http://www.alyageen.org/arabic/gallery/ ... 000001.jpg
(1284ﻫ ـ 1371ﻫ)
اسمه وكنيته ونسبه
السيّد أبو محمّد باقر، محسن ابن السيّد عبد الكريم ابن السيّد علي الأمين العاملي، وينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة ابن زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين(عليهم السلام).
ولادته
ولد عام 1284ﻫ بقرية شقراء في جنوب لبنان.
دراسته
عندما بلغ(قدس سره) سنّ السابعة من عمره قامت الفاضلة أُمّه بتعليمه القرآن الكريم، ثمّ أتقن الخطّ العربي بمدّة وجيزة، وبعد أن ختم القرآن تعلّم علمي النحو والصرف، وفي عام 1308ﻫ وبعد إكماله المقدّمات سافر إلى العراق لإكمال دراسته الحوزوية رغم ظروفه الصعبة واعتنائه بوالده الذي ضرّه الزمن.
من أساتذته
الشيخ محمّد طه نجف، الشيخ فتح الله الإصفهاني المعروف بشيخ الشريعة، الشيخ محمّد كاظم الخراساني المعروف بالآخوند، الشيخ رضا الهمداني، ابنا عمّه السيّد محمّد حسين والسيّد علي، الشيخ محمّد حسن المامقاني، الشيخ محمّد باقر النجم آبادي، السيّد فضل الله العاملي، السيّد أحمد الكربلائي، الشيخ موسى شرارة، السيّد جواد مرتضى.
من تلامذته
السيّد مهدي السيّد حسن آل إبراهيم العاملي، الشيخ علي ابن الشيخ محمّد مروة العاملي، الشيخ خليل الصوري، وابنه الشيخ مصطفى الصوري، الشيخ علي الصوري، السيّد أمين ابن السيّد علي العاملي، الشيخ عبد اللطيف شبلي العاملي، ابن عمّه السيّد حسن الأمين، الأُستاذ أديب النقي الدمشقي، الشيخ منير عسيران.
عودته إلى سوريا
بعد أن استكمل(قدس سره) علومه في النجف الأشرف عاد إلى سوريا؛ لإرشاد قومه إلى ما يتطلّبه الدين من تعاليم وأخلاق، وإنذارهم من عواقب ترك الدين والتهافت على الدنيا، فاستقرّ في العاصمة دمشق، وأصبح جامعة كبيرة لوحده، فانشأ جيلاً جديداً كان معه حرباً على ما أورثته الأجيال والسياسات المضلّلة الغاشمة من بِدَع وخرافات وأساطير، شوّهت محاسن الإسلام، وقوّضت سلطان المسلمين.
لقد طالب بالتعليم وتنوير الأفكار ومحاربة البدع والانحرافات، ولا يتمّ ذلك إلّا بالتعليم، ففتح المدارس، وأسّس مدرسة للبنات في الوقت الذي كان الكثيرون يتحرّجون في تعليم الصبيان، فكيف البنات، ومع ذلك كانت مدارسه تُعلّم ـ بالإضافة إلى جانب الدين والشريعة الإسلامية السمحة ـ مختلف العلوم العصرية، واللغات الأجنبية؛ لحاجة أبناء عصره لها، تطبيقاً لفهمه العميق لكلمة جدّه الإمام أمير المؤمنين علي(عليه السلام): «نَشِّئوا أبناءَكُم على غَيرِ مَا نَشأتُم؛ فإِنَّهُم مَولودُون لِزَمنٍ غَير زمانِكُم».
موقفه من الاستعمار الفرنسي
ما أن وضعت الحرب العالمية الأُولى أوزارها وأصبحت دمشق تحت الاحتلال الفرنسي حتّى بدأت معركته الأُولى، وجهاده الأكبر مع حكومة الاحتلال الفرنسي، التي كانت تدعوه إلى قبول مبدأ الطائفية في سوريا، وشقّ عصا المسلمين إلى شطرين، مهدّدة تارة، وملوّحة بالمال والمناصب الرفيعة تارة أُخرى.
فلم تلن له قناة، ولن يُغري المال تلك النفس الكبيرة التي عرفت أنّ سرّ العظمة في العطاء لا في الأخذ، وكيف يستطيع المنصب الديني الكبير الذي لوّح به المفوّض السامي الفرنسي أن يثنيه عن هدفه، الذي نشأ وترعرع عليه، فكانت كلمته في جميع مواقفه: «إنّما المؤمنون إخوة».
إضافة إلى الاستنكار والرفض؛ لأنّه يؤمن بأنّه موظّف عند ربّه، يؤدّي رسالته كما أمر بها لوجهه تعالى، فلا يقبل أن يكون موظّفاً عند المفوّض الفرنسي يأتمر بأمره، ويتحرّك بإشارته.
من مؤلّفاته
أعيان الشيعة، نقض الوشيعة في الردّ على كتاب الوشيعة لموسى جار الله، الدرّة البهية في تطبيق الموازين الشرعية على العرفية، المجالس السنية في مناقب ومصائب العترة النبوية(عليهم السلام)، كشف الارتياب في أتباع محمّد بن عبد الوهّاب، البحر الزخّار في شرح أحاديث الأئمّة الأطهار(عليهم السلام)، الدرّ النضيد في مراثي السبط الشهيد(عليه السلام)، أصدق الأخبار في قصّة الأخذ بالثأر، عين اليقين في التأليف بين المسلمين، كشف الغامض في أحكام الفرائض، الدرّ المنظّم في مسألة تقليد الأعلم، لواعج الأشجان في مقتل الحسين(عليه السلام)، جناح الناهض إلى تعلّم الفرائض، القول السديد في الاجتهاد والتقليد، حذف الفضول عن علم الأُصول، عجائب أحكام أمير المؤمنين(عليه السلام)، إقناع اللّائم على إقامة المآتم، المنيف في علم التصريف، تاريخ جبل عامل، صفوة الصفوة.
وفاته
تُوفّي(قدس سره) في الرابع من رجب 1371ﻫ بالعاصمة بيروت، ودُفن بجوار مرقد السيّدة زينب(عليها السلام) في دمشق.
منقول