بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
عندما نتصفح تاريخ الشعائر الحسينية نجد في شهرمحرم العظيم عجائب كثيرة ونقرأ فيه قضايا محيرة للعقول ومن تلك القضايا قضية حدثت قبل حوالي مئة وعشرين عاماً في إحدى قرى الهند:
فقد كان يعيش بين عوائلها عائلة شيعية واحدة فقط، مؤلفة من أب وأم وابن واحد في العقد الثاني من حياته، وكانوا رغم دخلهم الاقتصادي الضعيف يجمعون طيلة السنة من أموالهم شيئاً فشيئاً ما يقيمون به مأتماً حسينياً في أيام عاشوراء، فيشترك في مجلسهم هذا أهل القرية وأهالي القرى المجاورة وكلهم من غير الشيعة فيأخذ الأب كتاباً يقرأ فيه من بعض المقاطع من مصائب الإمام الشهيد ويبكي ويُبُكي الناس ثم يختم المجلس بوجبة طعام بسيطة.
فأحس بعض أعداء أهل البيت (عليهم السلام) بخطورة هذا المجلس عليهم حيث سيسبب الهداية لكثير من الحاضرين، ففي ليلة مظلمة هجموا على بيته فأضرموا النار في بيته ليحرقوا هذه العائلة الشيعية الوحيدة في تلك القرية، إلا أن الله جل وعلا أنقذهم، فوجدوا طريقاً للنجاة فخرجوا من القرية أياماً وبعدما عادوا وجدوا دارهم لم يبق منها إلا جدران والسقف فقط. فبدؤوا حياتهم من جديد فاشتروا بعض الأمتعة التي تمكنهم من المعيشة في تلكم الدار فأرجعوا الأبواب والنوافذ ووسائل الإنارة والفرش و... وإذا بهم يرون أنفسهم على أبواب شهر محرم الحرام ولا يزال البيت يعاني من نواقص في الأمتعة الأولية. ووجدوا أيديهم خالية عما يريدون أن يقيموا به مأتم عاشوراء، وسيطر الهمّ على العائلة الثلاثية، حيث رأوا أنفسهم في ضيقة، فمن جهة لا يريدون ترك المأتم ومن جهة أخرى ليس لديهم ما يقيمون به هذا المجلس.
لكنهم أبوا أن يستسلموا وصمموا على أن يعقدوا المجلس مهما كلفهم من أتعاب، فذهبوا إلى بعض ذويهم ليقترضوا منهم لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، فسعوا في أن يؤجروا أنفسهم في أعمال كانت صعبة ولكن يجب أن يأخذوا الأجرة قبل العمل حتى يمكنهم إقامة العزاء ولكن هذه المحاولات أيضاً لم تثمر إلا الخيبة، وحاولوا إلى أن اقترب الشهر المحرم وسيطر عليهم اليأس، فجلسوا في البيت وقد خيم عليهم الصمت وإذا بالأب يكسر صوت حاجز الصوت فصرخ: وجدت! ثم سكت.
ماذا وجدت؟
لا شيء.
وفي منتصف الليل أيقظ الأب زوجته - والابن نائم - فقال لها: إنني أريد أن أقول لك ما في نفسي ولكن أرجو أن لا تفزعي.
قالت له: قل ما بدا لك.
فقال: إني كلما فكرت لم أجد طريقاً لإقامة المأتم إلى أن خطرت ببالي طريقة لتحصيل الأموال وهو أن نبيع شيئاً ثميناً لنا.
ما ذلك الشيء الثمين؟
أرجو أن لا تفزعي من كلامي!
قل ما هو؟
ذلك الشيء الثمين هو ابننا.
إن الحسين بن علي (عليهما السلام) ضحى بمهج إخوانه وأبنائه حتى الرضيع فقتلوا في سبيل الله، فإذا ضحينا بابننا في سبيل أحياء ذكراه لم نكن قد صنعنا إلا شيئاً يسيراً، ولم نكن قد أدينا حتى عشراً من معشار حق الحسين (عليه السلام)، وأنا غير مصرّ على بيع ابننا لكن الطريق الوحيد لإقامة هذا المأتم هو بيع هذا الشيء الثمين، فإن قبلتِ بعناه وإلا فلن نقيم المأتم في هذه السنة.
فجعلت الأم تبكي وجرى دموع الأب وبعد بكاءٍ طويل وإذا بالأم قالت ودموعها تنهمل على وجهها: أنا راضية بذلك فابني فداء للحسين (عليه السلام). ولكن يا ترى هل يرضى ولدنا أم لا؟
فقال الأب: أنا سأحادثه في الأمر.
وفي الصباح
يا بني: أنت تعلم أن حق الإمام الحسين (عليه السلام) كبير على كل مسلم بحيث إذا فديناه بأرواحنا وبأبنائنا لم نكن قد أدينا من حقه إلا القليل، وقد رأينا (أنا وأمك) أن نبيع شيئاً ثميناً. نعم، لدينا شيئاً أثمن من كل ثمين، ولكن هل ترضى أن تضحي به؟
أنا مستعد بأن أضحي بنفسي للحسين (عليه السلام).
هل أنت مستعد بأن تضحي بنفسك؟
نعم يا أبه.
ونحن جميعاً أن نضحي بك وأن نبيعك وبتلك الأموال نقيم العزاء.
تبيعوني؟!
ألم تقل أنك على استعداد بأن تضحي بنفسك؟
أطرق الابن برأسه وجرت دموعه وبعد قليل قام من مكانه وقال: يا أبه بعني وعجل بذلك قبل أن يغوينا الشيطان فيصرفنا عن ذلك.
جرت دموع الأب وقال له: ودّع أمك. فاعتنق أمّه وارتفعت أصواتها بالبكاء ثم تركها وقال: يا أبه عجّل قبل أن يفوت الأوان فخرج وهو يودع أمه بالدمع، وودعته بقطرات دموعها التي كانت تسقط على الأرض، فخرج الأب وابنه وذهبا، ووقفت الأم عند الباب وهي تنظر النظرات الأخيرة إلى ابنها الوحيد، فابتعدا حتى غابا عن نظرها، فدخلت الدار وارتفع صوتها بالبكاء.
وعندما وصل الأب وابنه إلى مفترق الطرق وقفا فقال الأب: إذا بعتك فلا تقل لمن اشتراك إنك ابني، فإنه ربما يرجعك ويسترجع الأموال.
طاعة يا أبه. ثم تعانقا - وهما يبكيان - ساعة. وبعد فترة إذا براكب وقف عندهما وقال: ما شأنكما؟
قال الأب: أريد أن أبيع هذا.
لماذا تريد أن تبيعه؟ هل فيه نقص؟
كلا ولكني بحاجة إلى ثمن.
بكم تبيعه؟
أبيعه بكذا
أشتريته.
فأخذ الأب الأموال، وركب الشاب مع المشتري وذهب، ولم يكن للأب إلا أن ودع ابنه بدموع منهملة إلى أن اختفي عن نظره.
فرجع إلى الدار باكياً، ذهب مع ابنه ورجع ولا ابن معه، فدخل الدار وعندما رأته زوجته، انفجرت بالبكاء، وارتفع صوت الأب بالبكاء.
وبعد ساعة
وإذا بالباب يطرق
من الطارق؟
أنا، أنا رجعت
هذا صوت ابنهما! أسرعا إلى الباب.
ما الذي جرى هل أخبرته بأنك ابني فأرجعك ويريد أن يأخذ الأموال؟
كلا لم أقل له ذلك ولكن عندما ابتعدنا عنك قال لي: من ذلك الذي باعك؟ قلت له: أنه سيدي قال لي: انزل من على الفرس وأرجع إلى دارك وأقم العزاء مع أمك وأبيك كعادتكم في كل عام وذهب هو ورجعت أنا.
فأقامت العائلة الثلاثية المجلس في حيرة من أهل القرية الذين شهدوا ما جرى عليهم وأنهم لم يكن عندهم ما يقيمون به العزاء، وعندما علموا بما جرى اقبلوا يعتنقون مذهب أهل البيت عليهم السلام ووصلت الأنباء إلى القرى الأخرى حتى استبصر على أثره الكثيرون. السيد أحمد الشيرازي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
جزاك الله ألف خير أختي الكريمة هدية فاطمة
على الطرح المؤثر الذي تقشعر منه القلوب والأبدان
السلام عليك يا أبا عبدالله الحسين ورحمة الله وبركاته
موفقين لكل خير أختي
﴿إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .. ولا حَولْ ولاقُوة الا بالله العلي العظيم )
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرج وليهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
موفقة لكل خير .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي هدية فاطمة وفقكِ الله لكل خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرج وليهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
موفقة لكل خير .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد