للهم صل على محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
الجــزء الــثاني
تكملة لكلام سيدنا ومولانا عالم آل محمد عليهم الصلاة والسلام
الإمام الرضا عليه الصلاة والسلام في
( معنى مصطلح الإمام عليه السلام في الإسلام)
بالإمــام
تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد ، وتوفير الفئ والصدقات ، وإمضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف .
الإمــام
يحل حلال الله ، ويحرم حرام الله ، ويقيم حدود الله ، ويذب عن دين الله ، ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، والحجة البالغة .
الإمــام
كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم ، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والأبصار .
الإمــام
البدر المنير ، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى ، وأجواز البلدان والقفار ، ولجج البحار .
الإمــام
الماء العذب على الظمأ ، والدال على الهدى ، والمنجي من الردى.
الإمــام
النار على اليفاع ، الحار لمن اصطلى به ، والدليل في المهالك ، من فارقه فهالك ،
الإمــام
السحاب الماطر ، والغيث الهاطل، والشمس المضيئة ، والسماء الظليلة ، والأرض البسيطة ، والعين الغزيرة ، والغدير والروضة .
الإمــام
الأنيس الرفيق ، والوالد الشفيق ، والأخ الشقيق ، والأم البرة بالولد الصغير ، ومفزع العباد في الداهية النآد.
الإمــام
أمين الله في خلقه ، وحجته على عباده ، وخليفته في بلاده ، والداعي إلى الله ، والذاب عن حرم الله .
الإمــام
المطهر من الذنوب ، والمبرأ عن العيوب ، المخصوص بالعلم ، الموسوم بالحلم نظام الدين ، وعز المسلمين ، وغيظ المنافقين ، وبوار الكافرين .
الإمــام
واحد دهره ، لا يدانيه أحد ، ولايعادله عالم ، ولايوجد منه بدل ، ولا له مثل ولا نظير ، مخصوص بالفضل كله ، من غير طلب منه له ولا اكتساب ، بل اختصاص من المفضل الوهاب .
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ، أو يمكنه اختياره؟!!
هيهات هيهات ،
ضلت العقول ، وتاهت الحلوم ، وحارت الألباب ، وخسئت العيون ، وتصاغرت العظماء، وتحيرت الحكماء، وتقاصرت الحلماء، وحصرت الخطباء، وجهلت الألبَّاء ، وكلَّت الشعراء ، وعجزت الأدباء ، وعييت البلغاء ، عن وصف شأن من شأنه ، أو فضيلة من فضائله ، وأقرت بالعجز والتقصير !
وكيف يوصف بكله ، أو ينعت بكنهه ، أو يفهم شئ من أمره ، أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه ؟
لا كيف ؟وأنى؟
وهو بحيث النجم من يد المتناولين ، ووصف الواصفين،
فأين الاختيار من هذا؟
وأين العقول عن هذا ؟
وأين يوجد مثل هذا؟!
أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
كذبتهم والله أنفسهم، ومنَّتهم الأباطيل فارتقوْا مرتقىً صعباً دحِضاً، تزلُّ عنه إلى الحضيض أقدامهم راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة ، وآراء مضلة ، فلم يزدادوا منه إلا بعداً:
وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ
( سورة التوبة: 30)
ولقد راموا صعباً ، وقالوا إفكاً ، وضلوا ضلالاً بعيداً ، ووقعوا في الحيرة ، إذ تركوا الإمام عن بصيرة: وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ
(سورة العنكبوت: 38).