بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س1 : الزهراء هي المرأة الأولى في العالم الإسلامي بل في العالم بأسره ، لماذا عاشرت الدنيا بهذا العمر الزماني القصير – اقل من 20 سنة على الأقوى – هل كانت هذه الفترة كافية لرسم معالم النموذج النسائي الكامل ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الصديقة الزهراء (عليها السلام) أم أبيها ؛ البنت الوحيدة من بناته (ص) التي استأثرت بهذا اللقب – لقب أم أبيها – من ابيها ، واجهت الفتنة الكبرى بعد وفاة رسول الله (ص) و عاشت هذه الفتنة بكل قلبها الكبير ، بكل أحاسيسها و مشاعرها ، و هي كانت تعلم ،بما رزقها الله من بصيرة ، تعلم امتداد و عمق هذه الفتنة ؛ كانت ترى تبعات هذه الفتنة عبر آلاف السنين المتمادية إلى أن يظهر الإمام المهدي حفيدها (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، كانت تعي و تفهم ،بما رزقها الله من البصيرة ،هذه الفتنة و امتدادها و عمقها و آثارها في تأريخ الإسلام ، لذلك حملت همّ هذه الفتنة في قلبها الكبير ، و عاشت ظروف هذه الفتنة و اكتوت بنارها . و ليست معايشتها لهذه الفتنة كما يعيشها أناس ببصيرة محدودة ، كانت تنظر إلى هذه الفتنة التي دخلت على المسلمين ؛ برؤية ثاقبة نفّاذة و بصيرة ثاقبة بعيدة المدى تخترق المستقبل ، كانت تنظر التأريخ ، تنظر المستقبل في امتداده الطويل ، وقد كانت هذه الفتنة التي اكتوت بنارها و حملت همّها و واجهت ضغوطها ؛ كانت السبب الأساس و العامل الرئيس في قصر عمرها الشريف (عليها السلام) ، وفي التعجيل بأجلها وحرمان الامة من بركات وجودها عليها السلام.
أمّا الشقّ الثاني من السؤال : هل تكفي هذه الفترة القصيرة التي عاشتها من عمرها الشريف و هي أقل من العشرين في أغلب الظن هل تكفي هذه الفترة لكي تكتسب المرأة المسلمة في كل العصور منها (عليها السلام) نموذجاً مضيئاً للمرأة المسلمة في كل أبعادها ؟
أقول : نعم ، و أقول : لا .
أقول نعم : لأنها عاشت مع المسلمين فترة ةإن كانت قصير غير انها كفلت تعرف المسلمين عليها( سلام الله عليها) ، و انعكس سلوكها و حديثها و مواقفها على صفحات السيرة و التاريخ ؛ وهذه الفترة كافية ، و إذا كانت المرأة المسلمة و إذا كان المسلمون يريدون أن يتعرفوا من خلالها عليها السلام على نموذج الإنسان المسلم (أولاً) و المرأة المسلمة (ثانياً) ؛ فإن حياتها تستوفي مثل ذلك .
وأقول لا ؛ لأنها لو امتدّ بها العمر لكان هذا الانعكاس في التأريخ و السيرة أقوى و أشد ، وكان هذا الانعكاس في التأريخ و السيرة ؛ في حديثها ، مواقفها ، كلامها ؛ سيوفق بدرجة اكبر في إيجاد النموذج الكامل للمرأة المسلمة و للإنسان المسلم ، إذ أنها تشكل النموذج المعصوم نموذج الإنسان الكامل و المرأة الكاملة ، وكلما كان يطول بقاءها في المجتمع يكون انعكاساته أقوى و أكثر و أفضل ؛ فلذلك لو كان يقدّر للصديقة الزهراء (عليها السلام) أن تعيش أطول في أجواء المسلمين ، في أجواء مفتوحة كان أفضل للمسلمين و أدعى لتوفير فرصة اكتساب المثال و القدوة و الأسوة منها (عليها السلام) ، لكن الله سبحانه و تعالى شاء و لا راد لمشيئته أن يمتحن الله المسلمين بهذه الفتنة ؛ التي نعيش إلى اليوم آثارها وتبعاتها .
وأحب أن أضيف قبل أن أتجاوز هذه النقطة وان اعرب عن ألمنا و أسفنا لهذه الفتنة التي حدثت يومئذ بين المسلمين ، و لكننا نعتقد أن الإثارة غير العلمية ، الإثارة العاطفية ، و الإثارة الانفعالية لهذه الفتنة ، لها مردود سلبي و سيء على المسلمين ، و نحن يجب ان نتعامل مع هذه الفتنة من موضع العلم و العقل حتى نحفظ بوحدة كلمة المسلمين و مصلحة الصف الإسلامي و مصلحة الموقف الإسلامي و نرى أن أية إثارة غير علمية ؛ تودي إلى تشطير الصف الإسلامي و تشظّي الموقف الإسلامي ، و تثير المشاكل في العالم الإسلامي مما يشكل ضرراً و خطراً واقعياً لهم ، نعم إن الدراسة العلمية و الموضوعية القائمة على العلم و العقل ليست ضارة – لا تضر و لا تثير مشكلة – كما كان هو شأن علمائنا عندما يتعرضون لموضوع الفتنةمن خلال دراسة موضوعية عملية متأنية وممعنة دقيقة و واعية ، من خلال العلم و المعرفة من دون انفعال و من دون إساءة و من دون إثارة حادة تؤدي إلى بعث الفتنة في عالمنا الإسلامي اليوم مرة أخرى..
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س1 : الزهراء هي المرأة الأولى في العالم الإسلامي بل في العالم بأسره ، لماذا عاشرت الدنيا بهذا العمر الزماني القصير – اقل من 20 سنة على الأقوى – هل كانت هذه الفترة كافية لرسم معالم النموذج النسائي الكامل ؟
الجواب :
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الصديقة الزهراء (عليها السلام) أم أبيها ؛ البنت الوحيدة من بناته (ص) التي استأثرت بهذا اللقب – لقب أم أبيها – من ابيها ، واجهت الفتنة الكبرى بعد وفاة رسول الله (ص) و عاشت هذه الفتنة بكل قلبها الكبير ، بكل أحاسيسها و مشاعرها ، و هي كانت تعلم ،بما رزقها الله من بصيرة ، تعلم امتداد و عمق هذه الفتنة ؛ كانت ترى تبعات هذه الفتنة عبر آلاف السنين المتمادية إلى أن يظهر الإمام المهدي حفيدها (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ، كانت تعي و تفهم ،بما رزقها الله من البصيرة ،هذه الفتنة و امتدادها و عمقها و آثارها في تأريخ الإسلام ، لذلك حملت همّ هذه الفتنة في قلبها الكبير ، و عاشت ظروف هذه الفتنة و اكتوت بنارها . و ليست معايشتها لهذه الفتنة كما يعيشها أناس ببصيرة محدودة ، كانت تنظر إلى هذه الفتنة التي دخلت على المسلمين ؛ برؤية ثاقبة نفّاذة و بصيرة ثاقبة بعيدة المدى تخترق المستقبل ، كانت تنظر التأريخ ، تنظر المستقبل في امتداده الطويل ، وقد كانت هذه الفتنة التي اكتوت بنارها و حملت همّها و واجهت ضغوطها ؛ كانت السبب الأساس و العامل الرئيس في قصر عمرها الشريف (عليها السلام) ، وفي التعجيل بأجلها وحرمان الامة من بركات وجودها عليها السلام.
أمّا الشقّ الثاني من السؤال : هل تكفي هذه الفترة القصيرة التي عاشتها من عمرها الشريف و هي أقل من العشرين في أغلب الظن هل تكفي هذه الفترة لكي تكتسب المرأة المسلمة في كل العصور منها (عليها السلام) نموذجاً مضيئاً للمرأة المسلمة في كل أبعادها ؟
أقول : نعم ، و أقول : لا .
أقول نعم : لأنها عاشت مع المسلمين فترة ةإن كانت قصير غير انها كفلت تعرف المسلمين عليها( سلام الله عليها) ، و انعكس سلوكها و حديثها و مواقفها على صفحات السيرة و التاريخ ؛ وهذه الفترة كافية ، و إذا كانت المرأة المسلمة و إذا كان المسلمون يريدون أن يتعرفوا من خلالها عليها السلام على نموذج الإنسان المسلم (أولاً) و المرأة المسلمة (ثانياً) ؛ فإن حياتها تستوفي مثل ذلك .
وأقول لا ؛ لأنها لو امتدّ بها العمر لكان هذا الانعكاس في التأريخ و السيرة أقوى و أشد ، وكان هذا الانعكاس في التأريخ و السيرة ؛ في حديثها ، مواقفها ، كلامها ؛ سيوفق بدرجة اكبر في إيجاد النموذج الكامل للمرأة المسلمة و للإنسان المسلم ، إذ أنها تشكل النموذج المعصوم نموذج الإنسان الكامل و المرأة الكاملة ، وكلما كان يطول بقاءها في المجتمع يكون انعكاساته أقوى و أكثر و أفضل ؛ فلذلك لو كان يقدّر للصديقة الزهراء (عليها السلام) أن تعيش أطول في أجواء المسلمين ، في أجواء مفتوحة كان أفضل للمسلمين و أدعى لتوفير فرصة اكتساب المثال و القدوة و الأسوة منها (عليها السلام) ، لكن الله سبحانه و تعالى شاء و لا راد لمشيئته أن يمتحن الله المسلمين بهذه الفتنة ؛ التي نعيش إلى اليوم آثارها وتبعاتها .
وأحب أن أضيف قبل أن أتجاوز هذه النقطة وان اعرب عن ألمنا و أسفنا لهذه الفتنة التي حدثت يومئذ بين المسلمين ، و لكننا نعتقد أن الإثارة غير العلمية ، الإثارة العاطفية ، و الإثارة الانفعالية لهذه الفتنة ، لها مردود سلبي و سيء على المسلمين ، و نحن يجب ان نتعامل مع هذه الفتنة من موضع العلم و العقل حتى نحفظ بوحدة كلمة المسلمين و مصلحة الصف الإسلامي و مصلحة الموقف الإسلامي و نرى أن أية إثارة غير علمية ؛ تودي إلى تشطير الصف الإسلامي و تشظّي الموقف الإسلامي ، و تثير المشاكل في العالم الإسلامي مما يشكل ضرراً و خطراً واقعياً لهم ، نعم إن الدراسة العلمية و الموضوعية القائمة على العلم و العقل ليست ضارة – لا تضر و لا تثير مشكلة – كما كان هو شأن علمائنا عندما يتعرضون لموضوع الفتنةمن خلال دراسة موضوعية عملية متأنية وممعنة دقيقة و واعية ، من خلال العلم و المعرفة من دون انفعال و من دون إساءة و من دون إثارة حادة تؤدي إلى بعث الفتنة في عالمنا الإسلامي اليوم مرة أخرى..
