[align=center][font=Traditional Arabic]القصة رقم (12) >>>
أنت ترزق علم التوحيد
حدث سيد الفقهاء، وسناد العلماء، العالم الرباني المؤيد بالألطاف الخفية السيد مهدي القز ويني الساكن في
الحلة السيفية، صاحب التصانيف الكثيرة والمقامات العالية أعلى الله مقامه فيما كتب بخطه قال: حدثني والدي
الروحاني وعمي الجسماني جناب المرحوم المبرور العلامة الفهامة، صاحب الكرامات، والأخبار ببعض
المغيبات، السيد محمد باقر نجل المرحوم السيد أحمد الحسيني القز ويني أن في الطاعون الشديد الذي حدث في
أرض العراق من المشاهد وغيرها في عام ست وثمانين بعد المائة والألف، وهرب جميع ما كان في المشهد
الغروي من العلماء المعروفين وغيرهم، حتى العلامة الطباطبائي والمحقق صاحب كشف الغطاء وغيرهما
بعدما توفي منهم جم غفير، ولم يبق إلا معدودون من أهله، منهم السيد رحمه الله. قال: وكان يقول: كنت أقعد اليوم في الصحن الشريف، ولم يكن فيه ولا في غيره أحد من أهل العلم إلا رجلاً
معمماً من مجاوري أهل العجم، كان يقعد في مقابلي وفي تلك الأيام لقيت شخصاً معظماً مبجلاً في بعض
سكك المشهد ما رأيته قبل ذلك اليوم ولا بعده، مع كون أهل المشهد في تلك الأيام محصورين، ولم يكن يدخل
عليهم أحل من الخارج، قال: ولما رآني قال ابتداء منه: أنت ترزق علم التوحيد بعد حين.
وحدثني السيد المعظم، عن عمه الجليل أنه رحمه الله بعد ذلك في ليلة من الليالي قد رأى ملكين نزلا عليه بيد
أحدهما عدة ألواح فيها كتابة، وبيد الآخر ميزان فأخذا يجعلان في كل كفة من الميزان لوحاً يوزنوها ثم
يعرضون الألواح المتقابلة علي فأقرؤها وهكذا إلى آخر الألواح، وإذا هما يقابلان عقيدة كل واحد من خواص
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وخواص أصحاب الأئمة (عليهم السلام) مع عقيدة واحد من علماء
الإمامية من سلمان وأبي ذر إلى آخر البوابين، ومن الكليني والصدوقين، والمفيد والمرتضى، والشيخ الطوسي
إلى بحر العلوم خالي العلامة الطباطبائي ومن بعده من العلماء.
قال: فاطلعت في ذلك المنام على عقائد جميع الإمامية من الصحابة وأصحاب الأئمة (عليهم السلام) وبقية علماء الإمامية، وإذا أنا محيط بأسرار من العلوم لو كان عمري عمر نوح (عليه السلام) وأطلب هذه المعرفة،
لما أحطت بعشر معشار ذلك وذلك بعد أن قال الملك الذي بيده الميزان للملك الآخر الذي بيده الألواح:
أعرض الألواح على فلان، فأنا مأموران بعرض الألواح عليه، فأصبحت وأنا علامة زمان في العرفان.
فلما جلست من المنام، وصليت الفريضة وفرغت من تعقيب صلاة الصبح فإذا بطارق يطرق الباب، فخرجت
الجارية فأتت إلي بقرطاس مرسول من أخي في الدين المرحوم الشيخ عبد الحسين الأعشم فيه أبيات يمدحني
فيها فإذا قد حرى على لسانه في الشعر تفسير المنام على نحو الإجمال، قد ألهمه الله تعالى ذلك وأما أبيات المدح فمنها قوله شعراً:
نرجو سعادة فإلي إلى سعادة فالك *** بك اختتام معال قد افتتحن بخالك
وقد أخبرني بعقائد جملة من الصحابة المتقابلة مع بعض العلماء الإمامية، ومن جملة ذلك عقيدة المرحوم
خالي العلامة بحر العلوم في مقابلة عقيدة بعض أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين هم من
خواصه وعقيدة علماء آخرين الذين يزيدون على السيد المرحوم المذكور أو ينقصون إلا أن هذه الأمور لما
كانت من الأسرار التي لا يمكن إباحتها لكل أحد، لعدم تحمل الخلق لذلك، مع أنه رحمه الله أخذ علي العهد ألا
أبوح به لأحد وكانت تلك الرؤيا نتيجة قول ذلك القائل الذي تشهد القرائن بكونه المنتظر المهدي. ------------
من كتاب : القصص الباهرة فيمن أنكر أبن العترة الطاهرة للشيخ : عقيل الحلواجي [/font][/align]
[font=Traditional Arabic][align=center]القصة رقم (13) >>>
العلامة بحر العلوم في السرداب المطهر
حدثني السيد السند ، والعالم المعتمد ، المحقق الخبير ، والمطلع البصير السيد علي سبط السيد بحر العلوم أعلى الله مقامه ، وكان عالما مبرزاَ له شرح النافع ، حسن نافع جدا ، وغيره عن الورع التقي النقي الوفي الصفي السيد مرتضى صهر السيد أعلى الله مقامه على بنت أخته وكان مصاحبا له في السفر والحضر ، مواظبا لخدماته في السر والعلانية ،
قال : كنت معه في سر من رأى في بعض أسفار زيارته ، وكان السيد ينام في حجرة وحده ، وكان لي حجرة بجنب حجرته ، وكنت في نهاية المواظبة في أوقات خدماته بالليل والنهار ، وكان يجتمع إليه الناس في أول الليل إلى أن يذهب شطر منه في أكثر الليالي .
فاتفق أنه في بعض الليالي قعد على عادته ، والناس مجتمعون حوله ، فرأيته كأنه يكره الاجتماع ، ويحب الخلوة ، ويتكلم مع كل واحد بكلام فيه إشارة إلى تعجيله بالخروج من عنده ، فتفرق الناس ولم يبق غيري فأمرني بالخروج فخرجت إلى حجرتي متفكرا في حالته في تلك الليلة ، فمنعني الرقاد ، فصبرت زمانا فخرجت متخفيا لاتفقد حاله فرأيت باب حجرته مغلقا فنظرت من شق الباب وإذا السراج بحاله وليس فيه أحد، فدخلت الحجرة ، فعرفت من وضعها أنه ما نام في تلك الليلة .
فخرجت حافيا متخفيا أطلب خبره ، وأقفو أثره ، فدخلت الصحن الشريف فرأيت أبواب قبة العسكريين مغلقة، فتفقدت أطراف خارجها فلم أجد منه أثرا فدخلت الصحن الأخير الذي فيه السرداب ، فرأيته مفتح الأبواب .
فنزلت من الدرج حافيا متخفيا متأنيا بحيث لا يسمع مني حس ولا حركة فسمعت همهمة من صفة السرداب ، كأن أحدا يتكلم مع الأخر ، ولم أميز الكلمات إلى أن بقيت ثلاثة أو أربعة منها ، وكان دبيبي أخفى من دبيب النملة في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، فإذا بالسيد قد نادي في مكانه هناك : يا سيد مرتضى ما تصنع ؟ ولم خرجت من المنزل ؟
فبقيت متحيرا ساكتا كالخشب المسندة ، فعزمت على الرجوع قبل الجواب ثم قلت في نفسي كيف تخفى حالك على من عرفك من غير طريق الحواس فأجبته معتذرا نادما ، ونزلت في خلال الاعتذار إلى حيث شاهدت الصفة فرأيته وحده واقفا تجاه القبلة ، ليس لغيره هناك أثر فعرفت أنه يناجي الغائب عن أبصار البشر عليه سلام الله الملك الأكبر ، فرجعت حريا لكل ملامة ، غريقا في بحار الندامة إلى يوم القيامة . [/font]
*********** من كتاب : القصص الباهرة فيمن أنكر أبن العترة الطاهرة للشيخ : عقيل الحلواجي[/align]
حدثني العالم الجليل ، والفاضل النبيل ، مصباح المتقين ، وزين المجاهدين السيد الايد مولانا السيد محمد ابن العالم السيد هاشم بن مير شجعاعت علي الموسوي الرضوي الجفي المعروف بالهدني سلمه الله تعالى وهو من العلماء المتقين ، وكان يؤم الجماعة في داخل حرم أمير المؤمنين (عليه السلام) وله خبرة وبصيرة بأغلب العلوم المتداولة ، وهو الآن من مجاوري بلدتنا الشريفه عمرها الله تعالى بوجود الابرار والصلحاء .
قال: كان رجل صالح يسمى الحاج عبد الواعظ كان كثير التردد إلى مسجد السهلة والكوفة، فنقل لي الثقة الشيخ باقر بن الشيخ هادي المقدم ذكره قال : وكان عالما بالمقدمات وعلم القراءة وبعض علم الجفر ، وعنده ملكة الاجتهاد المطلق إلا أنه مشغول عن الاستنباط لاكثر من قدر حاجته بمعيشة العيال ، وكان يقرأ المراثي ويؤم الجماعة ، وكان صدوقا خيرا معتمدا ، عن الشيخ مهدي الزربجاوي قال : كنت في مسجد الكوفة ،
فوجدت هذا العبد الصالح خرج إلى النجف بعد نصف الليل ليصل إليه أول النهار، فخرجت معه لأجل ذلك أيضا.
فلما انتهينا إلى قريب من البئر التي في نصف الطريق لاح لي اسد على قارعة الطريق ، والبرية خالية من الناس ليس فيها إلا أنا وهذا الرجل، فوقفت عن المشي، فقال: ما بالك ؟ فقلت : هذا الاسد ، فقال : امش ولا تبال به، فقلت: كيف يكون ذلك ؟ فاصر علي فأبيت فقال لي : إذا رأيتني وصلت إليه ووقفت بحذائه ولم يضرني ، أفتجوز الطريق وتمشي ؟ فقلت نعم ، فتقدمني إلى الاسد حتى وضع يده على ناصيته ، فلما رأيت ذلك اسرعت في مشيي حتى جزتهما وأنا مرعوب ثم لحق بي وبقي الاسد في مكانه .
قال نور الله قلبه: قال الشيخ باقر وكنت في أيام شبابي خرجت مع خالي الشيخ محمد علي القارئ مصنف الكتب الثلاثة الكبير والمتوسط والصغير ، ومؤلف كتاب التعزية ، جمع فيه تفصيل قضية كربلا من بدئها إلى ختامها بترتيب حسن وأحاديث منتخبة إلى مسجد السهلة وكان في تلك الأوقات موحشا في الليل ليس فيه هذه العمارة الجديدة ،والطريق بينه وبين مسجد الكوفة كان صعبا أيضا ليس بهذه السهولة الحاصلة بعد الإصلاح.
فلما صلينا تحية مقام المهدي (عليه السلام) نسي خالي سبيله وتتنه ، فذكر ذلك بعد ما خرجنا وصرنا في باب المسجد فبعثني إليها .
فلما دخلت وقت العشاء إلى المقام فتناولت ذلك، وجدت جمرة نار كبيرة تلهب في وسط المقام، فخرجت مرعوبا منها فرآني خالي على هيئة الرعب ، فقال لي : ما بالك ؟ فأخبرته بالجمرة ، فقاللي سنصل إلى مسجد الكوفة، ونسأل العبد الصالح عنها، فانه كثير التردد إلى هذا المقام، ولا يخلو من أن يكون له علم بها.
فلما سأله خالي عنها قال: كثيرا ما رأيتها في خصوص مقام المهدي (عليه السلام) من بين المقامات والزوايا.
******** من كتاب : القصص الباهرة فيمن أنكر أبن العترة الطاهرة للشيخ : عقيل الحلواجي[/align]