بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
لك أن تسأل من باب ( رَبِّ زدْني عِلماً ) (1) :
لماذا يوم القيامة ؟ وهل هو من الضرورة و الحاجة ؟
أقول : تفكّر فيما يلي من الأدلة القرآنية و العقلية , فهنا أربعة أمور :
أولا : إن هذا الوجود الذي أوجده الله للإنسان , هل من الحكمة فيه أن ينتهي الإنسان بلا نتيجة ؟
و القرآن يقول ( أَفَحَسِبتُم أنَّمَا خَلقْناكُم عَبَثاً وَ أنّكُم إلَيْنا لا تُرجَعُون ) (2)
ثانيا : بناء على ذلك و حتى يصل الإنسان إلى الهدف الأكبر من وجوده لابد من إحيائه بعد موته لإعطائه النتيجة , أليس هذا ما يحكم به العقل ؟
قال الله تعالى ( وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ) (3) .
ثالثا : هل من العدالة أن يساوي الله بينك و بين من ظلمك في الدنيا و أنت لم تستطع أن تأخذ منه حقك ؟ ليس هذا من العدل طبعا .
و لذلك يقول الله تعالى ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) (4) .
رابعا : إن يوم القيامة عند الله يعني الوفاء بما وعد المظلوم , ويعني فضله وعطاؤه , ويعني قدرته وعظمته , ويعني رحمته و عدله , ويعني غلبته على طغاة التاريخ وانتصار وعده الحق و نهاية المطاف مع المخلوق . وبعد هذا فما قيمة الذي لا يؤمن بيوم القيامة ليعطل الله هذه الأهداف و الأمور من أجله ؟
( قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) (5) .
فالله الرحمن الرحيم وهو أكرم الأكرمين يريد القيامة لينعش برحمته الواسعة كل مظلوم ويعيد إليه حقه المهدور ويريه عدله الموعود ويخزي دعوى المنكرين : ( وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) (6) .
( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ) (7) .
المصدر : سفر الآخرة للشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
1- سورة طه / 114
2- سورة المؤمنون /115
3- سورة النجم/39-42
4- سورة الجاثية / 21
5- سورة الأنعام / 12
6- سورة الإنفطار / 4-5
7- سورة يس /52-64
و صلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تحتي
مسك النبي يالهادي
اللهم صل على محمد وآل محمد
لك أن تسأل من باب ( رَبِّ زدْني عِلماً ) (1) :
لماذا يوم القيامة ؟ وهل هو من الضرورة و الحاجة ؟
أقول : تفكّر فيما يلي من الأدلة القرآنية و العقلية , فهنا أربعة أمور :
أولا : إن هذا الوجود الذي أوجده الله للإنسان , هل من الحكمة فيه أن ينتهي الإنسان بلا نتيجة ؟
و القرآن يقول ( أَفَحَسِبتُم أنَّمَا خَلقْناكُم عَبَثاً وَ أنّكُم إلَيْنا لا تُرجَعُون ) (2)
ثانيا : بناء على ذلك و حتى يصل الإنسان إلى الهدف الأكبر من وجوده لابد من إحيائه بعد موته لإعطائه النتيجة , أليس هذا ما يحكم به العقل ؟
قال الله تعالى ( وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41) وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى ) (3) .
ثالثا : هل من العدالة أن يساوي الله بينك و بين من ظلمك في الدنيا و أنت لم تستطع أن تأخذ منه حقك ؟ ليس هذا من العدل طبعا .
و لذلك يقول الله تعالى ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) (4) .
رابعا : إن يوم القيامة عند الله يعني الوفاء بما وعد المظلوم , ويعني فضله وعطاؤه , ويعني قدرته وعظمته , ويعني رحمته و عدله , ويعني غلبته على طغاة التاريخ وانتصار وعده الحق و نهاية المطاف مع المخلوق . وبعد هذا فما قيمة الذي لا يؤمن بيوم القيامة ليعطل الله هذه الأهداف و الأمور من أجله ؟
( قُل لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُل لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ ) (5) .
فالله الرحمن الرحيم وهو أكرم الأكرمين يريد القيامة لينعش برحمته الواسعة كل مظلوم ويعيد إليه حقه المهدور ويريه عدله الموعود ويخزي دعوى المنكرين : ( وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4) عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ ) (6) .
( قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ (57) سَلامٌ قَوْلا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ (60) وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ ) (7) .
المصدر : سفر الآخرة للشيخ عبدالعظيم المهتدي البحراني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
1- سورة طه / 114
2- سورة المؤمنون /115
3- سورة النجم/39-42
4- سورة الجاثية / 21
5- سورة الأنعام / 12
6- سورة الإنفطار / 4-5
7- سورة يس /52-64
و صلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
تحتي
مسك النبي يالهادي
