سر عظمة الزهراء (ع) هناك تساؤل أساسي حول الزهراء (ع) وهو: من أين استمدت قيمتها؟ وما هو منشأ عظمتها؟ ليس بمقدورنا أن نحيط بالزهراء (ع) وعظمتها فالخلق مفطومون عن معرفتها ، غير أن متابعة بعض القيم السامية التي وضعها أهل البيت (ع) لتقييم الأفراد وبيان تفاضلهم كالمعرفة واليقين والعمل ترشدنا إلى أنها فاقت العالمين رجالا ونساء (باستثناء أبيها وزوجها) في تلك الكمالات، ففي مجال المعرفة والعلم يكفيها أن جبرائيل كان ينزل إليها ويخاطبها مدة عيشها بعد رسول الله (ص) والمقدرة بـ 75 يوما، وأن الملائكة كانت تحدثها، فهي في اتصال مباشر مع السماء، تتلقى المعارف الحقة التي لا يطرأ عليها خطأ واشتباه، وهي من هذه الجهة تسمى المحدثة العليمة.
ولنا في خطبها التي اضطرت لإلقائها بعد وفاة رسول الله (ص) ما يكفي لإرشادنا إلى ذلك.
وفي مجال اليقين ودرجاته فقد بلغت الغاية القصوى، فقد كانت الصديقة الراضية المرضية، وكل واحدة من هذه الألقاب فيه دليل على بلوغها القمة في اليقين، فكلمة الصديقة من صيغ المبالغة وهي إما مبالغة من الصدق في الأقوال والأفعال بحيث يصدق الفعل القول أو مبالغة في التصديق، ولايكون التصديق إلا بعد الاتيان بالصدق، والأسبق تصديقا من كان أسبق في تصديق الله والنبي (ص) وقبول قولهما بعد إتيانهما بالصدق، والأسبقية تعني بلوغ المصدق درجة عالية من اليقين بحيث استطاع أن يتخطى غيره في الإيمان والإذعان.
وفاطمة الزهراء (ع) تميزت (ع) عن بقية نساء العالمين في هذه الجهة، حيث أن لقب صديقة قد ذكره القرآن في حق مريم (ع) كما في قوله تعالى:﴿ ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة ﴾(المائدة / 75)، وذكر هذا اللقب أيضا في بعض الروايات في حق بعض النساء مثل أم الإمام الباقر (ع) ، ولكن فاطمة الزهراء (ع) لقبت بالصديقة الكبرى لإثبات تميزها، كما لقب بعلها بالصديق الأكبر لإثبات تميزه، وهو يعني أنه لم يصل إلى رتبتها في الصدق والتصديق أحد من النساء.
وأما إذا لاحظنا صفتي الراضية المرضية وهما من ألقابها الشريفة وأسمائها عند الله عز وجل كما جاء في الحديث الذي رواه الشيخ الصدوق في الأمالي والعلل والخصال عن الإمام الصادق (ع)، ويرجح من ترتبهما وتعاقبهما في الذكر في الحديث هو وجود نوع ارتباط بينهما، فإن الإنسان الراضي بشكل مطلق هو الذي لا تكون هناك حدود وقيود لرضاه، فهو يرضى بكل ما قسم الله عز وجل له من عافية أومرض، وسعة رزق أو ضيق، ويسر أو عسر، لا ينظر إلا إلى ما يحبه الله، وليست له رغبة معينة مسبقة، ولايمكن للإنسان أن يبلغ هذا المستوى من الرضا إلا إذا كان متميزا ومتفوقا على غيره في الإيمان واليقين بالله سبحانه وتعالى، فإن الرضا بفعل الله إنما هو لرضا المرء بالله عز وجل وحبه له، ومن رضي بحبيب رضي فعله، كما جاء في الحديث القدسي.
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء
موضوع رائع
الله يبارك فيكم أختي الكريمة ويحشركم مع محمد وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على الطاهرة البتول.. فاطمة الزهراء عليها السلام
موضوع رائع ومميز ..
سلمت يمناك ..
موفقة لكل خير ..
تحياتي
رؤى
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بنت من آعذر وآنذر السلام على روح القدس في عالم الذر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي نوارة قضي الله حاجتك بحق الزهراء
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد