مـن الـعـلامـات الاخرى لنهاية العالم اختلال نظام الكواكب وانشقاق الاجرام السماوية ولقد اشار القرآن الكريم في آيات عديدة وبتعابير مختلفة الى ذلك فاحياناعبر عنه بـ (الانشقاق ) (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) الانشقاق, وجاء نظير هذا المعنى في سورة الحاقة (وَانشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ) كـما ورد نفس هذا المعنى بشئ من الاختلاف في سورة الفرقان (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ). والمراد من السماء في هذه الايات هي الاجرام السماوية حيث تشقق هذه الاجرام في نهاية العالم على اثـر الانـفـجـارات الـمتتابعة , اما المقصود من تشقق السماء بالغمام فيحتمل ان يرافق انشقاق السماء حـصـول غـمـام كـثيف بفعل الاتربة والغبارالمتولد عنها والباء في قوله ( بالغمام ) كما يحتمل ذلك صاحب الميزان للملابسة اي تنفتح السماء متلبسة بالغمام (اي متغيمة ) .
ولكن المرحوم العلامة الطباطبائي لم يستبعد ان يكون الكلام كناية عن انكشاف غمة الجهل وبروز عـالم السماء وهو من الغيب وبروز سكانها وهم الملائكة ونزولهم الى العالم الارضي (فالبا في هذه الاية تكون بمعنى (عن ) اي تذهب الغيوم جانبا ويظهر غيب العالم ).
ولكن لما لم يكن هناك دليل على هذا التفسير الكنائي فيكون من الصعب قبوله .
ومـن الـمـنـاسـب ان نـذكر حديثا للامام علي (ع) في هذا الصدد فيقول (انها تنشق من المجرة ) ان هـذا التعبيرالرائع ينطبق مع اخرالاكتشافات التي توصل اليها العلماء في مجال المجرات فـيـقـولـون : ان المنظومة الشمسية والكواكب التي نشاهدها هي جزء من مجرات عظيمة درب الـتبانة ويمكن رؤيتها بالعين المجردة ويكون انشقاق الشمس والقمر والكواكب مصاحباً لانشقاق هذه المجرات الكبيرة .
وأحيانا يعبر القرآن بالانفطار (إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ) ولقد ورد نظير هذا المعنى في سـورة الـمزمل (السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ ) ,وان كلمة انفطار مشتقة من مادة (فطر) وهي بمعنى الانشقاق . وأحياناً يقول تعالى (وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ). فـيمكن ان يكون هذا التعبير اشارة الى ازالة الحجب المانعة عن رؤية ملكوت السموات والملائكة والـجـنة والنار في ذلك اليوم فتزال الحجب وتنكشف للانسان حقائق عالم الوجود وفي هذه الحالة سوف لايكون للاية علاقة بتلاشي السموات .
ولـقـد فسر بعض المفسرين أمثال المرحوم الطبرسي في مجمع البيان هذه الاية بقوله
(ازيلت عن موضعها كالجلد عندما يزال عن الجزور ثم يطويها اللّه وقيل معناها قلعت كما يقلع السقف )
وقـال تـعالى في موضع آخر(وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ), ان كلمة مادة (فطر) و(فرج ) تدل على نفس المعنى بشئ من الاختلاف فيطلق على حل عقدة المشاكل والمحن بالفرج وهو ما يقابل الشدة والعسر.
وعـبـر احـيـانـا اخرى بـ (فتح ) كما نقرا في سورة النبا (وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَاباً ) ويمكن ان يكون هذا التعبير اشارة الى انشقاق السماء , كما ذكر ذلك بعض المفسرين وفي هذه الحالة تـكـون هـذه الاية منسجمة مع الايات السالفة الذكر اي تحدث شقوق عديدة في السماء كانها أبواب ونوافذ عديدة .
ولـكـن بـعـض المفسرين حملوا ذلك على المعنى الكنائي وقالوا ان المراد من فتح السماء
هو انفتاح ابواب عالم الغيب وازالة الحجب وارتباط عالم الملائكة بعالم الناس .
وفـي الـنـهاية عبر القرآن بتعبير آخر فقال : (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ). هـذا الـتـعـبير يوضح ابعاد تغيير السموات والكواكب في نهاية هذا العالم ويدل ايضا على ان جميع الـمنظومات والكواكب السيارة والثابتة تطوى كطي السجل للكتاب ويعاد الخلق كما خلقه اول مرة ويضع اللّه سبحانه وتعالى نظاماً جديداً لعالم الوجود وتقوم القيامة على هذا العالم الجديد.
فنستنتج من مجموع هذه الايات السالفة الذكر ان القيامة هي ليست استمرارا للحياة الدنيا بل ان هذا النظام يتغير تغيراً كاملاً وذلك لوقوع انفجارات عظيمة وزلازل مرعبة تدمر كل شي ثم يقوم نظام جديد بعد ذلك وتقوم القيامة فيه .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
حبيبتي نوارة وفقك الباري وسدد رميتك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
ربي يعطيكم العافية أنوار الزهراء على الطرح االقيم الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى