بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن و بعد كل هذه القرون في كل يوم من عاشوراء أراه مجددا في نفس الصوره يرفع النداء ويتردد صداه في الأرجاء.. وهم هم القلة الذين يتوافدون قوافل لتحمل الراية معه وتذبح معه لأجل مبادئ إنسانية.. ونحن في وسط هذا نبكيه.. نذرف الدموع ونصرخ (يا ليتنا معك لننصرك سيدي ونجيب دعوتك).. ونبحث في الوقت نفسه عن مخابئ لندفن روؤسنا فيها.. فالصرخة هي الصرخة والموقف هو الموقف نفسه.. هل يا ترى سننتصر كما أنتصر الحر على كل كل التناقضات التي تتحكم بنفوسنا.. أم أنها سوف تكبلنا.. لنبقى فقط نعزف ملحمة تبكينا.. نلطم الصدور على من قتل في سبيل أن لا تصادر حرية أفكارنا وعقولنا ونحن على منبره وبإسمه نصادر حرية الآخرين حيث نختصر الحقيقه عندنا يصبح الرأي الصائب رأينا وليس من حق الآخر أن يعترض أو يضع علامة استفهام أمامنا.. الحسين يسقي الحيوان بيده ويدافع عن الارض بنفسه حيث خرج من مكة حفاظا عليها ونحن نشارك بكل قوانا في تدمير البيئة من كتابة شعارات الحسين (ع) على الجدران الى نظافة حسينياتنا ومجالسنا إلى كل ملوثات البيئه التي بدأت تنتفض على الانسان في معركته معها إلى نهاية لا تحمد عقباها... إننا لا نفكر بهذا فهذا لا دخل له بالحسين(ع)!.. نقتل الوقت ضياعاً بإسم الحسين لنوقف حركة العلم والعمل والتي من أجل تثبيت حقوقهما للانسان حمل الحسين (ع) الكتاب وقتل معه قراء القرآن والعلماء ليعلن أن معركته معركة علم وعمل.. كيف يضحي الحسين(ع) بدمه الشريف حتى يحول بين سقوط الانسان في براثن العبوديه.. وتتفاقم مشاكل فتياتنا وشبابنا الذي يحمل الكف في عاشوراء لاطماً معزياً ثم لا يجد ضيراً أن يكمل الليل مع فتاة أو رفقاء يتسكع معهم .. كيف نجد لها مخرجاً حين نجده مسرعاً يتجاوز الاخرين معتدياً على حقوق السير قاطعاً إشارات المرور من أجل أن لا يتأخر عن موكب عزاء .. أي تناقض نحمله في أعماقنا ونحن نبكي حسيناً وهو يحمل الرضيع ليعلن للتاريخ السالف والقادم أن للطفل حقاً تستحق انسانيته المضيعه أن تراق الدماء لأجلها .. ونخرج من المجالس ومازالت عيوننا ملئ بالدموع لنمارس أقسى أنواع العنف مع أطفالنا.. ويأخذنا الحسين(ع) بجماله ومساواته وعدالته الانسانيه لنجده يضع خده على العبد الاسود كما صنع مع ولده الأكبر ليعلنها "إنني ما خرجت ولا ضحيت إلا لأجل الإنسان في أعماقك.. إلا لأجل جوهرة الإنسانية في قلبك.. ونحن نختزل الحسين (ع) وقد يغفر لنا الحب ما نعمل (ومن الحب ما قتل) في الطائفة.. وكأن الحسين ما قتل إلا لأجل فئة خاصة.. وإلا كيف يمكن تفسير - بعد مرور هذا الزمن الطويل- أننا مازلنا نحن من نتغنى بهذه الملحمة.. ألسنا وبدون إرادة شاركنا في خنق قضية الحسين (ع) منذ أربعة عشر قرنا ونحن نعرف ملحمة الحسين (ع) ولم تخلق هذه الملحمة التي تملك كل مقومات الحضارة الفكرية والعاطفية و الإنسانية أن تصنع حياة بكل معانيها المشرقة.
وحتى لا نجافي الحقيقه ونكن منصفين لأنفسنا فإن كربلاء رغم كل تقصيرنا نحوها رسمت في تاريخنا صورا مشرقة لرفض الظلم والإباء.. صورا في التحمل والصبر.. صورا في الرحمة والحب والتواصل.. ولكن نظرة ثاقبة إلى أوضاعنا التعبة من شوارعنا إلى منازلنا إلى مدارسنا تستدعي كل هذه التساؤلات..
ألسنا إذن ممن يستصرخهم الحسين (ع) فيفرون وراء أنفسهم يبحثون لهم عن مخبأ.. غير قادرين إلا أن يوجهوا سهما حيث مكمن الإنسانية وقلبها.. لابد أن نخجل قليلا ونحن نسترجع حادثة كربلاء.. لعلنا قد نكون ممن حمل السيف وتردد كما فكر الحر ولكنه نكص إلى الوراء.. مخلفا وراءه ألف قصة وقصة تروى عن مدى بعدنا عن ثقافة الحياة التي لأجلها بكينا الحسين (ع)...
فلنبكي حضارة فرطنا بها.. فلنبكي نظافة ربانا عليها الحسين (ع) فتخلفنا عنه.. فلنبكي عقولا مصادرة وكرامات مهدرة وحقوق مضيعة.. فلنبكي إنسانيتنا التي مازال الحبيب صارخا يستنجدنا فيها ((هل من ناصرا ينصرنا .. هل من مغيث يغيثنا))
منى الصالح
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الآن و بعد كل هذه القرون في كل يوم من عاشوراء أراه مجددا في نفس الصوره يرفع النداء ويتردد صداه في الأرجاء.. وهم هم القلة الذين يتوافدون قوافل لتحمل الراية معه وتذبح معه لأجل مبادئ إنسانية.. ونحن في وسط هذا نبكيه.. نذرف الدموع ونصرخ (يا ليتنا معك لننصرك سيدي ونجيب دعوتك).. ونبحث في الوقت نفسه عن مخابئ لندفن روؤسنا فيها.. فالصرخة هي الصرخة والموقف هو الموقف نفسه.. هل يا ترى سننتصر كما أنتصر الحر على كل كل التناقضات التي تتحكم بنفوسنا.. أم أنها سوف تكبلنا.. لنبقى فقط نعزف ملحمة تبكينا.. نلطم الصدور على من قتل في سبيل أن لا تصادر حرية أفكارنا وعقولنا ونحن على منبره وبإسمه نصادر حرية الآخرين حيث نختصر الحقيقه عندنا يصبح الرأي الصائب رأينا وليس من حق الآخر أن يعترض أو يضع علامة استفهام أمامنا.. الحسين يسقي الحيوان بيده ويدافع عن الارض بنفسه حيث خرج من مكة حفاظا عليها ونحن نشارك بكل قوانا في تدمير البيئة من كتابة شعارات الحسين (ع) على الجدران الى نظافة حسينياتنا ومجالسنا إلى كل ملوثات البيئه التي بدأت تنتفض على الانسان في معركته معها إلى نهاية لا تحمد عقباها... إننا لا نفكر بهذا فهذا لا دخل له بالحسين(ع)!.. نقتل الوقت ضياعاً بإسم الحسين لنوقف حركة العلم والعمل والتي من أجل تثبيت حقوقهما للانسان حمل الحسين (ع) الكتاب وقتل معه قراء القرآن والعلماء ليعلن أن معركته معركة علم وعمل.. كيف يضحي الحسين(ع) بدمه الشريف حتى يحول بين سقوط الانسان في براثن العبوديه.. وتتفاقم مشاكل فتياتنا وشبابنا الذي يحمل الكف في عاشوراء لاطماً معزياً ثم لا يجد ضيراً أن يكمل الليل مع فتاة أو رفقاء يتسكع معهم .. كيف نجد لها مخرجاً حين نجده مسرعاً يتجاوز الاخرين معتدياً على حقوق السير قاطعاً إشارات المرور من أجل أن لا يتأخر عن موكب عزاء .. أي تناقض نحمله في أعماقنا ونحن نبكي حسيناً وهو يحمل الرضيع ليعلن للتاريخ السالف والقادم أن للطفل حقاً تستحق انسانيته المضيعه أن تراق الدماء لأجلها .. ونخرج من المجالس ومازالت عيوننا ملئ بالدموع لنمارس أقسى أنواع العنف مع أطفالنا.. ويأخذنا الحسين(ع) بجماله ومساواته وعدالته الانسانيه لنجده يضع خده على العبد الاسود كما صنع مع ولده الأكبر ليعلنها "إنني ما خرجت ولا ضحيت إلا لأجل الإنسان في أعماقك.. إلا لأجل جوهرة الإنسانية في قلبك.. ونحن نختزل الحسين (ع) وقد يغفر لنا الحب ما نعمل (ومن الحب ما قتل) في الطائفة.. وكأن الحسين ما قتل إلا لأجل فئة خاصة.. وإلا كيف يمكن تفسير - بعد مرور هذا الزمن الطويل- أننا مازلنا نحن من نتغنى بهذه الملحمة.. ألسنا وبدون إرادة شاركنا في خنق قضية الحسين (ع) منذ أربعة عشر قرنا ونحن نعرف ملحمة الحسين (ع) ولم تخلق هذه الملحمة التي تملك كل مقومات الحضارة الفكرية والعاطفية و الإنسانية أن تصنع حياة بكل معانيها المشرقة.
وحتى لا نجافي الحقيقه ونكن منصفين لأنفسنا فإن كربلاء رغم كل تقصيرنا نحوها رسمت في تاريخنا صورا مشرقة لرفض الظلم والإباء.. صورا في التحمل والصبر.. صورا في الرحمة والحب والتواصل.. ولكن نظرة ثاقبة إلى أوضاعنا التعبة من شوارعنا إلى منازلنا إلى مدارسنا تستدعي كل هذه التساؤلات..
ألسنا إذن ممن يستصرخهم الحسين (ع) فيفرون وراء أنفسهم يبحثون لهم عن مخبأ.. غير قادرين إلا أن يوجهوا سهما حيث مكمن الإنسانية وقلبها.. لابد أن نخجل قليلا ونحن نسترجع حادثة كربلاء.. لعلنا قد نكون ممن حمل السيف وتردد كما فكر الحر ولكنه نكص إلى الوراء.. مخلفا وراءه ألف قصة وقصة تروى عن مدى بعدنا عن ثقافة الحياة التي لأجلها بكينا الحسين (ع)...
فلنبكي حضارة فرطنا بها.. فلنبكي نظافة ربانا عليها الحسين (ع) فتخلفنا عنه.. فلنبكي عقولا مصادرة وكرامات مهدرة وحقوق مضيعة.. فلنبكي إنسانيتنا التي مازال الحبيب صارخا يستنجدنا فيها ((هل من ناصرا ينصرنا .. هل من مغيث يغيثنا))
منى الصالح
