روی الشيخ الصدوق رحمة الله عليه في كتاب : كمال الدين وتمام النعمة بأسناده إلی محمد بن قيس عن ثابت الثمالي عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال ضمن حديث له((ان للقائم عليه السلام منا غيبتين أحدهما أطول من الأخری، واما الأخری فيطول أمدها حتی يرجع عن هذا الامر أكثر من يقول به، فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا وسلم لنا أهل البيت)) .
الحديث الشريف المتقدم هو من الأحاديث الغيبية التي أخبرت عن وقوع غيبتين لخاتم الأوصياء المهدي – عليه السلام – قبل وقوعها وهذا الأخبار المسبق هو من العلم الذي ورثه الإمام زين العابدين – عليه السلام – من آبائه وجده المصطفی – صلی الله عليه وأله – من علم الغيب الإلهي، إذ أن الله عزوجل قد أرتضاهم لغيبه. وقد صدّق الواقع التأريخي ذلك، وجاءت غيبتا المهدي المنتظر عجل الله فرجه طبق ما أخبرت عنه هذه الأحاديث الشريفة من قبل.
ونفهم من كلام مولانا الإمام السجاد – عليه السلام – أن من خصوصيات عصر الغيبة الكبری هو طول أمدها ؛ وهذا الأمر يؤدي الی رجوع الكثيرين عن الإعتقاد والإيمان النظري أو العملي بأمامة بقية الله المهدي وحتمية ظهوره – عجل الله فرجه –.
أي أما أن ينكروا أصل وجوده وغيبته صراحة كما حدث لبعض المعاصرين ؛ وإما أن يغفلوا عن الإرتباط العملي بصاحب الزمان – عليه السلام – وعن إنتظار ظهوره والسعي للتمهيد له كما هو حال الكثيرين ممن يؤمنون نظرياً بأمامة خاتم الأوصياء وغيبته – عجل الله فرجه ، وهذه الغفلة من مصاديق فقدان الإيمان العملي به – عليه السلام – ومن مصاديق اليأس العملي من ظهوره أعاذنا الله وإياكم من ذلك.
وبعد أن يبين لنا مولانا الإمام علي بن الحسين زين العابدين – عليه السلام – هذه الخصوصية من خصوصيات عصر الغيبة المهدوية، يبين لنا سبل النجاة من فقدان الإيمان النظري أو العملي بالمهدي الموعود بسبب طول أم غيبته – عجل الله فرجه –.
وهذا ما يشتمل عليه قوله – سلام الله عليه – : حتى يرجع عن هذا الأمر اكثر من يقول به، فلا يثبت عليه، إلا من قوي يقينه وصحت معرفته ولم يجد في نفسه حرجاً مما قضينا وسلم لنا أهل البيت .
فهنا نجد أربعة عوامل أساسية للنجاة من فقدان الإيمان النظري أو العملي بولاية إمام العصر بسبب طول غيبته – عجل الله فرجه –.
العامل الأول تقوية اليقين بالعقائد الحقة التي تتضمن الإعتقاد بحياة الإمام الثاني عشر من أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – وغيبته – عجل الله فرجه .
ولتقوية هذا اليقين وسائل عدة منها طلبه من الله عزوجل والإستعانة بأستذكار ومراجعة البراهين العقلية الواضحة في إثبات هذه العقيدة والأدلة النقلية البينة ومنها نظائر هذا الحديث الشريف المروي عن الإمام زين العابدين – عليه السلام – والتي أخبرت عن وقوع الغيبة بالإمام الثاني عشر وطولها قبل وقوعها بسنين طويلة،الأمر الذي يثبت وجدانياً صحتها وأنها جاءت بأمر الله تبارك وتعالى.
أما العامل الثاني فهو تصحيح المعرفة بالله عزوجل وحكمته في تدبير شؤون عباده وتربية أجيال المؤمنين حتى ينتج الجيل المؤهل لنصرة المهدي الموعود في حركته الإصلاحية الكبری والكونية، وحتی تتهيأ الظروف المواتية لنجاح هذه الحركة إسلامياً ودولياً.
وكذلك الحصول علی المعرفة الصحيحة بالنبي وآله – صلی الله عليه وآله - و معرفة أنهم يتحركون بأمر الله عزوجل وأن أمرهم أمره جل جلاله، وأن الإمام الغائب – عجل الله فرجه – يقوم بمهام الإمامة ورعاية المؤمنين والتمهيد لظهوره ولكن بصورة خفية ومن خلف سحاب الغيبة.
والعامل الثالث يستند الی هذه المعرفة الشرعية الصحيحة بالله وأوليائه ثقة بوجود الحكمة والمصلحة فيه ، فلا يكون في صدور المؤمنين حرج من ذلك كما أمرت بذلك الآيات الكريمة
أما العامل الرابع فهو التسليم لأمر أهل البيت النبوي – عليهم السلام – وهو في الواقع أمر الله عزوجل. ومعنى التسليم أوسع من عدم الإعتراض علی ما قضی به الله من وقوع الغيبة وطولها، فهو يشمل أيضاً التكيف الروحي والسلوكي مع واقع الغيبة وطولها، والإجتهاد، في السعي للنجاة من فتنها وحفظ الأرتباط بأمام ألعصر – أرواحنا فداه – علی الرغم من أوضاع الغيبة وصعوبات فقدان الإرتباط والتعامل الظاهري معه – عجل الله فرجه –.
شمس خلف السحاب
الى متى يا مهدينا الى متى هذا الغياب عجل على ظهورك إذا كنا مع الحق فلا نبالي
بسم رب الزهراء عليها السلام
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام على روح القدس في عالم الذر السلام على ليلة القدر
وآسعد الله آيامنا وآيامكم بطاعة الله ورضا المولى
حبيبتي الفاطمية وفقك الباري لكل خير وسدد خطاك
دمتم بحب ورعاية الزهراء
اللهم أدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد
وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد و عجل فرجهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اختي الفاطمية العلوية
سلمت يمناك ، طرح رائع ومهم
بارك الله فيكم
وفقكم الله تعالى في الدنيا والآخرة
قال النبي صلى الله عليه وآله:
من أحب فاطمة ابنتي فهو في الجنة معي ومن ابغضها فهو في النار
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
عطرتم المنتدى الفاطمي بمشاركتكم الولائية
جزاك الله كل خير بحق شهيد المحراب و مولى الموحدين مولانا
علي بن ابي طالب صلوات الله عليه
اللهم صل على محمد وآل محمد