بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم يا كريم
لقد اعتبر بعض العرفاء « وجود اللّه » في العالم أمراً بديهياً، وادّعوا بأنّ استنباط هذه الحقيقة من آيات القرآن والوقوف عليها استنباط واضح ولا يحتاج إلى الاستدلال عليه والتفكير مطلقاً.
وكأنّ «توماس كارليل» الفيلسوف الانجليزي قد انتزع مقالته التالية من هذا التصور والاعتقاد إذ قال:
إنّ الذين يريدون إثبات وجود اللّه بالبرهان والدليل ما هم إلاّ كالذي يريد الاستدلال على وجود الشمس الساطعة الوهّاجة بالفانوس. (1)
ولدى مراجعة الآيات القرآنية والأدعية الواردة عن أهل بيت النبي (عليهم السَّلام) يمكن الوقوف على إشارات جلية إلى هذا المطلب، ونعني بداهة «وجود اللّه». (2)
ومن ذلك قوله تعالى: (أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ) (3).
فما يمكن أن يكون إشارة إلى قضية «بداهة وجود اللّه» في هذه الآية هو قوله: (أَفِي اللّهِ شَكٌّ) في حين أنّ المقطع التالي من الآية أعني قوله: (فَاطِرِ السَّموَاتِ وَالأرْضِ) يعتبر دليلاً مستقلاً على وجود اللّه كما سيأتي توضيحه وبيانه فيما بعد.
وكما يمكن أن تكون الآية المذكورة إشارة إلى «بداهة وجود اللّه» كذلك يستفاد ذلك من الآية التالية التي تصف اللّه بالظهور إذ تقول: (هُوَ الأوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيء عَلِيمٌ) (4).
كما ويمكن استفادة إشارات واضحة إلى هذا الأمر من دعاء الإمام أبي عبد اللّه الحسين بن علي سيد الشهداء (عليه السَّلام)، ومناجاته يوم عرفة مع ربه إذ يقول:
«كيف يستدل عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك؟!
أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟!
متى غبت حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟!
ومتى بعدت حتى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟!
عميت عين لا تراك عليها رقيباً ».
ويقول ( عليه السَّلام ) في ختام دعائه :
«يا من تجلّ ـ ى بكمال بهائه، كيف تخفى وأنت الظاهر؟!
أم كيف تغيب وأنت الرقيب الحاضر؟» (5).
ولكن لابد أن نعلم أنّه لا تنافي بين « بداهة وجود اللّه» و «فطرية الإيمان به» فلا مانع من أن يكون وجود اللّه بديهياً ويكون الإيمان بوجوده فطرياً أيضاً.
وفي الحقيقة فإنّ بداهة وجود اللّه ما هي إلاّ نتيجة فطريته، لأنّ أحد أقسام البديهي هو: «الفطريات» كما هو واضح لمن يراجع هذا البحث في محله (6).
ولأجل ذلك لا مانع من أن تكون مسألة وجود اللّه بديهية وفطرية في آن واحد وما ذلك إلاّ لأنّ الإيمان بوجوده تعالى قد امتزج بوجداننا وبفطرتنا، ولذلك يبدو وجوده لنا في صورة الأمر البديهي.
1 ـ گلشن راز : 51.
2 ـ ليس المراد من البداهة أن لا يختلف فيه اثنان أو لا يحتاج إلى تذكير مذكر بل للبداهة مراتب بعضها يحتاج إلى تذكير مذكر أو إشارة مشير، وربما يحتاج التصديق به إلى تخلية النفس من الرواسب والآراء السابقة، ولأجل ذلك لا مانع من أن يكون وجود اللّه معنى بديهياً وإن اختلف فيه الناس والفلاسفة.
3- إبراهيم : 9.
4 ـ الحديد : 3.
5 ـ راجع كتاب الأدعية في دعائه ( عليه السَّلام ) يوم عرفة.
6 ـ بحث « مواد الأقيسة » وهذا البحث من المباحث الهامة جداً في علم المنطق ، ولكنّ المتأخرين لم يهتموا به كما ينبغي مع الأسف ، وقد انفرد العلاّمة الحلي فقط في كتابه « الجواهر النضيدة » بهذا المبحث.
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على من نرتجيها ليوم الفزع الأكبرالسلام على بديعة الوصف والمنظر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي جنة المتقين وفقك الله لكل خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين و عجل فرج وليهم يا كريم ,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شكرا جزيلا لك أختي الكريمة على هذا الطرح ,
موفقة لكل خير .
اللهـم صـل علـى محمـد وآل محمـد
ربي يجزاك خير الجزاء أختي جنة المتقين على الطرح الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع
في ميزان اعمالكم
حفظكم الله تعالى من شر الجن والانس مع شيعة محمد وال محمد