اللهم صل على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نبدأ بذكر روايات اهل البيت عليهم السلام في فضل حفظ القران الكريم ..
ولذكرهم الصلاة على محمد وعلى آل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم ياكريم ...
في مستدرك الوسائل ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) قوله :
" عدد درج الجنة عدد آيات القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له:
اقرأ، وارق لكل آية درجة، فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة "
وفي الكافي عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
" القرآن.. القرآن.. إن الآية من القرآن والسورة لتجيء يوم القيامة، حتى تصعد ألف درجة، يضيء في الجنة
فتقول: لو حفظتني لبلغت بك ههنا ".
وفي ثواب الأعمال ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
" من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنة
فإذا رآها قال: ما أنت فما أحسنك ليتك لي، فتقول: أما تعرفني أنا سورة كذا وكذا، ولو لم تنسني لرفعتك إلى هذا المكان "
وفي الوسائل عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام):
" إن درجات الجنة على قدر آيات القرآن، يقال له: اقرأ وارقأ فيقرأ ثم يرقى ".
والان مما قرأت عن طرق حفظ القران الكريم والكثير .. مايلي ::
هناك طرق خاصة ينبغي للراغب في حفظ القرآن الكريم أن ينتبه إليها.
مقدمات الحفظ
أولا : الإخلاص لله في عملية الحفظ
فعلى الراغب في الحفظ أن يكون هدفه من حفظ القرآن الكريم القربى من الله تعالى, وليس الشهرة بأن يقال عنه أنه حافظ للقرآن.
إن أهمية الإخلاص في هذا الجانب لا تحتاج إلى بيان, فحفظ القرآن عملية عبادية, وإن إخلاص القلب لله فيها لا يحتاج إلى بيان, لذا فعلى الشخص الراغب في الحفظ أن يجعل هدف القربى من الله هدفا له, فإن ذلك يسهل عليه ما يأتي من أمور مرتبطة بالحفظ, حيث أنه يقوي فيه روح العزم و الإرادة, عندما تتوارد إلى ذهنه الأوهام الشيطانية, وتشعهره بأن حفظ القرآن أمر شاق.
ثانيا : إزالة بعض الأوهام من ذهنيته التي تشمل عائقا في عملية الحفظ
من ضمن هذه العقبات
أن يعتقد أن حفظ القرآن خاص بسن معين
لا يوجد سن معين خاص بحفظ القرآن الكريم, فكل شخص, سواءا أكان صغيرا, أم كبيرا, له المقدرة على حفظ القرآن الكريم. ولقد سمعت بمن حفظوا القرآن الكريم وهم في سن متأخرة من العمر, بعد تجاوزهم سن الشباب, كما أن هناك أناس حفظوا القرآن الكريم, وهم أميون, وهناك أناس عميان حفظوا القرآن الكريم, لذا فإن حفظ القرآن متاح لأي إنسان لديه الرغبة في الحفظ, والسن لايشكل عائقا أمام الحفظ ألبتة.
العامل الثالث : تحديد الوقت المناسب للحفظ
إن عملية الحفظ تحتاج إلى وقتٍ يكون العقل مهيئا فيه لاستقبال الآيات القرآنية, لذا فعلى الإنسان أن يتخير الأوقات المناسبة التي تساعده في أداء الحفظ بفعالية.
من ضمن الأوقات المناسبة للحفظ, أوقات الصلاة, وأوقات السحر. يمكن للإنسان أن يخصص وقتا لحفظ القرآن الكريم, كأن يأتي المسجد مبكرا بفترة زمنية, ولو ربع ساعة, يفرغ نفسه فيها لحفظ القرآن, أو أن يخصص وقتا قبل النوم يفرغ فيه نفسه للحفظ. إن هذه الأوقات تكون فيها النفس صافية ومهيأة لاستقبال الآيات القرآنية وتخزينها.
إن وقت السحر يمثل وقتا مثاليا للحفظ, حيث يعقب ذلك النوم, وكما هو معلوم فإن تخزين المعلومات التي يتعلمها المرء, إنما يتم أثناء النوم.
العامل الرابع : تحديد مكان الحفظ
ينبغي للإنسان اختيار المكان المناسب, الذي يساعده في أداء عملية الحفظ بيسر وسهولة. هذا العامل يختلف من شخص لآخر, فبعض الناس لا يستطيعون أن يحفظوا إلا في مكان هادىء, بينما نجد آخرين يستطيعون الحفظ حتى في وجود إزعاج
لذا فعلى الإنسان اختيار المكان المناسب.
بصفة عامة, إنَّ وجود المكان الهادىء غير المزعج, يجعل عملية التركيز في الحفظ أفضل, والتفاعل مع النص القرآني أقوى.
العامل الخامس : اختيار نسخة معينة من المصحف الشريف
على الراغب في الحفظ أن يعتمد على نسخة معينة من المصحف الشريف كي يتذكر مواقع بداية الآيات ونهايتها في الصفحات, فهذا مما يسهل لديه عملية الحفظ.
إن الرجوع إلى أكثر من نسخة يشتت الذهن.
العامل السادس : ترك التسويف
يشكل التسويف أحد أبرز العوائق أمام أسباب حفظ القرآن الكريم, حيث يؤخر المرء الحفظ إلى وقت آخر, بشكل متكرر, لذا فعلى الشخص الراغب في حفظ القرآن الكريم, أن يتكل على الله و أن يبدأ عملية حفظ القرآن الكريم متغلبا على الوساوس الشيطانية التي تدفعه للتأجيل.
العامل السابع : الاستماع إلى أحد القراء
ينبغي للإنسان أن يتخذ له أحد القراء المشهورين, كي يتقن أحكام التلاوة والتجويد, ومن ثم يستطيع أن يعرض قراءته على أحد المشائخ كي يصحح ما لديه من أخطاء.
إن الاستماع إلى شريط مسجل يساعد في تسهيل عملية الحفظ, فهو أشبه ما يكون بالمراجعة.
العامل الثامن : اتخاذ الأخ القرآني
من الأمور التي تدعم عملية الحفظ أن يتفق الشخص مع شخص آخر في أن يشجع كل منهما الآخر في حفظ القرآن الكريم, بأن يراجع كل منهما على الاخر ما حفظه.
قد يكون هذا الأخ القرآني, صديقاً, أو أخاً نسيباً, أو أختاً أو زوجة ....
توجد فوائد في اتخاذ الأخ القرآني.. منها
- عامل تشجيع, حيث قد يصاب الإنسان بالفتور أثناء عملية الحفظ, لذا فإن الأخ القرآني قد يساعد في إزالة الفتور لدى أخيه القرآني.
- مراجعة كل طرف ما قرأه على الطرف الآخر.
العامل التاسع : استغلال أوقات الفراغ
ينبغي على الراغب في الحفظ أن يجعل حفظ القرآن هما من همومه وشغلاً أساسياً من أشغاله, وليس شيئاً هامشياً, فعليه أن يعيش في حفظه للقرآن الكريم حياة تشبه حياة من لديهم امتحان قريب, فهم حريصون على عدم إضاعة أي وقت من الأوقات, بل يسعون في استغلال الأوقات في المذاكرة.
لذا كي لا تطول فترة الحفظ للقرآن الكريم, على الشخص أن يتخذ من حفظ القرآن الكريم مشروعا يرغب في إتمامه بأكمل وجه, وعلى اسرع وجه , لذا عليه استغلال الاوقات المتاحة لديه في الحفظ, مثال ذلك :
- أوقات الانتظار لموعد في مسستشفى, أو دائرة حكومية, أو بنك, الخ...
- أوقات انتظار تحميل البرامج بالكمبيوتر, يمكنه أن يحفظ أو يراجع بعض الآيات التي حفظها.
- عند انتظاره لشخص ما في السيارة, يمكنه أن يستغل الوقت في حفظ أم مراجعة آيات معينة.
- أوقات الانتظار للصلاة ولاستماع المحاضرات الدينية وغيرها, كما هو الحال في انتظار وصول الخطيب
في مجالس ذكر أهل البيت (عليهم السلام).
- أوقات وجوده في السيارة أو القطار أو الطائرة , حيث يستطيع أن يستغل الوقت الذي يكون فيه في السيارة لرحلة طويلة, إلى المدينة المنورة أو مكة المكرمة أو غيرهما كأن يكون ذاهبا إلى مدينة تبعد مسافة عن محل سكنه, حيث يمكنه استغلال الوقت في المراجعة والحفظ.
العامل العاشر : أن يحمل معه المصحف دائماً
يمكن للمرء أن يجعل المصحف معه أينما كان, كي تتاح له عملية المراجعة بحفظ وسهوله, ويساعد وجود المصحف معه في استشمار كل الأوقات - الضائعة عادة - في حفظ القرآن الكريم.
يمكنه أن يجعل معه المصحف المجزء, في جيبه, كي يكثر من مطالعته.
إن من الأمور العظيمة التي ينبغي على المرء استحضارها عند الشروع في الحفظ أمران هما من الأهمية بمكان كبير :
- استحضار عظمة حفظ القرآن من الناحية العبادية.
- أن يحدد المرء من البداية وقتاً يكمل فيه حفظ القرآن الكريم.
سأشرح هاتين النقطتين بشيء من التفصيل.
النقطة الأولى : أهمية حفظ القرآن الكريم.
إن من الأمور التي تذلل أمام الإنسان الصعوبات التي يواجهها في حفظه للقرآن الكريم, أن يراجع بعض الروايات التي وردت عن أهل بيت العصمة (عليهم السلام) التي تؤكد ما لحفظ القرآن الكريم من أهداف كبرى وغايات عظمى, أشير إلى بعضها :
- أولا : أن درجات الإنسان في الآخرة, وما يحصل عليه من عطايا إلهية فيها, لها ارتباط كبير بحفظه للقرآن الكريم
ثانيا : الأجر العظيم الذي يناله حفظة القرآن الكريم , والمنزلة العالية التي أعدها الله لحفظة القرآن.
ففي البحار, عن الإمام الصادق (عليه السلام) :
" الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة "
و في المستدرك عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال :
" من استظهر القرآن وحفظه واحلّ حلاله وحرّم حرامه أدخله الله الجنّة به وشفعه في عشرة من أهله كلّهم قد وجب لهم النار "
إن المؤمن عندما يتأمل هذه الأحاديث العظيمة الواردة عن أهل بيت العصمة - عليهم السلام - ستزداد رغبته في حفظ القرآن الكريم, و يكون حرصا لاستكمال حفظ القرآن, ففي حفظ القرآن الكريم, رفع لمنزلته في الجنان, و حفظ القرآن من أقوى وسائل الاتصال بالله تعالى, وتعميق معنى الارتباط به.
لذا فعلى كل راغب في حفظ القرآن أن يستحضر هذه المعاني العظيمة, عندما يمسك بالمصحف الشريف, ففي استحضاره لها طرد للتسويف, وسعي جاد لأداء الحفظ بأقل زمن ممكن.
الإضاءة الأخرى
أن يحدد الإنسان وقتا ينهي فيه حفظه للقرآن الكريم.
على سبيل المثال, أن ينهي الحفظ كاملا, ليلة القدر, أو يوم المبعث, أو ليلة عاشوراء, او ليلة النصف من شهر شعبان, أو ليلة الثالث عشر من رجب, أو يوم الغدير, أو يوم عرفة, أو ليلة عرفة, أو يوم الأربعين .... الخ.
عندما يحدد الإنسان من البداية الوقت الذي ينهي فيه حفظه للقرآن الكريم, فإن ذلك يدفعه إلى الاستمرار في الحفظ والمراجعة, ويجعله يستثمر كل الاوقات, حرصا منه على تحقيق حلمه في حفظ القرآن الكريم, في الوقت الذي حدده من البداية.
هذا يشبه حال الطالب الذي لديه امتحان في يوم ما, فهو يسعى لوضع خطة خاصة ينهي فيها مراجعته للمواد الدراسية قبل مجيىء وقت الامتحان.
إذا استشعر الإنسان هذا الجانب, فإن حفظه للقرآن الكريم سيكون جزءا أساسياً من برنامجه اليومي, يحرص على إكمال جزء من حفظ القرآن الكريم يومياً, لئلا يفاجئه الوقت المحدد قبل أن ينهي حفظه للقرآن الكريم.
يستطيع المرء أن يختار - حسب قدراته و ظروفه - الوقت اللازم لحفظ القرآن الكريم, الذي يتفاوت طولا وقصرا حسب إمكانيات الشخص واستعدادته وظروفه الحياتية.
هناك من الناس من حفظ القرآن الكريم في شهرين, ومنهم من حفظ القرآن الكريم في أربعة أشهر, ومنهم من حفظه في ستة أشهر ومنهم من حفظه في سنة... الخ.
لذا ملخص هاتين النقطتين :
في كل مرة يشرع المرء في عملية الحفظ عليه أن يستشعر داخل نفسه..
- أن حفظه للقرآن الكريم عبادي, مهم جدا, ففي حفظه للقرآن تحديد لمكانته في الآخرة.
- أن يضع دائما الوقت الذي حدده لإنهاء عملية الحفظ, لئلا يشغله الشيطان بمشاغل تصرفه عن حفظ القرأن الكريم في الوقت المحدد.
أضيف إلى هاتين النقطتين, أن يسعى الإنسان وهو يحفظ القرآن الكريم إللى الابتعاد عن المعاصي والذنوب, كي يزداد الأجر الذي يحصل عليه.
ففي المستدرك, عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) قال :
" يوضع يوم القيامة ـ منابر من نور ، وعند كلّ منبر نجيب من نجب الجنّة ثمّ ينادي مناد من قبل ربّ العزّة : اين حملة كتاب الله [ وهم حفظة القرآن العاملون به " .
اجلسوا على هذه المنابر فلا خوف عليهم ، ولا انتم تحزنون حتى يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق ، ثمّ اركبوا على هذه النّجب واذهبوا الى الجنّة . "
الوسيلة المثلى لحفظ القرآن الكريم
هناك طرق تساعد في حفظ القرآن الكريم بسهولة ويسر, وسأشير إليها بنحو من التفصيل.
قبل أن أدخل في تفاصيل طرق القراءة, أود الإشارة إلى أنه ينبغي لحافظ القرآن أن يتأكد من أن قراءته للقرآن الكريم قراءة صحيحة لغويا, خالية من الأخطاء, فليس من اللائق أن يحفظ الشخص القرآن الكريم, وهو يخطىء في قراءة كلماته, يرفع المفعول, و ينصب المجرور, فالقراءة الصحيحة للقرآن الكريم مطلب مهم على حافظ القرآن أن يوليه اهتماما خاصا.
بإمكان هذا الإنسان أن يتأكد من صحة قراءته بالاستماع إلى القراء المشهورين, أو مراجعة أحد العارفين بقراءة القرآن الكريم,أوالا لتحاق بحلقات الذكر القرآني, في الأماكن المخصصة لها.
على الإنسان أن يتقن قراءة الآيات قراءة صحيحة قبل حفظها, ولا يعني ذلك أن يكون على معرفة بقراءة القرآن كله قراءة صحيحة في وقت واحد.
ينبغي عليه كلما رغب في حفظ جزء أن يتقن قراءته قراءة صحيحة قبل حفظه. مداومته على هذا ستوصله إلى القراءة الصحيحة للقرآن الكريم بأكمله في النهاية.
الإضاءة الأولى : حفظ القرآن الكريم بتأنٍ .
إن قراءة القرآن قراءة عادية لا تساعد في عملية الحفظ, فينبغي للمرء أن يقرأ القرآن الكريم مرتلا أو مجودا, متبعا الحد الأدنى من شروط التجويد, مهتما بإخراج الحروف من مخارجها, مراعيا أحكام الإدغام وغيرها قدر الإمكان.
إن القراءة المجودة تحدث تأثيرا في النفس, وهذا التأثير يرسخ من حضور كلمات القرآن في النفس, فللتجويد نغم و إيقاع له صدىً مؤثر في النفس.
لا ينبغي أن نقرأ القراءن الكريم كقراءتنا للكتاب العادي أو المجلة أو الجريدة, بل ينبغي في قراءته مراعاة أحكام التجويد.
إن أحد أبرز أسباب نسيان القرآن بعد حفظه, هي قراءته قراءة عادية.
إن قراءة القرآن الكريم مرتلاً, قد أكدت عليه الروايات المتضافرة
التي وردت عن النبي (صلى الله عليه و آله) و أهل بيته الطاهرين, أذكر منها ما يلي :
في المجمع, روي عن أم سلمة أنها قالت : " كان النبي (صلى الله عليه وآله) يقطع قراءته آية آية "
أي أنه كان يتأنى في قراءته, ويخرج الحروف من مخارجها.
وفي الكافي, روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) : " اقرأوا القرآن بألحان العرب وأصواتها ، وإيّاكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر "
وفي عيون أخبار الرضا, روي عنه (صلى الله عليه وآله) : " حسنّوا القرآن بأصواتكم فأن الصّوت الحسن يزيد القرآن حسنًا "
وفي الكافي عن عبد الله بن سليمان قال : سألت أبا عبدالله (عليه السلام) عن قول الله عزّوجلّ { ورتِّل القرآن ترتيلا }
قال (عليه السلام) قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : " بيّنه تبيانا ولا تهزّه هزّ الشعر ، ولا تنثره نثر الرّمل ، ولكن اقرعوا به قلوبكم القاسية ولا يكن همُّ أحدكم آخر السورة " .
هذه الروايات و نظائرها تؤكد على أهمية تلاوة القرآن بتأن, وتجنب قراءته قراءة عاجلة سريعة
بل ينبغي الوقوف عند كلماته, وقراءته بتأنٍ وتمهل.