ قال الضيف لم آت اليك بأمري. بل بأمر مولاي صاحب الزمان (عليه السلام) لقد أمرني بالانتقال من خراسان الی قم لكي أكتب كل ما أعرفه عن الطب الاسلامي عندكم في مؤسسة (مكتب أهل البيت (عليهم السلام)).
كان الشيخ النوراني يعمل في تلك المؤسسة التحقيقية فأستغرب هذا الجواب من ضيفه الذي شارف عمره منتصف العقد الثامن وقد زينته ملامح الوقار والسكينة الايمانية.
غمرت قلب الشيخ النوراني ثقة بصدق الرجل، فسأله عن قصته وتفصيل جوابه المجمل، فاخبره بها ضيفه الذي عرف فيما بعد ان اسمه (الحاج عبد الله اسفندياري) ذكر الحاج عبد الله انه ومع اكماله العقد السابع من عمره مر بازمة مالية شديدة دفعته الی الرجوع الی أحد العرفاء الصالحين.
طالباً منه ان يعلمه دعاءً يمكنه من رؤية امام زمانه لكي يعرض عليه (عليه السلام) مشكلته ويحصل علی سبيل حلها فامره العارف بأن يتطهر من طعام الشبهات ولا يأكل مدة الا الحلال الخالص ثم يرجع اليه ففعل الحاج بأخلاص، ولما عاد لذلك العارف علمة دعاء يدعو به الله جل جلاله ليمن عليه برؤية امام زمانه، فأمره ان يدعو الله به ثم ينام.
قام الحاج بما امره العارف فرأی في عالم الرؤيا الصادقة المعصومين الاربعة عشر (عليهم السلام) فحوله كل منهم الی امام العصر (عجل الله فرجه) الذي أعطاه نبتة عرفه بها خواص الاعشاب والاطعمة الهاماً فصار عمله العلاج الاسلامي. ثم امره بالانتقال الی قم لتدوين ما تعلمه.
وقد اختبره الشيخ النوراني بسؤاله عن عشب ذكره جابر بن حيان في احدی رسائله النادرة وذكر خصائصه العلاجية نقلاً عن الامام الصادق (عليه السلام) فأجابه بدقة عنه مبيناً اسمه المعاصر ولما قام موظفوا الموسسة بالتحقيق عنه تبين لهم صحة قوله، وبقي الحاج عبد الله اسفندياري في هذه المؤسسة سنتين كتبوا فيها مما تعلمه بالالهام حدود عشرة الاف صفحة وبعد ان انهی مهمته عاد الی مدينة مشهد المقدسة وتوفي فيها سنة سبعين وثلاثمائة وألف للهجرة حسب التقويم الشمسي الايراني (رضوان الله عليه).
شمس خلف السحاب
مما يميز التداوي بالطب الاسلامي هو انه يشتمل علی جنبة تعبدية تقوي قلب المؤمن به روح التوحيد الخالص في جميع شؤونه والنظر الی الاسباب العلاجية والادوية علی اساس كونها اسباب بيد سبب الاسباب تبارك وتعالی.
ولعل في ذلك ما يفسر اهتمام ائمة العترة المحمدية (عليهم السلام) ومنهم مولانا امام العصر (أرواحنا فداه) بالطب الاسلامي. راوي الحكاية أحد كبار أساتذة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة وهو آية الله الشيخ مصطفی النوراني، وقد كتبها بخطه لمؤلف كتاب عشاق الأمام المهدي (عليه السلام) الذي نشرها بدوره في الجزء الثاني من كتابه المذكور.
وملخص الحكاية هو أن شخصاً حل ضيفاً علی الشيخ النوراني في منزله في اليوم الاول من السنة الايرانية الهجرية الشمسية سبع وستين بعد الثلاثمائة والالف.
فأستضافه الشيخ مرحباً به وبقي هذا الضيف الغريب ثلاثة ايام لا يتحدث عن نفسه وسر مجيئه الی قم ونزوله عند الشيخ النوراني بالذات. وفي اليوم الثالث سأل الشيخ النوراني ضيفه عن اسمه وسبب مجيئه اليه ومدة بقائه وحاجته طبقاً للعرف الاسلامي وآداب الضيافة الاسلامية، فكان جواب الضيف غريباً لم يتوقعه الشيخ قال الضيف لم آت اليك بأمري. بل بأمر مولاي صاحب الزمان (عليه السلام) لقد أمرني بالانتقال من خراسان الی قم لكي أكتب كل ما أعرفه عن الطب الاسلامي عندكم في مؤسسة (مكتب أهل البيت (عليهم السلام)).
كان الشيخ النوراني يعمل في تلك المؤسسة التحقيقية فأستغرب هذا الجواب من ضيفه الذي شارف عمره منتصف العقد الثامن وقد زينته ملامح الوقار والسكينة الايمانية.
غمرت قلب الشيخ النوراني ثقة بصدق الرجل، فسأله عن قصته وتفصيل جوابه المجمل، فاخبره بها ضيفه الذي عرف فيما بعد ان اسمه (الحاج عبد الله اسفندياري) ذكر الحاج عبد الله انه ومع اكماله العقد السابع من عمره مر بازمة مالية شديدة دفعته الی الرجوع الی أحد العرفاء الصالحين.
طالباً منه ان يعلمه دعاءً يمكنه من رؤية امام زمانه لكي يعرض عليه (عليه السلام) مشكلته ويحصل علی سبيل حلها فامره العارف بأن يتطهر من طعام الشبهات ولا يأكل مدة الا الحلال الخالص ثم يرجع اليه ففعل الحاج بأخلاص، ولما عاد لذلك العارف علمة دعاء يدعو به الله جل جلاله ليمن عليه برؤية امام زمانه، فأمره ان يدعو الله به ثم ينام.
قام الحاج بما امره العارف فرأی في عالم الرؤيا الصادقة المعصومين الاربعة عشر (عليهم السلام) فحوله كل منهم الی امام العصر (عجل الله فرجه) الذي أعطاه نبتة عرفه بها خواص الاعشاب والاطعمة الهاماً فصار عمله العلاج الاسلامي. ثم امره بالانتقال الی قم لتدوين ما تعلمه.
وقد اختبره الشيخ النوراني بسؤاله عن عشب ذكره جابر بن حيان في احدی رسائله النادرة وذكر خصائصه العلاجية نقلاً عن الامام الصادق (عليه السلام) فأجابه بدقة عنه مبيناً اسمه المعاصر ولما قام موظفوا الموسسة بالتحقيق عنه تبين لهم صحة قوله، وبقي الحاج عبد الله اسفندياري في هذه المؤسسة سنتين كتبوا فيها مما تعلمه بالالهام حدود عشرة الاف صفحة وبعد ان انهی مهمته عاد الی مدينة مشهد المقدسة وتوفي فيها سنة سبعين وثلاثمائة وألف للهجرة حسب التقويم الشمسي الايراني (رضوان الله عليه).
شمس خلف السحاب
