اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
مراتب الإخلاص:
أولى مراتب الإخلاص هي أن يكون الهدف من إطاعة الأمر الإلهي الواجب أو المستحب هو الوصول إلى الثواب الذي وعد الله به المطيعين, وبعبارة أخرى يعبد ربه بإطاعة أمره على أمل أن يمن الله عليه بما وعد المطيعين, سواءاً كان طلبه ثواباً أخروياً كالجنة أو ثواباً دنيوياً كالتوسعة في الرزق التي تحصل من صلاة الليل, أو نزول المطر من صلاة الإستسقاء, أو تحقق حاجة من صلاة الحاجة, في جميع هذه الموارد... كلما صلى لإطاعة أمر الله - الذي بينه المعصوم فقال: إذا صليت كذا فلك كذا - فصلاته صحيحة طبعاً, رغم أن الداعي والهدف من إطاعة أمر الله الحصول على الثواب الذي أعطي على هذا العمل أو اجتناب العذاب المترتب على تركه والخلاصةأن الشوق إلى الثوب أو الخوف ن العقاب إذا كان سبباً لحمل الإنسان على امتثال ما أمر الله به فعمله صحيح وليس منافياً للإخلاص.
إذا كان الهدف من العبادة خواصها
:
صحة كل عبادة واجبة كانت أم مستحبة تتوقف على أن يكون المحرك للإتيان بها هو فقط طاعة الله أي يأتي بها لأن الله أمر بها, وإذا كان المحرك للإنسان نحو العمل أمراً دنيوياً ونفسانياً كالرياء والضمائم التي ذكرت فالعمل باطل.إذن... إذا كان الداعي للعمل هو الإطاعة فقط فالعمل صحيح, وحيث أن لإطاعة أمر الله خواصّاً ومنافع أخبر بها الشرع, فكل واحدة من تلك الخواص والمنافع إذا أصبحت سبباً في إطاعة الإنسان لأمر الله ليحصل على تلك الخاصية, فالعمل صحيح ويحصل على ما أراد.
مثلاً: شخص فقير يحب سعة الرزق, يسمع أن الشرع أمر بصلاة أحد عشر ركعة في النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر وقال: إن هذا سبب لسعة الرزق, فتوضأ وصلى تلك الصلاة وعبد ربه, طبعاً هذا العمل صحيح وسيحصل من الله تعالى على ما أراد.
وآخر ملأ الخوف كيانه من عقبات البرزخ والقيامة ومنازلها, وشدة عذاب النار والتفكير في هذه الحالات وأصبح يعيش الإضطراب والقلق وسمع أن الإمام عليه السلام قال: صلاة الليل نور في القبر والبرزخ والقيامة والصراط وجنة من النار, فينهض في ذلك الوقت من الليل ويصلي على أمل أن تنجيه هذه الصلاة, طبعاً صلاته صحيحة لأنه صلاها بقصد إطاعة أمر الله وسيصل إلى ما أمله من الله أي النجاة من شدائد الآخرة.
وثالث تذكر الجنة والثواب الأخروي والعفو الإلهي, فاشتاق إلى ذلك.
وسمع أنه إذا أطاع شخص أمر الله وصلى صلاة الليل فإن له من الثواب الإلهي كذا وكذا, وأصبح نتيجة ذلك مستعداً لإطاعة ذلك الأمر وعبادة الله فإن الله تعالى يعطيه ما أمل.
مقتطفات من كتاب القلبُ السَّليم للسَّيّد عَبْد الحُسَيْن دَسْتغيْب
وفقكم الله تعالى ببركة وسداد اهل البيت عليهم السلام