بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية السلام في الخلق الحسيني
إنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) كان ابن الإسلام الحنيف ، والداعي إلى الله ، وقائد الأُمّة في ذلك الزمن ، والإسلام دين الحرية والرفاه والسّلام ، وليس دين الدم والعنف والسيف كما يصوِّره الأعداء في هذه الأيّام .
فالإسلام كلّه سلام وطمأنينة في الدنيا والآخرة ، ولا يمكن للبشريّة أن تنعم بالأمن والاطمئنان إلاّ بالالتزام بقوانين وشرائع الإسلام الحنيف ، ولا يمكن لأحد أن يحقّق السعادة المرجوّة إلاّ تحت رايته المظفّرة .
وأخلاقيّات سبط الحبيب المصطفى وأقواله في هذا الباب لطيفة وجميلة ؛ فإنّه يقول ويفعل ما يقتضيه الموقف الرفيع ، والأخلاق العالية ، ويدعو الأُمّة لإفشاء السّلام فيما بينها ، كما كان يفعل جدّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من قبل .
يقول الإمام (عليه السّلام) : (( البخيلُ مَنْ بخِلَ بالسّلام ))(2) .
فليس البخيل الذي لا يعطيك مالاً أو متاعاً إذا ما احتجت إليه ، بل الذي لا يعطيك كلمة السّلام ، وهي تحيّة الإسلام وأهل الجنّة ـ كما في الرواية ـ ، فهل تجد أبخل من هذا الشخص المحروم من نعمة الاطمئنان ؟
وردّ السّلام واجب شرعاً ، أمّا إلقاؤه فهو فضل وأخلاق إسلاميّة ؛ لذا كان يستحق هذا الثواب العظيم .
وتذكر كتب السيرة أنّ رجلاً جاء إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) فقال له ابتداءً : كيف أنت عافاك الله ؟!
فقال (عليه السّلام) : (( السّلامُ قبل الكلام عافاك الله )) .
ثمّ قال (عليه السّلام) لِمَنْ حوله : (( لا تَأذَنوا لأحَدٍ حتّى يُسلّم ))(2) .
نعم ، تلك هي أخلاق الإمام الحسين (عليه السّلام) الإسلاميّة الرفيعة التي يدعونا إليها في كلّ سكناته وحركاته ، فكان يسلّم على كلّ مَنْ يلتقيه صغيراً كان أو كبيراً ، مؤمناً كان أو فاسقاً عاصياً .
وكان يروي حديثاً عن أبيه أمير المؤمنين (عليه السّلام) في هذا الباب : عن عليّ بن الحسين زين العابدين عن أبيه الحسين (عليه السّلام) : (( أنّ ابن الكوّا سأل علي بن أبي طالب (عليه السّلام) فقال : يا أمير المؤمنين , تسلّم على مذنب هذه الأُمّة ؟! فقال (عليه السّلام) : يَراهُ اللهُ (عزّ وجلّ) للتوحيدِ أهلاً ، ولا تراهُ للسّلام عليه أهلاً ؟ ))(1) .
وعليه فإنّنا نرى أنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) لم يقم بثورة دمويّة انتقاميّة كما يصوِّرها البعض ، بل قام بنهضة إيمانيّة نورانيّة لإعادة الأُمّة الإسلاميّة إلى جادّة الصّواب ، بعد أن حرَّفها حكّام الجور وصبيان بني أُميّة .
فكانت نهضته المباركة من باب المسؤوليّة الشرعيّة ؛ للوقوف أمام الانتهاكات اللأخلاقيّة التي قام بها الحزب الأموي ، لإخراج الأُمّة الإسلاميّة عن جادّة الصواب ، والمحجّة البيضاء التي أمر الله ورسوله الأُمّة أن تسير عليها .
فأعاد الإمام (عليه السّلام) إلى الأُمّة الإسلاميّة توهّجها وبريقها وإيمانها ، بعد أن كادت الصبية الأمويّة أن تذهب بذلك كلّه ، وبالتالي تُطفئ نور الله في الأرض ، وتبدّل دينه الحنيف إلى دين عنيف ليس له من الإسلام إلاّ الرسم دون الاسم .
وبالنهضة الحسينيّة صارت الأُمّة تعرف أنّ هناك حقّاً مضيَّعاً ، وباطلاً ظالماً مشنَّعاً ، وأُمّة لا يمكن لها أن تركع أمام ذاك الظالم الغشوم ، والحاكم اللعين الظلوم ، بل يجب أن تنهض بوجهه وتقول له مع الإمام الحسين (عليه السّلام) : (( لا والله ، لا أُعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفرّ فرار العبيد ))(2) .
فالإمام (عليه السّلام) علّمنا أبجديّات الثورات التصحيحيّة ، والنهضات التقويميّة في هذه الأُمّة المرحومة ، ولولا دماء الحسين (عليه السّلام) لصار الإسلام أشنع وأبشع من كلّ الأديان السابقة عليه من التحريف والتبديل والتغيير والتحوير .
نعم ، إنّ نهضة المولى الحسين بن علي (عليه السّلام) سلميّة بكلّ معانيها ومبانيها ، ولولا تلك الروح الطامحة إلى الإصلاح لما أخذ معه أهله ونساءه وبناته وأطفالهم جميعاً ، ومَنْ يفكّر أن يثور على حكم قوي مثل الحكم الأموي في بدايته ببضعة رجال لا يزيدون على المئة في أعظم الروايات ؟
نعم ، إنّها نهضة تربويّة ، أخلاقيّة ، إسلاميّة ، رحمانيّة ، عالية النفس والمضمون ، وليست إلاّ صراحة في وجه الأُمّة النائمة ؛ لكي تصحو من غفلتها ، وتنهض من كبوتها .
تذكّرت طريفة سمعتها في محاضرة لمفتي حلب الشيخ أحمد بدر حسون وهو من علماء السنة ، يقول فيها : ذهبت لحجّ بيت الله الحرام فزرت المدينة المنوّرة ، وفي إحدى الأيّام سلّمت على شاب فلم يردّ عليّ السّلام ، فكرّرت ذلك ، ولم يجب !
فسألته : أخي ، لماذا لا تردّ السّلام وهو واجب ؟!
فأجاب بغضب : لأنّ لحيتك ليست بطويلة ، وثوبك ليس بقصير !
.
2 ـ تحف العقول / 177 ، موسوعة البحار 78 / 120 ح18 ، أعيان الشيعة 1 / 621 .
1 ـ تحف العقول / 177 ، موسوعة البحار 78 / 120 ح17 .
2 ـ تحف العقول / 175 ، موسوعة البحار 78 / 117 ح6 .
1 ـ مستدرك الوسائل 8 / 359 .
2 ـ بحار الأنوار 44 / 191 ، مناقب ابن شهر آشوب 4 / 68 ، وفي رواية أخرى : (( ولا اُقرُّ لكم إقرار العبيد )) .
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
سلام الله عليك ياأبا عبدالله
وعظم الله أجوركم باستشهاد المعذب بقعر السجون الإمام موسى الكاظم عليه السلام
وجزاكم الله ألف خير أختي الكريمة قدسية الزهراء
طرح قيم ومعلومات مفيدة
حفظكم الله ورعاكم وقضى حوائجكم
موفقين لكل خير
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .. ولا حَولْ ولاقُوة الا بالله العلي العظيم )
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الابرار الاخيار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظكم الله وسددكم وأنار دربكم بنور الإيمان
شكرا لجهودكم وعطاؤكم الوفير
اللهم صل على محمد وال محمد الابرار الاخيار
نسألكم الدعاء
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
عظم الله آجورنا وآجوركم بوفاة آلآمام الكاظم عليه السلام
حبيبتي قدسية الزهراء في ميزان حسناتك آن شاء الله
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة قدسية الزهراء على هذا الطرح ,
الله يعطيك ألف عافية .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد