اللهم صل على محمد وآلأ محمد وعجل فرجهم يا كريم
اشتهر بين المفسرين القرّاء السبعة والقراءات السبع.
أمّا القُرّاء السبعة، فهم:
1. عبداللّه بن عامر الدمشقي ، ولد عام 8 من الهجرة، وتوفّي سنة 118. (1) وتنتهي قراءته إلى عثمان بن (2) عفان. وله راويان وهما: هشام و ابن ذكوان.
2. ابن كثير المكي: هو عبد اللّه بن كثير بن عمرو المكي الداري، فارسي الأصل، ولد عام 195 هـ، توفـّي عام 291 هـ. (3) تنتهي قراءته إلى أُبيّ. (4) وله راويان هما: النبريّ وقُنبل.
3. عاصم بن بهدلة الكوفي : ابن أبي النجود أبو بكر الأسدي، مولاهم، الكوفي، توفّي عام 128 هـ أو 127 هـ. (5) تنتهي قراءته إلى عليّ. (6) وله راويان هما: حفص و أبوبكر.
4. أبو عمرو البصري: هو زبان بن العلاء بن عمار المازني البصري، ولد عام 68 هـ، وتوفّي 154. (7) تنتهي قراءته إلى أُبي. (8) وله راويان هما: الدوري والسوسي.
5. حمزة الكوفي: ابن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الكوفي التميمي، ولد عام 8 هـ، توفّـي عام 56 هـ (9)، وتنتهي قراءته إلى علي وابن مسعود. (10) وله راويان هما: خلف بن هشام وخلاد بن خالد.
6. نافع المدني: هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، قال ابن الجزري: أحد القُرّاء السبعة والأعلام، ثقة صالح، أصله من إصفهان، توفّي عام 169. (11) تنتهي قراءته إلى أُبي. (12) وله راويان هما: قالون وورش.
7. الكسائي الكوفي: علي بن حمزة بن عبد اللّه الأسدي، مولاهم، من أولاد الفرس.
قال ابن الجزري : الإمام الذي انتهت إليه رئاسة الإقراء بالكوفة بعد حمزة الزيّات. توفّي سنة 189هـ (13)، تنتهي قراءته إلى علي وابن مسعود. (14) وله راويان هما: الليث بن خالد و حفص بن عمرو.
هؤلاء هم القرّاء السبعة، ويليهم ثلاثة غير معروفين وهم:
8. خلف بن هشام البزار: هو خلف بن هشام البزار، وهو أبو محمد الأسدي البغدادي أحد القُرّاء العشرة، كان يأخذ بمذهب حمزة إلاّ أنّه خالفه في مائة وعشرين حرفاً، ولد سنة 150 هـ، وتوفّي عام 229 هـ. (15) وله راويان هما: إسحاق وإدريس.
9. يعقوب بن إسحاق : هو يعقوب بن إسحاق بن زيد الحضرمي، مولاهم، البصري.
قال ابن الجزري: أحد القرّاء العشرة، مات في ذي الحجة سنة 205 هـ وله ثمان وثمانون سنة. (16) وليعقوب راويان هما: رويس وروح.
10. يزيد بن القعقاع: أبو جعفر المخزومي المدني، قال ابن الجزري: أحد القرّاء العشرة، مات بالمدينة عام 130 هـ. (17) وله راويان هما: عيسى وابن جماز.
هؤلاء هم القرّاء العشرة، ذكرنا أسماءهم ومواليدهم ووفياتهم وأسماء الراوين عنهم على وجه موجز، ومن أراد التفصيل فليرجع إلى طبقات القرّاء.
وأمّا الكلام في تواتر قراءتهم، فإجمال الكلام فيه:
إنّه ادّعى جمع من علماء السنّة تواترها عن النبي، وانّ هذه القراءات الكثيرة كلّها ممّا صدرت عن النبي وقرأ بها.
ونقل الزرقاني في كتاب «مناهل العرفان» عن السبكي تواتر القراءات العشر، وأضاف: إنّه أفرط بعضهم فزعم انّ من قال: إنّ القراءات السبع لا يلزم فيها التواتر فقوله: كفر، ونسب هذا الرأي إلى مفتي البلاد الأندلسية أبي سعيد فرج بن لب. (18)
أمّا إثبات تواترها عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فدون إثباته خرط القتاد، فإنّ من طالع حياة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في الفترة المكية يقف على أنّ الظروف الحرجة في مكة لم تكن تسمح له بتلاوة القرآن ونشره بين المسلمين، فضلاًعن تعليم القراءات السبع لأخص أصحابه.
وأمّا الفترة المدنية، فقد انشغل فيها النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) بالأُمور المهمة للغاية من غزواته وحروبه، إلى بعث سرايا، إلى عقد العهود والمواثيق مع رؤساء القبائل، إلى تعليم الأحكام وتلاوة القرآن، ومحاجّة أهل الكتاب والمنافقين وردّ كيدهم إلى نحورهم، إلى العديد من الأُمور المهمّة التي تعوق النبي عن التفرّغ إلى بيان القراءات السبع أو العشر التي لو جمعت لعادت بكتاب ضخم.
وأمّا تواترها عن نفس القرّاء، فقد مرّ انّ كلّ قارئ له راويان، فكيف تكون قراءاتهم بالنسبة إلينا متواترة ؟!
والحقّ أن يقال: إنّ القرآن متواتر بهذه القراءة المعروفة الموجودة بين أيدينا التي يمارسها المسلمون عبر القرون، وأمّا القراءات العشر أو السبع فليست بمتواترة لا عن النبي ولا عن القرّاء.
وأظهر دليل على عدم تواترها عن النبي هو انّ أصحاب القراءات السبع أو العشر يحتجون على قراءاتهم بوجوه أدبية، فلو كانت القراءة متصلة بالنبي فما معنى إقامة الدليل على صحّة القراءة؟ فلاحظ أنت كتب التفسير وأخص بالذكر «مجمع البيان» فقد ذكر لاختلاف القراءات حججها عنهم أو عن غيرهم، وهذا يدل على أنّ القراءات كانت اجتهادات من جانب هؤلاء.
وقد ألّف غير واحد في توجيه القراءات وذكر عللها وحججها كتباً، منها: «الحجة» لأبي علي الفارسي، و «المحتسب» لابن جنّي، و «إملاء ما منّ به الرحمن» لأبي البقاء، و «الكشف عن وجوه القراءات السبع» لمكي بن طالب.
نظرية أئمة أهل البيت (عليهم السَّلام) في القراءات السبع:
وفي الختام نذكر ما رواه الفضيل بن يسار، عن أبي عبد اللّه (عليه السَّلام) حيث سأله عن اختلاف القراءات؟ وقال: إنّ الناس يقولون: إنّ القرآن نزل على سبعة أحرف.
فقال أبو عبد اللّه (عليه السَّلام): «كذبوا ـ أعداء اللّه ـ ولكنّه نزل على حرف واحد من عند الواحد».
وروى عن (19) زرارة بسند صحيح عن أبي جعفر (عليه السَّلام) أنّه قال: «إنّ القرآن واحد نزل من عند واحد، ولكنّ الاختلاف يجيء من قبل الرواة». (20)
وما ذكره الإمام (عليه السَّلام) من أنّ الاختلاف جاء من قِبَلِ الرواة، يعلم من دراسة أسباب نشوء اختلاف القراءات عبر السنين.
1ـ طبقات القراء : 1 / 404.
2 ـ البرهان في علوم القرآن : 1 / 338.
3 ـ طبقات القراء : 2 / 205.
4 ـ البرهان في علوم القرآن : 1 / 338.
5 ـ تهذيب التهذيب : 5 / 39.
6 ـ البرهان في علوم القرآن : 1 / 338.
7ـ طبقات القرّاء : 1 / 288.
8ـ البرهان في علوم القرآن : 1 / 338.
9ـ طبقات القرّاء : 1 / 261.
10ـ البرهان في علوم القرآن : 1 / 238.
11ـ طبقات القرّاء : 2 / 330.
12ـ البرهان في علوم القرآن : 1 / 338.
13ـ طبقات القرّاء : 1 / 535.
14ـ البرهان في علوم القرآن : 1 / 338.
15ـ طبقات القرّاء : 1 / 272.
15ـ طبقات القرّاء : 2 / 38.
16ـ طبقات القرّاء : 2 / 382.
17ـ مناهل العرفان : 428 ـ 433.
18ـ الكافي : 2 ، كتاب نقل القرآن ، باب النوادر ، الحديث 13 و 12.
19 ـ الكافي : 2 ، كتاب نقل القرآن ، باب النوادر ، الحديث 13 و 12.
الاستاذ جعفر السبحاني