من كرامات العبّاس عليه السّلام 38
• يروي السيّد محمّد حسن السيّد صادق آل طعمة هذه الكرامة شاهَدَها بعينيه ودوّنها بيراعه، وثبّتها بالأرقام الدقيقة، وهي ذي عن قلمه:
في يوم 13 صفر عام 1425 هجري، وأنا أؤدّي خدمتي في حرم المولى أبي الفضل العبّاس عليه السّلام وأتجوّل في صحنه الشريف، وإذا بي أسمع أصوات أهازيج وقصائد شعبيّة من قِبَل جمعٍ من الزائرين، ملأت أصواتُهم أروقة الصحن العبّاسيّ الطاهر، كان مَطْلع بعض الأهازيج:
ـ هذي الطِّينة من العبّاس.. اتْنُومَس بيه اتنومَس.
وهنالك صيحة متحمّسة أخرى تقول:
ـ يا حيف انگصّت جَفّينَه.. يا حيف انگصّت چفّينه.
فاقتربت من أولئك الزائرين لأقف على الأمر عن كثب، وإذا بي أرى رجلاً كان نهض لتوّه من عربة المقعَدين قد دخل بها إلى الحرم، ثمّ قام عنها ببطء، يتثبّت بإحدى قدمَيه ويرفع الأخرى ليصل إلى الضريح الشريف. هذا والجموع الغفيرة من ذويه والزائرين يحيطون به ويهتفون بشخصيّة أبي الفضل سلامُ الله عليه، ثمّ استوى الرجل وجلس بعد ذلك مُلصِقاً بدنه بالضريح المقدّس مادّاً رِجلَيه إلى الجهة الأخرى، وقد تصبّب وجهه وبدنه عرقاً، هذا، وعددٌ كبير من معارفه وأقاربه قد أحاطوا به يمنعون الزائرين من الاقتراب منه.
ما إن اقتربتُ من الجموع المتجمّعة حتّى أشار إليّ رجل ممّن أحاطوا بالمريض، يخصّني مِن بين عددٍ من خَدَمة الروضة العبّاسيّة الشريفة الذين تجمّعوا حول العليل، قائلاً:
ـ افسحوا المجال.. خلّي السيّد يتقدّم.. اتفضّل سيّدنا.
فجلست عند الرجل بعد أن فسحوا لي في الطوق المُحْكَم من الأيدي، وكان ضُرِب حوله تأميناً لسلامته من زحمة الزائرين، خشية الهجوم عليه بقصد التبرّك، فبدأ الرجل حديثه معي بعد أن عانقني وخنقته العبرة، قائلاً:
ـ سيدنا، أنا سيّد علي ابن السيّد محسن الياسري، قَدِمتُ من منطقة القاسم التابعة لمدينة الحلّة، قاصداً الزيارة بمناسبة أربعينيّة شهادة الإمام الحسين وشهادة أبي الفضل العبّاس في كربلاء.. سلام الله عليهم.
يتحدّث الرجل وهو يتلاقف أنفاسه، ويرفع طَرْفه بين الحين والآخر، مرّةً ينظر إلى الضريح وقد عقد أصابع يده عليه، ومرّةً ينظر إلى المحيطين به وهم ما بين باكٍ ومبتهج ومترقّبٍ ماذا حصل وماذا سيكون! ثمّ واصل حديثه قائلاً:
ـ سيّدنا، أُصِبتُ في نخاعي الشوكي، فأدّى بي ذلك إلى عجزٍ انتهى بها إلى عدم القدرة على المشي والاستواء قياماً، فأصبحت مشلولاً هذه المدّة التي امتدّت إلى أكثر من 22 سنة. نعم سيّدنا، فجئت للزيارة، فما دخلتُ إلى حرم أبي الفضل العبّاس حتّى شرعتُ مع نفسي بقراءة مصيبة سيد الشهداء أبي عبدالحسين عليه السّلام، وإذا بي أسمع صوت امرأة لم أرَ شخصها، وهي تخاطب صاحب المقام:
ـ ليش ما تگَومَه يابو فاضل، وخَلْهَه الشيعة اتشوف برهانكم ؟
بعد أن سمعتُ ذلك أحسَستُ بحرارة خفيفة تسري في تمام بدني وعروقي كالدواء الذي يُزرَق، وجال في خَلَدي أنّي شُفِيت.. نعم شُفيت وأستطيع النهوض ببركات كرامة صاحب لواء الحسين عليه السّلام، فنهضت وها أنا أشعر بالسلامة وتمام العافية، والحمد لله.
ثمّ أدار عينيه إلى الضريح يبعث نظرات الشكر والتقديس.
( أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام )
• يروي السيّد محمّد حسن السيّد صادق آل طعمة هذه الكرامة شاهَدَها بعينيه ودوّنها بيراعه، وثبّتها بالأرقام الدقيقة، وهي ذي عن قلمه:
في يوم 13 صفر عام 1425 هجري، وأنا أؤدّي خدمتي في حرم المولى أبي الفضل العبّاس عليه السّلام وأتجوّل في صحنه الشريف، وإذا بي أسمع أصوات أهازيج وقصائد شعبيّة من قِبَل جمعٍ من الزائرين، ملأت أصواتُهم أروقة الصحن العبّاسيّ الطاهر، كان مَطْلع بعض الأهازيج:
ـ هذي الطِّينة من العبّاس.. اتْنُومَس بيه اتنومَس.
وهنالك صيحة متحمّسة أخرى تقول:
ـ يا حيف انگصّت جَفّينَه.. يا حيف انگصّت چفّينه.
فاقتربت من أولئك الزائرين لأقف على الأمر عن كثب، وإذا بي أرى رجلاً كان نهض لتوّه من عربة المقعَدين قد دخل بها إلى الحرم، ثمّ قام عنها ببطء، يتثبّت بإحدى قدمَيه ويرفع الأخرى ليصل إلى الضريح الشريف. هذا والجموع الغفيرة من ذويه والزائرين يحيطون به ويهتفون بشخصيّة أبي الفضل سلامُ الله عليه، ثمّ استوى الرجل وجلس بعد ذلك مُلصِقاً بدنه بالضريح المقدّس مادّاً رِجلَيه إلى الجهة الأخرى، وقد تصبّب وجهه وبدنه عرقاً، هذا، وعددٌ كبير من معارفه وأقاربه قد أحاطوا به يمنعون الزائرين من الاقتراب منه.
ما إن اقتربتُ من الجموع المتجمّعة حتّى أشار إليّ رجل ممّن أحاطوا بالمريض، يخصّني مِن بين عددٍ من خَدَمة الروضة العبّاسيّة الشريفة الذين تجمّعوا حول العليل، قائلاً:
ـ افسحوا المجال.. خلّي السيّد يتقدّم.. اتفضّل سيّدنا.
فجلست عند الرجل بعد أن فسحوا لي في الطوق المُحْكَم من الأيدي، وكان ضُرِب حوله تأميناً لسلامته من زحمة الزائرين، خشية الهجوم عليه بقصد التبرّك، فبدأ الرجل حديثه معي بعد أن عانقني وخنقته العبرة، قائلاً:
ـ سيدنا، أنا سيّد علي ابن السيّد محسن الياسري، قَدِمتُ من منطقة القاسم التابعة لمدينة الحلّة، قاصداً الزيارة بمناسبة أربعينيّة شهادة الإمام الحسين وشهادة أبي الفضل العبّاس في كربلاء.. سلام الله عليهم.
يتحدّث الرجل وهو يتلاقف أنفاسه، ويرفع طَرْفه بين الحين والآخر، مرّةً ينظر إلى الضريح وقد عقد أصابع يده عليه، ومرّةً ينظر إلى المحيطين به وهم ما بين باكٍ ومبتهج ومترقّبٍ ماذا حصل وماذا سيكون! ثمّ واصل حديثه قائلاً:
ـ سيّدنا، أُصِبتُ في نخاعي الشوكي، فأدّى بي ذلك إلى عجزٍ انتهى بها إلى عدم القدرة على المشي والاستواء قياماً، فأصبحت مشلولاً هذه المدّة التي امتدّت إلى أكثر من 22 سنة. نعم سيّدنا، فجئت للزيارة، فما دخلتُ إلى حرم أبي الفضل العبّاس حتّى شرعتُ مع نفسي بقراءة مصيبة سيد الشهداء أبي عبدالحسين عليه السّلام، وإذا بي أسمع صوت امرأة لم أرَ شخصها، وهي تخاطب صاحب المقام:
ـ ليش ما تگَومَه يابو فاضل، وخَلْهَه الشيعة اتشوف برهانكم ؟
بعد أن سمعتُ ذلك أحسَستُ بحرارة خفيفة تسري في تمام بدني وعروقي كالدواء الذي يُزرَق، وجال في خَلَدي أنّي شُفِيت.. نعم شُفيت وأستطيع النهوض ببركات كرامة صاحب لواء الحسين عليه السّلام، فنهضت وها أنا أشعر بالسلامة وتمام العافية، والحمد لله.
ثمّ أدار عينيه إلى الضريح يبعث نظرات الشكر والتقديس.
( أعجب القصص في كرامات العبّاس عليه السّلام )
