بسم الله الرحمن الرحيم
في الكافي:1/198: (عن عبدالعزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا عليه السلام بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها ، فدخلت على سيدي عليه السلام فأعلمته خوض الناس فيه ، فتبسم ثم قال:
يا عبد العزيز جهل القوم وخُدعوا عن آرائهم، إن الله عز وجل لم يقبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم حتى أكمل له الدين، وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شئ ، بين فيه الحلال والحرام ، والحدود والأحكام وجميع مايحتاج إليه الناس كُمَلاً،
(سورة الأنعام: 38)
( سورة المائدة: 3) .
فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله ،
ومن رد كتاب الله فهو كافر به .
وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً ( سورة البقرة: 124)
وَمِنْ ذُرِّيَّتِي؟
قال الله تبارك وتعالى: لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ .
فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة .
ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارةفقال:
وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ نَافِلَةً وَكُلاًّ جَعَلْنَا صَالِحِينَ. وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ (سورة الأنبياء:72- 73)
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِين. ( سورة آل عمران: 68 )
وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالأَيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ (سورة الروم: 56)
إن الإمامة
هي منزلة الأنبياء ، وإرث الأوصياء. إن الإمامة خلافة الله وخلافة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ومقام أمير المؤمنين ، وميراث الحسن والحسين عليهم السلام .
إن الإمامة
زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا وعز المؤمنين .
إن الإمامة
أسُّ الاسلام النامي ، وفرعه السامي .
_____________________________
کتاب الحق المبين في معرفة المعصومين ( ع )
الفصل التاسع ،الإمام الرضا عليه السلام والإمامة الربانية (29)
معنى مصطلح الإمام عليه السلام في الإسلام
لسماحة الشيخ علي الكوراني