السخاء في مجازاة الامام الكاظم (عليه السلام) للغلام الذي قدم له هدية كان الامام موسى الكاظم(ع) حيث كان من اسخى الناس كاجداده الكرام عليهم السلام واكثرهم براً بالبؤساء والمحرومين، وكان معظم فقراء المدينة يرتعون بالنعم والعطايا التي منَّ الله تعالى بها عليه، وقد ذكر المؤرخون نماذج كثيرة من كرمه ومنها:
ان الامام(ع) خرج ومعه حاشيته وبعض اولاده الى ضياعه الواقعة بوادي ساية وقبل ان يصل اليها استراحوا في بعض المناطق المجاورة لها وكان الوقت شديد البرد فخرج اليهم عبد زنجي وهو يحمل قدراً فوقف امام غلمان الامام فقال لهم: اين سيدكم؟ قالوا: هو ذاك، واشاروا الى الامام(ع) فقال: ابو من يكنى؟ قالوا: ابو الحسن، فوقف العبد امام الامام متضرعاً قائلاً: يا سيدي، هذه عصيدة اهديتها لك، فقبل الامام(ع) هديته وامره ان يضعها عند الغلمان، فوضعها عندهم ثم انصرف ولم يلبث حتى اقبل ومعه حزمة من الحطب وقال للامام: يا سيدي هذا حطب اهديته لك، فقبل الامام هديته وامره ان يلتمس له قبساً من النار فمضى وجاء به فاشعل الحطب ليقيهم البرد، وامر الامام(ع) بكتابة اسم العبد واسم مولاه ثم رحلوا الى الضياع فمكثوا فيها اياماً، ثم اتجهوا الى بيت الله الحرام فاعتمروا وبعد الفراغ امر الامام غلامه ان يفتش عن صاحب الخيمة، ومضى ففتش عنه حتى ظفر به فسلم عليه وسأله الرجل عن قدوم الامام "وكان من محبيه" فابى ان يخبره وغلب على ظنه ذهاب الامام الى مكة، وقفل غلام الامام راجعاً الى الامام وسار الرجل في اثره حتى قدم على الامام(ع) فسأله قائلاً:غلامك تبيعه؟ فقال الرجل: جعلت فداك، الغلام لك والضيعة، وجميع ما املك فقال الامام(ع) :اما الضيعة فلا احب ان املكها. وجعل الرجل يتضرع الى الامام ويتوسل اليه بقبول الضيعة بالف دينار، فاعتق الغلام ووهب له الضيعة، كل ذلك كي يجازي الاحسان بالاحسان ويقابل المعروف بالمعروف، وقد وسع الله تعالى على العبد ببركة الامام الكاظم(ع) واصبح ابناؤه من اثرياء مكة.
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بنت من آعذر وآنذر السلام على روح القدس في عالم الذر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي نوارة بارك الله فيك وجزآك الله آلف خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد