إطلاق سراح السيد رضي الدين من السجن
ذكر العلامة (رحمه الله) في كتاب (منهاج الصلاح) في شرح دعاء العبرات: أن هذا الدعاء مروي عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وبصدد هذا الدعاء هناك حكاية عن السيد رضي الدين محمد بن محمد الآوي معروفة، وتفصيلها هكذا: أن أحد أمراء (جرماعوت) قد أخذ المرحوم السيد رضي الدين وحبسه، وقد طال حبسه، وفي هذه المدة تعرض للمشقة واشتد به الضيق، وقد رأى في إحدى الليالي بقية الله الإمام الحجة (عج) في المنام، فأخذ في البكاء وشكى إليه الضيق وضغط الحبس، وقال: يا مولاي! اشفع لي حتى أنجو من الحبس.
فقال له: (اقرأ دعاء العبرات).
فسأل السيد: ما هو دعاء العبرات؟
فقال (عليه السلام): إنه في كتابك (المصباح).
فقال السيد: يا مولاي! لم أكتب في (المصباح) مثل هذا الدعاء.
فقال (عليه السلام): أنظر فيه فسوف تراه.
فاستيقظ من النوم، وأدى صلاة الصبح، وفتح كتاب (المصباح) وعثر على ورقة بين أوراقه وكان قد كتب الدعاء فيها، فقرأه أربعين مرة.
وكان للأمير زوجتان، وكانت إحداهما امرأة عاقلة ومدبرة وكان للأمير بها علاقة شديدة، فعندما جاء إليها الأمير قالت: أيها لأمير! هل أخذت أحد أولاد أمير المؤمنين (عليه السلام) وحبسته؟
فقال الأمير: ما الذي حدث حتى تسأليني هذا السؤال؟
قالت: رأيت في منامي شخصاً كأنه القمر فقال لي: (إن زوجك قد أخذ ابني وحبسه وقد ضاق به العيش).
فقلت له: أيها السيد! من أنت؟
قال (عليه السلام): (أنا علي بن أبي طالب أخبري زوجك وقولي له: إذا لم يخرج ولدي من الحبس، سأهدم على رأسه القصر).
فلما سمع السلطان ذلك قال: لم أعلم هذا وليس عندي خبر بذلك، فلما سأل حارس السجن، قال: نعم، أخذ أحد السادة وألقي به في الحبس، فأمر الأمير أن يطلق سراحه، وأعطي له فرساً حتى يركبها ويذهب إلى منزله.
الاعتبار بقبر الكليني (رض)
نقل أن بعض حكام بغداد لما رأى إقبال الناس على زيارة الأئمة (عليهم السلام) حمله النصب على إرادة نبش قبر سيدنا أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وقال: إن كان كما يزعم الرافضة من فضله فهو موجود في قبره، وإلا نمنع الناس من زيارة قبورهم، فقيل له ـ وقيل إن القائل وزير ذلك الحاكم ـ: إنهم يدعون في علمائهم أيضاً ما يدعون في أئمتهم، وأن هنا رجلاً من علمائهم المشهورين، واسمه محمد بن يعقوب الكليني، وهو من أقطاب علمائهم، فيكفيك الاعتبار بحفر قبره.
فأمر بحفر قبره فوجدوه بهيئته كأنه قد دفن في تلك الساعة، فأمر ببناء قبة عظيمة عليه وتعظيمه، وصار مزاراً مشهوراً.
قرأ في أذني كل سورة الحمد
نقل الآقا مير سيد علي البهبهاني ـ عن أحد تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله) ـ قال: ذهبت إلى النجف الأشرف لاستكمال العلوم الدينية، وحضرت درس الشيخ مرتضى الأنصاري إلا أني لم أكن أستوعب مطالبه، وكنت متأثراً من هذا الوضع الذي ألم بي، فالتجأت إلى الختومات ولكن لم أحصل على الفائدة المرجوة.
وأخيراً توسلت بأمير المؤمنين (عليه السلام) حتى رأيته في منامي فقرأ في أذني: (بسم الله الرحمن الرحيم)، فلما أصبحت وحضرت مجلس الدرس استوعبته كاملاً، حتى بلغ بي الأمر أن استشكل على الشيخ، وفي أحد الأيام وتحت منبر الدرس تحدثت كثيرا مع الشيخ وباحثته، وبعد انتهاء الدرس اقترب الشيخ مني وهمس في أذني قائلاً: إن الذي قرأ بإذنك بسم الله الرحمن الرحيم، قرأ أيضاً بإذني إلى ولا الضالين.
قال هذا وذهب، فتعجبت من هذه القضية، لأنه لم يطلع أحد على رؤياي، فعلمت أن للشيخ مقاماً وكرامات، وموضع توجه أئمة الدين (عليه السلام).
لا تؤخر سهم الطلاب
نقل الفاضل العراقي في (دار السلام) عن الشيخ محمد حسين الكاظمي قال: دخلت حرم سيد الشهداء (عليه السلام) وأسندت ظهري إلى الباب وجعلت وجهي اتجاه الضريح المقدس، فشاهدت الشيخ مرتضى الأنصاري وقد دخل الحرم المطهر، فلما وصل قريباً مني ناولني كيساً من المال، وقال: لك نصف المبلغ فاصرفه، والنصف الآخر قسمه بين الطلاب المستحقين، فلما جئت إلى منزلي أحصيت المبلغ، فوقع في خاطري أن أسدد ديوني بالمبلغ، وأقوم بعدها بتهيئة سهم الطلاب وأرد الأموال إليهم.
وفي الليلة الثانية تشرفت بزيارة الحرم المطهر ورأيت أيضاً الشيخ الأنصاري وقد جاء للزيارة، فلما اقترب مني همس لي وقال: لا تؤخر سهم الطلاب، أعطه إياهم، وسوف أعطيك أيضاً حتى تؤدي قروضك، قال هذا الكلام وذهب.
فعلمت أن هذا الشيخ كان مطلعاً على ما كنت قد فكرت فيه، وهذه إحدى كرامات هذا العالم التقي.
الوحيد البهبهاني يأتمر بأمر الإمام الحسين (عليه السلام)
كان للوحيد البهبهاني (رحمه الله) في كربلاء حوزة درس ومرجعية تامة، وكان يخطر على باله في بعض الأحيان أن يغادر كربلاء إلى المدن الأخرى، حتى رأى في المنام الإمام الحسين (عليه السلام) وهو يقول له: (أنا غير راض بخروجك من مدينتي) فعدل عن رأيه السابق وصمم على البقاء بجوار الحسين (عليه السلام).
سبب كثرة التأليفات
قال الشيخ أسد الله صاحب (مقاييس الأنوار): دخلت يوماً على السيد عبد الله شبر صاحب التأليفات الكثيرة، وسألته: عن العلة في كثرة تأليفاته وقلة تأليفاتي؟
فأجاب السيد: سبب كثرة تأليفاتي وتصنيفاتي هو لطف الإمام الهمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، فقد رأيته في المنام فأعطاني قلماً وقال لي: (أكتب) ومنذ ذلك الوقت وفقت للتأليف، وكل ما خرج من قلمي فهو من بركة ذلك، قالوا وحين نهض من ذلك المنام كان ذلك القلم الشريف بيده، ومثله قصة البردة التي أعطاها رسول الله (ص) للشاعر في المنام فلما نهض من نومه رأى بردة رسول الله موجودة عنده.
خروج الشيخ الطبرسي من القبر
في سنة (548هـ) توفي صاحب كتاب (تفسير مجمع البيان) أمين الإسلام أبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي في سبزوار، ونقلت جنازته إلى المشهد المقدس الرضوي، ودفن في المقبرة المعروفة بـ (قتلكاه).
وقد نقل صاحب (روضات الجنات) عن صاحب ( رياض العلماء)، قال: ومن عجيب أمر هذا الطبرسي بل من غريب كراماته، ما اشتهر بين الخاص والعام، أنه قد أصابته السكتة، فظنوا به الوفاة، فغسلوه وكفنوه ودفنوه ثم رجعوا، فلما أفاق وجد نفسه في القبر، وقد سد عليه سبيل الخروج عنه، من كل جهة، فنذر في تلك الحالة أنه إذا نجى من تلك الداهية، ألف كتاباً في (تفسير القرآن)، فاتفق أن بعض النباشين قصده لأخذ كفنه، فلما كشف عن القبر أخذ الشيخ بيده، فذهل النباش مما رآه ثم تكلم معه، فازداد ذهولاً، فقال له: لا تخف أنا حي، وقد أصابتني السكتة فدفنوني، ولما لم يقدر على النهوض والمشي من غاية ضعفه حمله النباش على عاتقه، وجاء به إلى بيته الشريف، فأعطاه خلعة وأولاه مالاً جزيلاً، وتاب على يده النباش، ثم إنه بعد ذلك وفى بنذره وشرع في تأليف (مجمع البيان).
وقد تنسب هذه القضية إلى المولى فتح الله الكاشي، ويقال: إنه ألف بعد نجاته من تلك الواقعة تفسيره الكبير، المسمى بـ (منهج الصادقين).
تشرف الشيخ الأنصاري (رحمه الله) بخدمة الإمام الحجة (عج)
نقل الآقا مير السيد محمد البهبهاني بواسطتين عن أحد تلامذة الشيخ مرتضى الأنصاري (رحمه الله) قال: في إحدى زياراتي المخصوصة لكربلاء، خرجت في إحدى الليالي بعد منتصف الليل إلى الحمام، ولما كانت الشوارع مكسوة بالطين فقد أخذت معي سراجاً، فلاح لي من بعيد شخص شبيه بالشيخ الأنصاري، فلما اقتربت منه قليلاً وجدته الشيخ الأنصاري نفسه، فاتبعت أثره حتى لا يتعرض لمكروه من أحد، وكنت أخطو خطوات خفيفة في اقتفاء أثره حتى رأيته وقد وقف على باب دار خربة، وقرأ الزيارة الجامعة، ثم دخل الدار الخربة، فسمعته يتحدث مع شخص إلا أني لم أره.
ثم ذهبت إلى الحمام، وبعدها تشرفت بزيارة الحرم، رأيت الشيخ في الحرم الشريف.
وبعد انتهاء هذا السفر وفي النجف الأشرف وصلت إلى خدمة الشيخ، وعرضت عليه قضية تلك الليلة، وبعد الإلحاح الشديد مني عليه قال: أحياناً ولأجل الوصول بخدمة إمام الزمان (عج) أطلب الاستئذان منه، وكنت قد ذهبت إلى ذلك المنزل الذي رأيتني على بابه أقرأ الزيارة الجامعة، لأطلب الاستئذان من الحضرة الشريفة والتشرف بلقائه، لأسأله عن بعض المطالب.
ثم بعد ذلك أقسم علي الشيخ وأخذ مني عهداً على أن لا أبوح لأحد بما جرى له ما دام على قيد الحياة.
منقول