بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العرفان حق لكن صاحبنا ليس هو المطلوب
حدثني يوماً أستاذي في النجف عن العرفان والعارفين ، وأن بعضهم أهل كرامات ومكاشفة ، وسمى لي منهم أشخاصاً بعضهم من أهل العلم وبعضهم من الكسبة ، وأخبرني أنه يحضر أسبوعياً عند أحدهم ، وأني أستطيع الحضور ، فشكرته .
وفي الموعد في بيت أحدهم حضر الأستاذ فرأيت أستاذي والحاضرين احترموه وهابوه ، وتأدبوا بين يديه وأصغوا بكلهم اليه .
كان درسه أو حديثه في شرح آية الكرسي ، وقد اعتمد على التصوير والتذكير أكثر من المطلب العلمي ، فاستفدنا وتأثرنا والحمد لله . وتضمن درسه التالي وما بعده توجيهات مفيدة ، كقوله: كل مشكلات الإنسان من الوهم والخيال ، والوهم هو الخوف غير الشرعي ، والخيال هو الأمل غير الشرعي . وقوله: أنظر أمامك في الصلاة عند محل سجودك ، وأرْخِ عينيك ولا تحدق ، مع ما استفدناه منه رحمه الله من أفكار عن مراقبة النفس ومجاهدتها إن طمحت الى الحرام أو المكروه، وإجبارها إن استعصت على فعل الخير وقيام الليل...الخ. وكانت فترة نافعة بما فيها تكاليف الأستاذ في مراقبة النفس، وكان أنفعها برامج العبادة اليومية ، والإعتكاف في مسجد الكوفة ثلاثة أيام، وزيارة الإمام الحسين عليه السلام سيراً على الأقدام .
ومضت الأيام لأكتشف في هذا الأستاذ ما لا أحب ، رأيته يأكل دائماً بنَهَمٍ ، ويتخير أنواع الأطعمة ، ويتحدث عنها بلهفة وإسهاب ، ورأيته يأكل المال أكلاً لمّا ، وبعض ما يأخذه برأيي حرام ، ثم رأيته لا يتحمل إشكالاً حتى لو كان علمياً ، وأشكل شخص عليه فكرهه كرهاً غليظاً ، ولم يغفر له (ذنبه) بل لم يكن يترك فرصة إلا وانتقده وطعن عليه ، بما فيه وما ليس فيه ! وآخر ما وصلت اليه من التأمل في حالة هذا الأستاذ: أن طريق العرفان ومراقبة النفس حق ، لكن صاحبنا ليس هو المطلوب !
غير أنك ستعتبر صاحبنا قديساً بالنسبة الى بعض من يدعي العرفان ! عندما تجد فيهم قاتل النفس المحترمة بالمعنى الحقيقي للقتل! وتجد فيهم الكذاب المزيف ، وصاحب الدكان ، وناصب الفخ لصيد بسطاء العوام !
فالعرفان عند هؤلاء البؤساء ليس أكثر من تعلم لقلقة اللسان ، فهو طريقٌ لتحقيق الذات ، ونيل الشهرة ، وكسب السحت من المال !
وهؤلاء ليسوا أبناء اليوم ، فهم ظاهرة قديمة من مطلع الإسلام ، وقبل الإسلام في المسيحية واليهودية ! ولو ألَّفْتَ فيهم كتاباً لملأته بطرائف قصصهم وغرائبها ، لكنه يضر أكثر مما ينفع ، لأن بعض قرائه سيفرط في الحكم ويكفر بكل العرفان والعارفين، مع أن فيهم أخياراً أبراراً أهل حق وصدق ، وفيهم أولياء الله ، لو أقسم أحدهم على الله لأبرَّ قسمه !
وأبلغ ما قرأت في تحليل شخصياتهم ما علمنا إياه الإمام زين العابدين عليه السلام فقال: (إذا رأيتم الرجل قد حَسَّنَ سَمْتَه وهَدْيَه ، وتَمَاوَتَ في منطقه ، وتَخَاضَعَ في حركاته ، فَرُوَيْداَ لا يَغُرَّنَّكم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته وجُبن قلبه ، فنصب الدين فخّاً لها ، فهو لا يزال يَخْتِلُ الناس بظاهره ، فإن تمكن من حرام اقتحمه .
وإذا وجدتموه يَعِفُّ عن المال الحرام ، فرويداً لا يغرنكم ، فإن شهوات الخلق مختلفة ، فما أكثر من يَنْبُو عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شَوْهاء قبيحة فيأتي منها مُحَرَّماً .
فإذا وجدتموه يَعِفُّ عن ذلك فرويداً لا يَغُرَّنَّكُم ، حتى تنظروا ما عَقَدَهُ عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ، ثم لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله .
فإذا وجدتم عقله متيناً ، فرويداً لا يغركم ، حتى تنظروا أمع هواه يكون على عقله ، أو يكون مع عقله على هواه ، وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها ؟ فإنَّ في الناس من خسر الدنيا والآخرة بترك الدنيا للدنيا ! ويرى أن لذة الرئاسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة حتى إذا قيل له اتَّقِ الله أخذته العزَّةُ بالإثم ، فحسبه جهنم ولبئس المهاد ! فهو يخبط خبط عشواء ، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمدُّه ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه ! فهو يُحِلُّ ما حَرَّم الله ويُحَرِّم ما أحل الله ، لا يبالي بما فات من دينه إذا سلمت له رئاسته التي قد يتقي من أجلها ! فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاباً مهيناً .
ولكن الرجل كلَّ الرجل نعمَ الرجل ، هو الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله ، وقواه مبذولةً في رضا الله ، يرى الذلَّ مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تَبيد ولا تَنْفَد ، وأن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال . فذلكم الرجل نعم الرجل ، فبه فتمسكوا وبسنته فاقتدوا ، وإلى ربكم به فتوسلوا ، فإنه لا تُرَدُّ له دعوة ولا تَخِيبُ له طَلِبَة). (الإحتجاج:1/54).
وفي الكافي:1/49، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (طلبة العلم ثلاثة فاعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنفٌ يطلبه للجهل والمراء ، وصنف يطلبه للإستطالة والختل ، وصنف يطلبه للفقه والعقل . فصاحب الجهل والمراء مُوذٍ مُمَارٍ متعرضٌ للمقال في أندية الرجال ، بتذاكر العلم وصفة الحلم ، قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع! فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه !
وصاحب الإستطالة والختل ذو خب وملق ، يستطيل على مثله من أشباهه ، ويتواضع للأغنياء من دونه ، فهو لحلوائهم هاضم ، ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره ، وقطع من آثار العلماء أثره !
وصاحب الفقه والعقل ، ذو كآبة وحزن وسهر ، قد تحنك في بُرْنُسه وقام الليل في حَندسه ، يعمل ويخشى ، وجلاً داعياً مشفقاً ، مقبلاً على شانه ، عارفاً بأهل زمانه ، مستوحشاً من أوثق إخوانه ، فشدَّ الله من هذا أركانه ، وأعطاه يوم القيامة أمانه) .
كتاب / معرفة الله
الشيخ علي الكوراني العاملي
تحيتي
مسك النبي الهادي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على بنت من آعذر وآنذر السلام على روح القدس في عالم الذر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي مسك النبي بارك الله فيك وجزآك الله آلف خير
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمكم الله من كل شر وبلاء ربي يحرسكم بعينه التي لاتنام
تحيتي
مسك النبي الهادي
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سلمكم الله من كل شر وبلاء ربي يحرسكم بعينه التي لاتنام
تحيتي
مسك النبي الهادي
ربي يجزاك خير الجزاء أختي مسك النبي الهادي على الطرح الجميل المبارك
الله يوفقكم ويقضي جميع حوائجكم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين رشح المنتدى لإغاثة المحتاجين والمرضى